الربيع العربى الجديد - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 2:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الربيع العربى الجديد

نشر فى : الأحد 30 أغسطس 2015 - 6:05 ص | آخر تحديث : الأحد 30 أغسطس 2015 - 6:05 ص

فى مصر شعارات المظاهرات حول أسعار اللحم «بلاها لحمة»، وفى لبنان حول النفايات «طلعت ريحتكم»، وفى العراق حول الكهرباء والماء «وين فلوس النفط يا حرامية»، وفى الكويت يبدو بأننا قد تأثرنا بالأوضاع، ورفعنا شعار مقاطعة شراء الأسماك «خلوها تخيس».

هذه الشعارات التى تشغل بال الناس فى جميع أرجاء العالم العربى والإسلامى، وتقود إلى العنف ومواجهة قوات الأمن هى حالة من اللااستقرار والغليان الداخلى الذى تشهده بلداننا اليوم!! لئن خاضت بلداننا أصعب مراحل الربيع العربى منذ بداية عام 2011 بثورات غاضبة وإسقاط زعامات وآمال عريضة، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وعادت الأنظمة المخلوعة إلى الحكم من النافذة، كما حصل فى مصر واليمن وتونس (مع تبديل الواجهات)، ثم قامت الثورة السورية لتعطى الشعوب درسا قاسيا فى أن (موكل مدلقم يوز) أى إن بعض الأنظمة تمثل خطا أحمر للبعض وغير ممكن الاقتراب منها! وبما إن حالة الغليان ما زالت موجودة فى العالم العربى، والفساد أكبر من أن يتم التخلص منه بسهولة، إذا فليس أمام الشعوب المقهورة إلا التعبير عن نفسها بهذه الشعارات التى لا يمكن أن تحقق الأهداف من ورائها، والتى سريعا ما قد تتحول إلى أعمال شغب تأكل الأخضر واليابس وتقود إلى انقسام أكبر فى المجتمع!

ولو تتبعنا الخيوط المؤدية إلى تلك المظاهر الغاضبة، لوجدنا أن الفساد هو السبب الرئيسى، ففى الكويت وضعت هيئة الزراعة والثروة السمكية شروطا قاسية على صائدى الأسماك «سابقا».

وطفشتهم من ممارسة الصيد، يحدثنى أحد الإخوة الأعزاء عن تجربته بعد أن تقاعد من وظيفة واشترى لنفسه بضعة قوارب صيد، ووظف مجموعة من الصيادين المصريين لصيد السمك وبيعه، يقول إن قوانين هيئة الزراعة وسكوتها على التجاوزات الكثيرة للشركات الكبيرة قد كان غريبا، فقد منعت الصيد فى أغلب الأماكن واقتصرتها على تلك الشركات حتى اضطررنا للصيد فى أماكن بعيدة، ثم ضيقت علينا الخناق فى تسويق السمك إلى أن اضطررنا لترك المهنة.

ويروى لى هذا الأخ قصة طريفة حصلت له بعد أن أرسل الصيادون إلى مصر وطلب منهم ألا يحضروا إلا بعد أن يرسل لهم برقية يطلب منهم الحضور، فأرسل لهم برقية تقول: «البحر جميل والصيد وفير، ارجعوا حالا» فما كان من أمن الدولة إلا أن استدعاه بحجة أن هذه البرقية تمثل شفيرة سرية لعمل خطير!

أما فى لبنان، فقد أدركت الحكومة بأن السر فى أزمة النفايات سببه ترسية مناقصات الشركات الكبرى لتنظيف النفايات على كبار قادة الأحزاب السياسية بنظام المحاصة، فما كان منها إلا إلغاء جميع تلك المناقصات، ولكن يبدو من ذلك قد تم بعد فوات الأوان!

فى العراق رصدت الحكومة العراقية منذ العام 2005 ميزانية تبلغ 27 مليار دولار لإنتاج الكهرباء والماء، لكن اكتشف الشعب العراقى، بأن غالبية تلك الأموال قد تم سرقتها فى عهد المالكى، وما زالت الكهرباء لا تصل إلى معظم العراق وتنقطع ساعات طويلة يوميا بالرغم من الحر الشديد!

إذا فالربيع العربى الجديد الذى بدأ بالتشكل قد يكون «تسونامى» جديدا يقتحم ما تبقى من البلاد العربية ليبدد ما تبقى لنا من أمل فى العيش الكريم «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس».


الرأى ــ الكويت
وائل الحساوى

التعليقات