لعلها قمة تاريخية - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لعلها قمة تاريخية

نشر فى : الإثنين 30 مارس 2015 - 9:55 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 مارس 2015 - 9:55 ص

عندما يلتقى قادة الأمة العربية فى قمة شرم الشيخ، تكون أمامهم فرصة نادرة للظهور بخطاب جديد يضع فى حسبانه التحديات الجسام والمخاطر المحدقة بالمصير المشترك، ولأول مرة منذ عشرات السنين تنعقد آمال على قمة عربية يمكن أن تحدث اختراقا فى الركود المزمن الذى أصاب مؤسسات الجامعة العربية ما يغذى هذا التفاؤل غير المألوف، ما يتجلى من بوادر وعى واسع، بأن ما تمر به البلاد العربية يستوجب إرادة مختلفة ومقاربات جديدة، فكل الأقطار تواجه تهديدات جمة ليس بالإمكان التغاضى عنها، وربما لأول مرة. يرقى إحساس حارق بأن الكل مستهدف، وأن طوق النجاة لا يكون إلا عبر توحيد الصف والكلمة والعمل ضمن مشروع واحد، يعيد بناء أسس الأمن القومى العربى بمفهومه الشامل على قواعد تواكب تقلبات هذه المرحلة ومفاجآتها. وقد تكون تجربة الفرقة والتشتت التى سادت فى العقود الأربعة الماضية قد أكسبت الجميع العبرة بضرورة القطع مع تلك التجربة، وبناء أخرى تكسب الأمة بأسرها هيبة وسمعة مشرفة تليق بحضارتها وحقها فى الوجود.

عشية القمة الجديدة بدأت «عاصفة الحزم» التى أطلقتها السعودية ضمن تحالف عربى، لإسقاط الانقلاب الحوثى الذى عمل على اختطاف اليمن إلى جهة مجهولة. ولا شك أن هذا التحرك الصارم قد فاجأ الكثيرين، وأحدث صدمة إيجابية للعرب بأسرهم. فقد أثبتت «عاصفة الحزم» أن ثورة فعلية قد فجرت إرادة قوية فى آليات العمل العربى. وجاء التأكيد فى البيان الختامى للاجتماع التحضيرى لوزراء الخارجية العرب الذى وافق على إنشاء قوة عسكرية عربية موحدة، تكون ذراعا قوية للجامعة العربية لمجابهة الأخطار الداخلية والخارجية. وهذه الخطوة ستسجل إنجازا تاريخيا وبرهانا قويا على صحوة طال انتظارها طويلا وجاءت فى لحظة حاسمة. وفى أقل من شهر سيجتمع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى برؤساء أركان الجيوش العربية، لوضع اللبنات التأسيسية للقوة المشتركة .

قد يكون العرب اليوم أحوج إلى ذراع عسكرية ضاربة أكثر من أى شيء آخر، فالملفات التى يجب أن تحسم بالقوة تمثل كلها تهديدا وجوديا للأمة بأسرها، وليس الوضع فى اليمن إلا نموذجا، وإضافة إليه هناك الإرهاب الذى يستوطن فى ليبيا والعراق وسوريا والصومال وجنوب الصحراء الكبرى، وهناك أطراف إقليمية تتدخل فى المنطقة العربية بعد أن استمرأت ضعف الجامعة، وهذه الأطراف ستحسب ألف حساب عندما ترى العرب وقد أصبحوا على قلب رجل واحد .

هذه الإنجازات لو تحققت، تصبح الجامعة العربية التى بلغت من العمر 70 عاما قد ولدت من جديد، فالعمل العربى المشترك الذى لم يتحقق منه شيء غير الانتكاسات على مدى عقود يمكن أن ينقلب حيويا وحازما. وكم هى كثيرة الملفات التى تنتظر الحسم، وليت القوة العسكرية المشتركة تتبعها هياكل رافدة، مثل بناء قوة اقتصادية مشتركة ومفوضية خارجية واحدة. وكلها آليات لن تزيد العرب إلا منعة وقوة، وهذا الهدف ليس ببعيد إذا أخلصت النوايا بالفعل.

مفتاح شعيب
الخليج ــ الإمارات

التعليقات