كلمة حق - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلمة حق

نشر فى : الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 11:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 30 يونيو 2015 - 11:00 ص

لن يتسامح معنا ضمير الوطن إذا نحن صمتنا عن إدانة جرائم عصابات الإرهاب والعنف التى تنتهك حق كل الناس المقدس فى الحياة وتستبيح حرمة كل الدماء وتفرض خرائط الألم والحزن على مجتمع مكلوم.

لن يتسامح معنا ضمير الوطن إذا نحن تجاهلنا مسئوليات تضامن المواطن والمجتمع والدولة فى مواجهة الإرهاب الذى باعتداء الأمس على النائب العام اتجه مجددا إلى ممثلى الدولة من موظفى العموم وأعضاء للسلطة القضائية.

لن يتسامح معنا ضمير الوطن إذا نحن تهاونا فى التشديد على أن مواجهة الإرهاب والعنف ينبغى أن تدار بالتزام بسيادة القانون وبمقومات التقاضى العادل وبضمانات حقوق الإنسان وأن الأدوات العسكرية والأمنية بمفردها غير كافية ﻹبعاد البيئات المجتمعية القابلة أو الحاضنة للعنف عنه وعن ممارساته ولتحصينها إزاء التبرير الفاسد للقتل ولاستباحة حرمة الدماء وللاعتداءات وللدمار.

لن يتسامح معنا ضمير الوطن إذا نحن عجزنا عن إدانة الوضعية الكارثية الراهنة للحقوق وللحريات وتراكم المظالم والانتهاكات التى أصبحت تحاصرنا باختفاء قسرى وبحبس احتياطى ألغى حده الزمنى النهائى ويواصل إسقاط ضحاياه بأعداد مروعة وبتواتر لحالات موت المسلوبة حريتهم داخل أماكن الاحتجاز وحالات انتهاك كرامتهم الإنسانية بفعل التعذيب وغيره من الجرائم، أو إذا نحن أخفقنا فى الربط بين حتمية مواجهة الإرهاب والعنف والتطرف وبين الحتمية الثانية التى تمثلها مواجهة العصف بسيادة القانون والمطالبة بإيقاف المظالم والانتهاكات التى تهدد أيضا بقسوة حق المواطن المقدس فى الحياة وتقضى على السلم الأهلى للمجتمع وتلحق بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها الكثير من الأضرار الفادحة الناجمة عن فقدان ثقة الناس فى العدل وفى منظومة العدالة الحامية لنا جميعا ــ دون تورط فى تفسيرات ميكانيكية للإرهاب الذى لا تقتصر مسبباته أبدا على حضور الاستبداد والظلم والفساد.

هذه لحظة للحقيقة ولكلمة الحق، فدعونا نتحمل أعباء الاعتراف بالأولى والجهر بالثانية.

غدا.. هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات