دين فرعون ودستوره - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دين فرعون ودستوره

نشر فى : الإثنين 30 أغسطس 2010 - 9:57 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 أغسطس 2010 - 9:57 ص

 انطلق كهنة فرعون ينشرون دينا جديدا من اختراعهم، دينا يضمن استمرار ضخ المنافع والرواتب والعطايا فى جيوبهم وجيوب ذويهم نسبا ورأيا وحزبا وتلقى المصريون عن آبائهم وعن أجدادهم قواعد فرعونية حفظوها كابرا عن كابر ومع حفظها تناسوا ما جاء به موسى وعيسى ومحمد، وتفرغ الكهنة وفلاسفة الفرعونية يدرسون ويلقنون قواعد دين فرعون وأحكام دستوره

ومن هنا مواد هذا الدستور:
(بلد بتعبد عجل... وحش وارميله).. هكذا اتركوا موسى ورب موسى، لا تشغلوا أنفسكم بما تقول تلك الشرذمة الموسوية... لا تكلف نفسك عنتا ولا تعبا ولا فكرا، فإذا رأيت هؤلاء السدنة يعبدون العجل.. فلا عليك إلا أن تطعم هذا العجل..

أى تعبده، وتطعمه، وتعطيه، وتسدد له الإتاوات، ولا تنس الكهنة من الهدايا والنذور.. واحذر أن تفكر أو تراجع، فلا وقت ولا مجال لعلم ولا فكر، لا شىء إلا خوار العجل فإما طاعة وعبادة وإما صمت واستكانة وإما تشريد وموت.

ومن بين تلك القواعد (اربط الحمار مطرح ما يقول صاحبه) فمن هو الحمار؟ ومن هو صاحبه؟... هذه فصاحة النفاق ترى كل شئون الوطن السياسية حمارا لا يعبر ولا يتكلم وبنفس القدر يرون الفرعون مالكا للحمار ليس إلا فهو مالك لا يصلح حتى أن يكون «سياسيا» فلا مجال للاعتراض لأنه مالك غير متخصص فى سياسة الحمير، ولايزال فكر الكهنة ينتج قواعد للسلوك تتكفل بدوام الحال على ما هو عليه فيبقى فرعون ويبقى ما يضخ إلى خزائنهم غير منقطع وغير مهدد.

ومن قواعد السلوك الفرعونية (أردب ما هو لك لا تحضر كيله، تتعفر هدومك، وتتعب فى شيله) هكذا يعلمون الناس الانصراف التام عن جميع الشئون العامة مادام (ما هو لك) أى لا تحضر ولا تسأل إلا عما فى يدك... أما الشأن العام فدعه لفرعون وملئه وحزبه يفعلون ما يريدون، فهم أهل السياسة وأهل الحكمة، وهم العليمون ببواطن الأمور، وهم الأغلبية وهم كل شىء فى كل شىء، تفرغ لنفسك فلعلك تستطيع تدبير بعض طعامك.

لايزال كهنة الفرعون يعلمون الناس فقه النفاق السياسى بأسلوب سلبى «الحجر اللى داير لابد عن كسره» وهم يعنون بذلك حجر الطاحونة دائم الدوران لابد أن يكسر والمثل الفرعونى عبارة حق تلبس بالباطل فاشتبه على الناس، فالحق أن كل حجر يستوفى أجله لابد أن يكسر وهذا حق فلكل مخلوق أجل، ودوران الحجر لا ينقص أجله، وعدم دورانه لا يطيل أجله فالله يقول
((إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)) (49) (القمر)

ولكن الباطل المقصود: هو تشبيه البشر بالحجارة ودعوتهم لعدم الاهتمام وإلا تعرضوا للكسر وكأن هؤلاء لم يسمعوا عمر الخيام (فما أطال النوم عمرا، ولا قصر فى الأعمار طول السهر) وأيضا ترى وتسمع هؤلاء المتربحين من الوعظ والمتطوعين لقيادة مجالس الذكر ثم الدعاء ترى جهلهم بالشرع وجهلهم بالإنسان وخلافته فتسمع بعضهم يدعو الله قائلا: (اللهم أهلك الظالمين بالظالمين... وأخرجنا من بينهم سالمين).

هكذا دون أن يدرى هذا المتطوع أنه ينشر بعض مواد الدستور الفرعونية فهو يقول:
1ـ أيها الناس لا تقاوموا الظلم ولا تحاولوا ذلك، ودعوا مقاومة الظالم لظالم مثله.

2 ـ أيها الناس من يقاوم الفرعون فهو ظالم مثله، فالنزاع دائما بين الظالمين.

3 ـ أيها الرجل نم وارتاح فسوف يأتيك النجاح.

4 ـ يا إلهى لقد تركنا تغيير المنكر لك.

فأين الوطنية، وأين النخوة، وأين الرجولة؟؟

هذا الذى قرأته بعض مواد دستور الفرعنة وبعض قوانينها الفاجرة.
هل تستطيع أن تجمع بعضا من هذه المواد والقوانين كى ندونها ونجعلها مصلا ولقاحا ضد مرض الفرعنة؟؟ إذ صادفك شىء من فجور الفرعنة أو من إجهاض الرجولة فابعث به إلى هذه الصفحة؟!

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات