العنوان وحده، قد يكون كفيلا ليدفعك للابتسامة، لكونه من أكثر العناوين تحقيقا لـ«التريند» بلغة السوشيال ميديا.
انتشرت الجملة ــ التى هى ليست من ابتكارى ــ سريعا فى مواقع التواصل الاجتماعى، فى اشارة إلى ان كل ما يفعله نجم المنتخب الوطنى وليفربول الانجليزى محمد صلاح، لابد ان يكون له قيمة كبيرة، حتى وإن لم يفعله، لان البعض يرى ان عدم فعله يأتى لمصلحتهم، وبالتالى تكون الجملة البديهية هى «الله عليك يا فخر العرب».
لكن، الابتسامة التى قد اكون دفعتك اليها فى البداية، سرعان ما ستزول، حينما تعلم ان فخر العرب، لم تحصل منه مصر على المكتسبات، التى تحصل عليها الدول الاخرى من النجوم المماثلة له.
المكتسبات المقصودة هنا، ليست فى الملعب، لان صلاح لا يبخل بنقطة عرق واحدة على المنتخب الوطنى، لكن المقصود هو الدور الذى من الممكن ان تلعبه نجومية صلاح فى المجتمع، ولن أكون مبالغا، إذا قلنا إن هذا الدور، من الممكن ان يكون تأثيره، اكبر من تأثيره داخل الملعب.
ليس معقولا اقتصار الدور المجتمعى، الذى يلعبه محمد صلاح فى مصر، على حملة التوعية ضد اخطار المخدرات، أو الاعمال الخيرية فى قريته نجريج، أو بعض القرى المجاورة، أو محاولاته الفردية.
بين الحين والاخر، تجد صلاح نشيطا فى المجتمع الانجليزى بتحركات واسعة، يبرزها الاعلام هناك، ونهتم ونتناقلها هنا بيننا، ونقول «الله عليك يا فخر العرب». اذن اين نحن من هذا؟
هل عدم قيام صلاح بالدور المطلوب فى مصر تقصير منه، وهل ظهوره بهذا الشكل هناك حرص منه على قيامه بهذا الدور؟
أعتقد الاجابة ستكون لا، وإنما هو تقصير من المسئولين هنا فى كيفية توجيه دور صلاح وابرازه فى المجتمع، فى الوقت الذى تستغله مؤسسات المجتمع المدنى الانجليزى بالشكل الامثل وبالتنسيق مع ناديه.
مشروع الالف موهبة الذى اطلقته وزارة الرياضة بالتعاون مع بريزنتيشن، أبرز دليل على نظرية التقصير تجاه دور صلاح.
فمع بداية ظهور هذا المشروع، كان الحديث الابرز لكل مسئول عنه، نهدف للبحث عن ١٠٠٠ محمد صلاح، لتملك مصر ثروة قومية لا تضاهيها أى بلد آخر، بعد هذا الحديث لابد ان يتبادر إلى ذهنك، ان صلاح يكون له دور ولو معنويا، لكن للاسف، تم الاعلان عن المشروع فى مؤتمر صحفى كبير، دون ان يكون هناك اشارة، ولو بالمحاولة ان يكون لصلاح دور فيه، هل هذا معقول؟!.
الكلام عن صعوبة التواصل مع محمد صلاح، أو ان هذه الامور ستجد اعتراضات من وكيله، أو أى حجج للهروب من المسئولية، غير مقبول، لان صلاح ووكيله يعلمان جيدا ان عليه ادوارا كثيرة تجاه مجتمعه، وان كانا لا يعلمان، فمن المفترض ان يعلماها.
سؤال آخر، ما الذى من الممكن ان يقدمه صلاح لمشروع الالف موهبة؟
صلاح، حقق نجاحا فريدا لنا كمصريين، ونجح فيما فشل فيه من سبقوه، وبالتالى مساهمته عن قرب برسم معادلات شبيهة لمعادلته، أو معرفة اسباب نجاحه التى قد لا نعرف الكثير منها، والاستفادة من خبراته، امور كثيرة قد تساعدنا، وذلك بخلاف الدوافع الكبيرة التى سيشكلها ظهوره أمام المواهب، بدلا من ان نكتفى بوضع مجسم كرتونى له أمامهم.
الاستفادة «المجتمعية» من خبرات ونجومية صلاح واجب على كل مسئول فى مشروع الألف موهبة، اما عن صلاح، فأثق فيك، وانك لن تبخل فى الاسهام فيه، وان يكون لك دور فعال، أتمنى ان يتحقق سريعا، حتى نراك وسط المواهب ونقول «الله عليك يا فخر العرب».