مشروع إرهابي - أحمد فاروق - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مشروع إرهابي

نشر فى : الخميس 30 أكتوبر 2014 - 2:10 م | آخر تحديث : الخميس 30 أكتوبر 2014 - 2:10 م

في مصر لدينا عدد ليس بالقليل من الشباب يتعاطف مع ما يرتكبه الإرهابيون من جرائم، يتعاملون معها باعتبارها انتصارات للإسلام، ويؤمنون بأنها الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله عودة الخلافة، ليس هذا وفقط، بل يعتقدون أن الموت في سبيل ذلك هو الطريق الأسهل والأسرع إلى الجنة. وكانت صدمة بالنسبة لي شخصيا أن معظم هذا الشباب يعتبر ما يفعله الجيش بشمال سيناء حرب على الإسلام وليس على الإرهاب، وهذا ما لا يجب الاستهانة به.

للأسف عندما جلست مع نماذج من هؤلاء الشباب الذين هم في حقيقة الأمر أصبحوا مشاريع إرهابيين، كانت الأزمة أن الحوار معهم قبل أن يبدأ يصل إلى طريق مسدود، يرفضون الاستماع إليك، ويعتبرون مجرد دفاعك عن تماسك الدولة، وتخوفك المشروع من الانجراف لسيناريوهات العراق وسوريا وليبيا، تستحق اتهامك بالعلمانية التي هي في نظرهم درجة من درجات الكفر.

في هذه اللحظة، الدولة لا يجب أن تكتفي بلعب دور المتفرج، فإلى جانب الحرب على الإرهاب في سيناء وتصفية كل من يحمل السلاح في وجه الدولة، مطلوب أيضا التفكير في إنقاذ واحتواء الشباب الذي لا يحمل سلاحا، ولكنه يتلاقى فكريا مع الجماعات المتطرفة التي تنفذ العمليات الإرهابية.

هنا، علينا الاعتراف بأن التعامل الأمني وإن كان ضروريا في القضاء على الإرهاب المسلح، فإنه لن ينجح في مساعدة الشباب الذي يحمل أفكارا مسمومة على التخلص منها، وإنما على العكس من ذلك يدفعهم دفعا إلى الانغلاق أكثر والانطواء على أنفسهم بشكل يسهل عملية تجنيدهم من قبل الجماعات الإرهابية، ويعيد مرة أخرى خطر التنظيمات السرية التي تعمل تحت الأرض.

لذلك، إذا كانت الدولة تستوعب أن التعامل الأمني لن يكون فقط هو الحل، فلتسرع بالبحث عن شخصيات تستطيع الوصول إلى هذا الشباب لتعود بهم إلى الصف الوطني، شخصيات تكون ملتزمة دينيا دون تطرف، وفي نفس الوقت ملتزمة وطنيا دون تسيس.

ولا يجب أن تراهن الدولة في إنجاز هذه المهمة على الأحزاب والسياسيين، لأنها بذلك تحملهم ما لا طاقة لهم به، فهذه النخبة لم تنجح منذ ثورة يناير في إدارة أي حوار، وأخفقت في احتواء الشباب الذي يتوافق معها فكريا.

قبل كل شيء، أرجو أن نعيد جميعا التفكير في حالة العداء المستمرة مع كل من يطلق لحيته، وألا نقطع كل حبال الوصال مع كل من يختلف معنا في الأسلوب والمنهج، فربما يأتي وقت يكون هؤلاء طوق نجاة لمصر من إرهاب يستحل الأعمال الإجرامية والقتل حتى في الأشهر الحرم.

التعليقات