الإنسان ذلك المعلوم 3 ــ مخلوق مكرّم - جمال قطب - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإنسان ذلك المعلوم 3 ــ مخلوق مكرّم

نشر فى : الجمعة 31 يناير 2014 - 8:00 م | آخر تحديث : الجمعة 31 يناير 2014 - 8:00 م

رغم أن الإنسان واحد من المخلوقات، إلا أن الله قد ميزه على جميع المسخرات وفضله على كثير منها، وقد ظهر تمييز الله لآدم على غيره حيث كرمه الله تكريما بعيد الحدود كما يبين القرآن:

● فرغم أن السماوات والأرض أكبر من الإنسان، ورغم أن الملائكة أسبق خلقا من الإنسان إلا أن الله أعلن إرادته باتخاذ الإنسان فى الأرض خليفة. ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ))

● وقد اصطفى الله آدم ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)) ومعنى هذا الاصطفاء أن الله جعله نبيا رسولا لنفسه ولذريته.

● ومن أبرز وأفضل ما أوحى الله لآدم ما شرع فيه التوبة له، فقد علمه كيف يتوب

((فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ))

وهذه الكلمات التى تعلمها هى: ((...رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ))

● وقد اختص الله آدم بعلوم لا يعلمها غيره ((وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ))

((عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ))

ثم وهب الله لنا أدوات العلم الثلاث ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

● أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ...))

● سخر الله الكون كله لخدمة الإنسان ((وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا...)) فالسماء بساط مرفوع ((وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا...)) والأرض بساطا ((وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ))

● فطر الله الإنسان فطرة مستقيمة تقدر على إصلاح ذاتها وإصلاح ما حولها ((...فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ...))

● مكن الله الإنسان من الانتفاع بكل المخلوقات لمصلحته، ولم يمكن شيئا من المخلوقات من الانتفاع بالإنسان، فقسم الزمن قسمين لراحة الإنسان، فها هو الإنسان يقضى آجال النبات والحيوان كما يشق الجبال، لكن الإنسان نفسه لا يقضى أجله إلا بالله

((...وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا...))

((وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِى ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ...)

((وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ))

● خلق الله الإنسان على صورة أحسن من صور جميع الكائنات، فالإنسان معتدل القامة متناسق الأعضاء ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ))

● وهب الله الإنسان عقلا يميز به بين الأضداد، وينتقى به المصالح، ويفرق به بين القبيح والحسن، وبين الخطأ والصواب

● بعث الله رسله وأنبياءه تكريما للإنسان ((...وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...))

● جعل الله حياة الإنسان «حياة مقدسة» لا يجوز العدوان عليها ((...مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا...))

● علم الله الإنسان البيان، أى علمه كيف يبين ما فى نفسه وكيف يتواصل مع غيره ((خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ))

● حظر الله على الإنسان أن يسجد (ينحني) لغير الله، وذلك تكريما للإنسان وتعزيزا لكرامته، فلا يحنى الإنسان قامته إلا لربه ((أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِى يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ))

● شرع الله التوبة للإنسان ليفتح له باب التراجع والتصحيح وتمكينه من غسل الذنوب والسيئات ((...إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))

((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))

● كرم الله الإنسان بمنحه «خصوصية ذاتية» فكل ما يدور فى ذهن الإنسان يبقى سرا بين العبد وربه لا يطلع عليه أحد توقيرا للإنسان وحفاظا على خصوصياته، فأسرار كل إنسان غيب خاص لا يعلمه إلا الله ((قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ...))

فـ((يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِى أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) ))

هل تكذب على نفسك وتتكبر على ربك فتتعدى على أخيك الإنسان سطوا وسرقة وقتلا وحسدا وتدميرا ؟؟!!

ألا ما أشد كفران الإنسان.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات