فى صحة أنس الفقى - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى صحة أنس الفقى

نشر فى : الأحد 30 مايو 2010 - 9:56 ص | آخر تحديث : الأحد 30 مايو 2010 - 9:56 ص

 كادت المذيعة تصل أعلى درجات البهجة، عندما وصل الحديث مع ضيفتها إلى العكوسات. «يعنى إيه عكوسات؟». سألت ببراءة متحفزة، وانطلقت الضيفة تحكى عن الناس «اللى مش سايبة حد فى حالها، ودايما يعملوا أعمال سحرية ضد بعض». تنهدت الضيفة من الحماس وهى تضيف: دى حاجات موجودة ولازم لازم لازم، هكذا 3 مرات، نؤمن بيها.

الحديث كان يذاع صباح الأمس على موجة إذاعة صوت العرب، إحدى موجات الإذاعة المصرية العريقة التى تحتفل بمرور 76 عاما على إنشائها. وليس صحيحا أنها «لسه شباب»، كما تكرر الإعلانات البلهاء على كل الموجات الهابطة للإذاعات المصرية، بل الحقيقة إنها وصلت آخر مراحل الشيخوخة والاحتضار.

يجلس الوزير أنس الفقى على هرم من العمل الإذاعى الفاشل، انتهى بالمستمع إلى الضياع الكامل بين موجات متشابهة، تعيش على «الميسيجات والإس إم إيسيز»، بما فيها إذاعة القرآن الكريم. وأصبح المستمع مرغما على الاستماع لآراء سيد من الدلنجات فى اللاعب عمرو زكى، وأمنيات هايدى من كفرالشيخ لزميلتها فى الفصل، ونصائح المذيع المتحفى للبرنامج العام من أجل الاحتفاء باللغة العربية، التى امتهنتها الإذاعة إلى درجة غير مسبوقة، حين حرمها الله من نعمة استخدام المصطلح البسيط «رسائل قصيرة»، بدلا من الميسيجات».

كنت شاهدا على جولتين فاشلتين من مفاوضات إذاعة بى.بى.سى العربية مع وزير الإعلام للحصول على رخصة إف.إم، ولن تحصل عليها بى.بى.سى، لأنها إذاعة جادة تدعو مستمعيها للتفكير والمعرفة، وما يدعو إليه إعلام الفقى والذين اختاروه هو مزيج من «الهبل» والجهل والسطحية والعكوسات، ملء الفراغ بالخبط والرزع، ثم ملء الدماغ بهذا الفراغ.

كانت إذاعة الأغانى أملا فى الراحة من صخب المذيعين، حتى اكتشف العباقرة أن «كلامهم أغانى»، فاختفت الأنغام وظهرت الميسيجات والرغى. وأصبحت معظم البرامج مساحات زمنية على المذيع أن يملأها.

السيد أنس الفقى سيتحول إلى متحف التاريخ مع لوائحه البالية وأطقم عمله الإذاعية الفاشلة، لأن المستقبل لن ينتظر تراخيصه، وعما قليل ستنفجر السماء عن موجات لا تستأذن حكومة، ولا تراعى خواطر الفاشلين. موجات يصنعها القادمون من شبكات الإنترنت وسماء التكنولوجيا واحترام عقل واحتياجات المستمع، بعد أن قتل الفاشلون أى أمل فى أن تعود لمصر إذاعتها المختطفة، التى كانت ملء السمع والبصر ذات يوم.

محمد موسى  صحفي مصري