العرب ودونالد ترامب - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:04 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العرب ودونالد ترامب

نشر فى : الجمعة 30 سبتمبر 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : الجمعة 30 سبتمبر 2016 - 9:35 م
نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالًا للكاتب ــ حازم صاغية ــ يقول فيه: نادرة هى الإشارات التى توحى بخوف عربىّ من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أو بأىّ اكتراث جدّيّ من أصله.

مع ذلك، فوصول دونالد ترامب إلى الرئاسة كارثة تحصل، إن حصلت، فى مكان قريب جدّا، بل هى ربّما الكارثة الوحيدة التى، إن حصلت، ستكون قريبة جدّا من كلّ مكان آخر فى العالم. ذاك أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة، أحببناها أم كرهناها، هى المكان الوحيد الحاضر بقوّة فى كلّ مكان آخر. أمّا ترامب نفسه فسيكون بالغ الحضور فى كلّ مكان من العالم، لا بسبب تدخّليّته، وهو انكفائيّ، بل بسبب انكفائيّته السياسيّة المصحوبة بتعبيره عن نظام من المثالات والقيم يعكس أسوأ ما فى العالم وفى أميركا.

فليس خبرا مفيدا لأحد، عربيّا كان أم غير عربيّ، أن يقيم فى البيت الأبيض، وأن يكون بالتالى رجل العالم الأوّل، عنصريٌّ، كاره للنساء، كذّاب ونصّاب وبذيء ومهرّج وأمّيّ متباهٍ ومتحذلق.

ويضيف صاغية أن فى السياسات المباشرة، فقد رأينا دونالد ترامب، بعد استقباله بنيامين نتنياهو، يعده بالقدس الموحّدة عاصمةً أبديّة لإسرائيل، كما رأيناه، بعد استقباله عبدالفتّاح السيسى، يطوى كلّ إشارة إلى مسائل حقوق الإنسان التى أطنبت هيلارى كلينتون فى الحديث عنها بعد لقائها الرئيس المصريّ.

وأهمّ من ذلك، وأبعد، أنّ انكفاء ترامب، مقرونا بإعجابه الكبير بفلاديمير بوتين، وتوكيده الرغبة فى التعاون الوثيق معه، سيجعل من مقتلة حلب حدثا يوميّا معمّما فى سوريّة، بل فى المنطقة، حيث لا يتعدّى الأمر صورة «مسلمين يقتلون مسلمين». وإذا شكّل انتخابه ضوءا أخضر آخر، وأقوى من كلّ ضوء، للمضيّ فى المذبحة الأسديّة، فإنّه سيكون سدّا لباب آخر من الأبواب التى لا تزال مفتوحة أمام الضحايا الهاربين من نار الموت والفقر والحروب. وفى وجه هؤلاء سوف تتعاظم المصاعب التى تتفرّع عن انتعاش القوميّات والعنصريّات ورُهاب الإسلام على أنواعها.

ويختتم فى النهاية بأن عالمًا تصير الرغبة بالعيش فيه جديرة بالمساءلة، إذ لا يتبقّى فيه إلاّ كلّ ما هو كالح ومعتم رافعا أعلام الظفر. وهل ثمّة حاجة لأن نضيف أنّ ذلك تحدٍّ لنا ولإنسانيّتنا أيضا، بوصفنا مشاركين فى هذه الكونيّة، مشاركين ينبغى ألاّ يواجهوا مشاكلها بالانعزاليّة وقلّة الفضول القاتلين.
التعليقات