«الحس الأمنى».. ليس هز أكتاف - ممدوح حسن - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الحس الأمنى».. ليس هز أكتاف

نشر فى : الإثنين 30 مايو 2016 - 9:55 م | آخر تحديث : الإثنين 30 مايو 2016 - 9:55 م

«الحس الأمنى» موهبة وليس هز أكتاف تتزين بنسر أو نجوم.. ورجل الدين الحقيقى ليس من يطلق اللحية أو يرتدى عمامة.. فى البداية لابد أن نقر بأن هناك مسئولية اجتماعية مشتركة بين مسئولى الأمن والمؤسسات الدينية وكبار العائلات والمواطنين تجاه قضايا الوطن التى تتطلب ردا فعلا حاسما وسريعا.. قد نتفق أو نختلف فى طريقة التعاطى معها لكن تكرار الأزمات وبالنتائج ذاتها السلبيبة يتطلب منا إعادة حساباتنا لأننا لم نستوعب درس «الفتنة الطائفية» منذ مشكلة «حبل الغسيل» التى أشعلت فتنة الزاوية الحمراء وراح ضحيتها أشخاص كثيرون وتدمير عشرات المنازل فى الثمانينيات إلى أحداث السيدة سعاد ثابت التى أهينت وتم تمزيق ملابسها على ارض عروس جنوب الصعيد.


بداية الشائعة كان يوم الأربعاء 18 مايو وكان يجب على عمدة القرية الذى يبعد منزله عن منزل السيدة سعاد 300 متر فقط أن يحتوى الأزمة ويخمدها فى مهدها ويقدم من أشعلوا نيران الفتنة إلى مركز الشرطة وإخطار رئيس مباحث أبوفرقاص بكل ما يحدث من تجمعات وتهديدات للأقباط واستهداف المحرضين لمنعهم من العبث بأمن القرية أو جمع كبار الأسر بالقرية وأقام مجلسا عرفيا للوقوف على حقيقة الموقف ووضعه فى حجمه الطبيعى قبل أن يتمدد.


وإذا كان عدد من رجال القرية وشبابها «المتعلم» دخل فى غيبوبة الجهل فقد ترك رجال الشرطة فى المنيا ملعب الفتنة وتركوا إدارته إلى أشخاص لا يقدرون معنى الوطن دون ان ينظر هؤلاء الرجال ان زملاءهم فى الشرطة الذين يتعرضون للقتل يوميا ومازلوا يواجهون خطر الإرهاب.. كل ما كان يكلفهم فحص الموقف والملاحظة المستمرة لتداعيات الأزمة وإخطار الرؤساء سواء فى مديرية الأمن او المحافظة بحقيقة ما يحدث للوقوف على الأحداث لحظة بلحظة وضبط الأداء الامنى وإظهار التواجد الشرطى ليقف بالمرصاد لأى محاولات للفتنة او حرق منزل، وتجاهل اللواءان طارق نصر محافظ المنيا ورضا طبلية مدير الأمن على مدار 5 أيام الأزمة فلم ينتبها لضروة التخلى عن الكراسى المكيفة والنزول والتحرك الفورى إلى القرية عند علمهما بأن بعض شباب القرية سيقتحمون منازل مسيحيين تم تحديدهم بالاسم وهم منزل اشرف بطل الشائعة الذى هرب من القرية وابناؤه وبالفعل تم حرق منزله المكون من 3 طوابق نكاية فيه وتصديقا للشائعة فماذا لو أسرع اللواءين بمشاركة أهل القرية فى صلاة الجمعة يوم 20 مايو وجلسا مع الشباب وتم تحذريهم من أى محاولات فوضوية بدلا من الذهاب إليهم بعد خراب «مالطة» كما يقولون»؟.


لماذا لم يذهب محافظ المنيا ومدير الأمن إلى منزل السيدة سعاد فى اللحظات الأولى من الاعتداء عليها ويقدمان لها الاعتذار ويبثان الاطمئنان فى قلبها وأسرتها وكل من تعرض للاعتداء بدلا من الأنبا ماركيوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس الذى أبدع فى إدارة الأزمة وصدرها مغلفة موقوتة بالانفجار.. كما برز دور المحامى إيهاب رمزى فى إشعال الأزمة والذى أشاهده فى المصائب على الفضائيات يضرم نيران التعصب.. للأسف تعودنا على انتظار المصيبة ورد الفعل وليس الفعل ومنع المصيبة قبل وقوعها.


بدون شك أنه من حق الأنبا مكاريوس الدفاع عن السيدة سعاد والأقباط الذين تعرضوا للاعتداء وتدمير منازلهم إلا انه ليس من حقه الخروج على النص وإدارة الحادث منفردا وإقصاء كل من حاول التهدئة، فأصدر بيانا شديد اللهجة متجاهلا جهود الدولة والوضع الراهن الذى يسعى البعض من خلاله لتصدير مزيد من الأزمات، كما استضاف السيدة سعاد لإجراء بعض الأحاديث الفضائية والحوارات الصحفية لجهات إعلامية بعينها.. وبدلا من سرد القصة بتمزيق ملابسها وهو ما لا نقبله نهائيا ولا حتى التلويح بغطاء رأسها فهى امى وام المصريين.. جاء بعبارات «خلع ملابسها كما ولدتها آمها» وتلك العبارات القاسية بعيدة عن الحقيقة واصابت المسلمين قبل المسيحيين بالغثيان.. كما اتساءل لماذا لم يأخذها ويذهب بها إلى مدير امن المنيا او المحافظ للمطالبة بحقها؟ وان يصر على تطبيق القانون كما يصر الآن؟..


لذا لابد من محاسبة المتهمين قانونيا وفقا لبيان رئاسة الجمهورية بلا هوادة وإحالتهم إلى محاكمة عاجلة خلال الساعات القادمة ومحاسبة جميع المسئولين حتى يكونوا عبرة لكل متقاعس عن أداء دوره وتفعيل دور رجال الدين المسيحى والمسلم مع الدولة ورجال الأمن لاحتواء أى محاولة لأحدث فتنة قادمة.. حفظ الله مصر.

mhassanshorouok@gmail.com

التعليقات