الحرب الأهلية - كمال رمزي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحرب الأهلية

نشر فى : الإثنين 30 مايو 2016 - 10:00 م | آخر تحديث : الإثنين 30 مايو 2016 - 10:00 م

أحيانا، تنسب الأفلام لشركات الإنتاج، خاصة، عندما تكون هذه الشركات راسخة، ذات تاريخ يبعث على الثقة: أسد مترو جولدن ماير، بزئيره المعهود، قبل العناوين، يعنى أنك ستشاهد عملا جيدا، بصرف النظر عن محتواه.. كذلك الإيحاء الذى يبعثه الرقم «٢٠» المجسم بالخط العريض، مع مقدمة مارش حماس، مما يعنى أن الفيلم ينتمى لـ«فوكس ــ القرن العشرين».


فى مصر، السعفتان الدائريتان فى الأفق، قبل ظهور اسم شركة «أفلام مصر العالمية».


هذه المقدمة بمناسبة الحديث عن عرض «الحرب الأهلية»، الذى يعرض فى القاهرة، والعالم فى آن، والذى أنتجته شركة «مارفل»، بمنطها الخاص، المستوحى من أسلوب رسوم «الكوميكس»، معتمدة على ذات الأبطال الخارقين، الذين قدمتهم من قبل، مثل: «سوبر مان»، «باتمان»، «الرجل الحديدى»، «سبايدرمان»، «الترون» ــ الكائن الآلى الشرير ــ «كابتن أمريكا»، وآخرين.


«مارفل» اختارت كتابة اسمها داخل مربع أحمر، فأصبح شعارا لها.. حققت، منذ عام ٢٠٠٨، سلسلة من أفلام منفصلة متصلة.. كل عمل مكتمل فى ذاته، لكن، يحمل جذورا تنمو وتزدهر فى العمل التالى، بلغ عددها ما يقرب من العشرين فلما، حققت رواجا دفعها لتدشين خطة لمواصلة إنتاجها حتى عام ٢٠٢٠.


الملاحظة العامة، الجوهرية، تصب فى تشابه أفلام «مارفل» برغم اختلاف أسماء كتاب السيناريو، المخرجين، الممثلين.. تعتمد جميعا على المؤثرات البصرية، ألوان صاخبة، اعتام شديد ثم إضاءة مبهرة، انفجارات، مطاردات، مواجهات بدنية عنيفة، مصحوبة بموسيقى تصويرية تكثف الإحساس الحاد بالتوتر.

أدوات قتال مبتكرة. المشاهد الليلية أكثر من النهارية.. بعبارة موجزة، الفروق فى هذه الأفلام تتعلق بمستوى الإتقان، وليس بمستوى الإبداع.


«الحرب الأهلية» يبدأ بداية واعدة: انفجار فى مدينة لاجوس بنيجريا، من فعل مجموعة شريرة، فجرت الولايات المتحدة الأمريكية، على الأمم المتحدة، مشروع «سوكوفيا»، الذى يهدف لتوحيد جهود الخارقين ذوى القوى والقدرات المهولة، للوقوف فى وجه الأشرار.


الإيحاء بطبيعة الصراع، فى المقدمة، سرعان ما يتبدد ليحل مكانه منازعات عنيفة، دامية، بين خوارق يرفضون المشروع، على رأسهم كابتن أمريكا، بأداء «ستيف روجرز»، المثابر، العنيد من ناحية.. ومن ناحية ثانية، الموافقون على الاقتراج، بحماس، بقيادة الرجل الحديدى، الذى لا يشق له غبار، بأداء «تونى ستارك»، جدير بالذكر أن كابتن أمريكا والرجل الحديدى، تعاونا من قبل، للقضاء على الشرير، الذى يهدد الكرة الأرضية، فى «كابتن أمريكا: جندى الشتاء» ٢١١٤، بإخراج الأخوين: أنتونى وجو روسو، ثم حققا الفيلم موضوع الحديث.


جبهة الرفض، تضم «الساحرة القرمزية»، «الصقر»، «هو كاى»، «كاب».. كتلة القبول، فيها «الأرملة السودا»، «آلة الحرب»، «الرؤية»، «النمر الأسود».. إذا أضفت «كابتن أمريكا» و«الرجل الحديدى»، يصبح عددهم عشر كوارث كأسرة، على المخرجين، وعلينا أيضا، متابعاتها، فى مطاردة بعضهم البعض، تبادلهم للتراشق بالكلمات، ثم اللكمات.. كل لكمة تجعل الآخر يرتد عدة أمتار، أحدهما يقع على ظهره، الآخر ينبط على مقعدته.. والأدهى، ذلك المشهد العجيب، لطائرة مروحية، يحاول خارق الهرب بها، بينما خارق آخر، يمسك بحديدها، مانعا انطلاقها.


يتحول الفيلم إلى ما يشبه لعب الأتارى، ترضى الفتيان، صغار الشباب، فى الوقت الذى تزعج فيه كبار السن، أمثالى، ممن سيتساءلون بالضرورة، عمن هم الأشرار، واضعو المتفجرات، ومن الذين يقفون وراءهم.. وأشياء من هذا القبيل.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات