المواطنون يدخلون المعركة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المواطنون يدخلون المعركة

نشر فى : السبت 30 ديسمبر 2017 - 9:40 م | آخر تحديث : السبت 30 ديسمبر 2017 - 9:40 م
لو أن كل المواطنين المصريين أو غالبيتهم تعاملوا مع الإرهاب، كما تعامل بعض مواطنى حلوان، فإن القضاء على الإرهاب وهزيمته، لن يستغرقا وقتا طويلا.

صباح الجمعة الماضية وجه بعض مواطنى حلوان، درسا قاسيا للإرهابيين، خلاصته أن لا مستقبل للفكر المتطرف فى مصر وأنه سيندحر إن آجلا أو عاجلا.

معظمنا يتحدث ويكتب وينظر ويحلل ضد الإرهاب، لكن النماذج التى رأيناها أمام وحول كنيسة مارمينا بحلوان كانت درسا عمليا فى مواجهة الإرهاب، ومنعه من استكمال مخططه لاقتحام الكنيسة وتفجيرها.

فى هذا اليوم رأينا نماذج مصرية مشرفة وايجابية تؤكد أن المجتمع لا يزال حيا ونابضا بالحياة، وقادرا على مقاومة التطرف والعنف، بل والاشتباك معه بالأيدى وتحمل المخاطرة.

بمجرد بدء الإرهابى فى إطلاق النار قام مصطفى محمد أحد سكان الشارع بدخول مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى القريب من الكنيسة، واستخدم ميكروفون المسجد لحض الأهالى على التحرك والدفاع عن الكنيسة. هذا الرجل يخدم فى المسجد متطوعا، كما قال لجريدة «الوطن» أمس.نفس الموقف فعله الشيخ طه رفعت خطيب المسجد، فحينما عرف بالحادث، أمسك بالميكرفون، وأعلن أن الكنيسة تتعرض لهجوم وطالب الجميع بالمساعدة. وبعد السيطرة على الإرهابى، ونهاية صلاة الجمعة ذهب إلى الكنيسة، ومعه بعض المصلين للتضامن. وقال لقناة «النهار»: مستعدون لحماية الكنيسة حتى لو كلفنا ذلك عمرنا، لأن الإسلام يحترم كل الأديان.

أما البطل في العملية فهو المواطن صلاح الموجى الذى هجم على الارهابي وشل حركته تماما بعد إصابته برصاص قناص محترف من الشرطة، قال البعض إنه أمين شرطة وقال آخرون إنه العميد أشرف عبدالعزيز مأمور قسم حلوان.
مواطن آخر حاول شل حركة الإرهابى قبل إصابته فى أحد الشوارع الجانبية وطرحه أرضا،وبعدها جاء العديد من المواطنين، وتجمعوا حوله وفوقه.

وبسبب كثرة الفيديوهات، يبدو هناك تناقض، بشأن هل كان هناك إرهابى واحد أم أكثر. لأنه فى مقطع آخر نرى مواطنا يقول إنه بعد أن شاهد الإرهابى يسقط أرضا عقب إصابته برصاصة فى قدمه، كان يبعد عنه ثلاثة أمتار وجرى مخاطرا بحياته وشل حركته.

تساءل كثيرون عن سر بقاء الإرهابى حرا طليقا لمدة نحو عشر دقائق، كان المواطنون فى النوافذ والشبابيك ينقلونها حية على الهواء مباشرة.

خلال هذه الدقائق تجلت مشاعر المصريين الطبيعية ضد الإرهاب، و«شهامتهم وجدعنتهم».
جميعهم كانوا ضد العمل الجبان وحينما أصيب الإرهابى بالطلقة التى أوقعته أرضا، سمعنا أحد المصريين يمتدح قناص الشرطة قائلا: «يا ابن اللعيبة»!!!. ثم سمعنا زغاريد من نوافذ متعددة، والأهم أن الجميع اندفع باتجاه الإرهابى وتجمعوا حوله وأوسعوه ضربا.

المواطن محمد عادل الذى وثق لحظة الهجوم قال يوم الجمعة لموقع «مصراوى» إن الإرهابى بعد أن أطلق الرصاص على الكنيسة تجول فى الشوارع المحيطة مطلقا النار للتهويش لمدة تسع دقائق، ثم جاءت سيارتان للشرطة، وبادر الإرهابى بإطلاق النار عليها، لكن السيارة المصفحة أطلقت النار عليه وأصابته فى قدمه وأوقعته أرضا، وبادر أحد المواطنين بالإمساك به، واندفع الباقون للانتقام منه وتقديره ان الامن تمهل في اطلاق النار حتي لا يصيب المواطنين العاديين الذين تواجدوا في مسرح الحادث..

عبدالله أحمد يسكن بالقرب من الكنيسة قال لموقع «مدى مصر» إنه شاهد الإرهابى وهو يرتكب جريمته، وكاد الارهابي يقتله لولا أنه اختبأ. هذا المواطن أخذ بندقية الشرطى الشهيد الآلية، وأطلق منها عدة رصاصات باتجاه الإرهابى، لكنها لم تصبه، وحاول مطاردته، لكنه اختبأ مرة أخرى، إلا أن جاءت الشرطة وأصابته.

بعد كل هذه البطولات، هل يصح أن يخرج أحد الإخوة المسيحيين ليقول إن غالبية الناس كانت مبتهجة بالحادث؟!
هذا كلام غير مسئول بالمرة، خصوصا أننا شاهدنا فى هذا الحادث تحركا شعبيا حقيقيا من أول الإدانة مرورا بالزغاريد نهاية بحمل بعض المسلمين السلاح دفاعا عن الكنيسة.

ما حدث تطور شديد الأهمية يؤكد أن الإرهابيين والمتطرفين قد خسروا أى تعاطف فى المجتمع.. وهو نفس السيناريو الذى تكرر فى التسعينيات حينما بدأ الإرهابيون عملياتهم العشوائية، وأهمها قتل الطفلة شيماء أمام مدرسة المقريزى وتفجير مقهى وادى النيل بميدان التحرير.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي