الإسلام كما أدين به.. 13ــ اليوم الآخر: بالأحداث - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به.. 13ــ اليوم الآخر: بالأحداث

نشر فى : الخميس 31 مارس 2016 - 9:50 م | آخر تحديث : الخميس 31 مارس 2016 - 9:50 م
ــ1ــ

الإيمان باليوم الآخر، وما يجزى فيه من جزاء وحساب سواء للإحسان أوالطاقة، أو على السوء والمعصية، ومعنى الإيمان باليوم الآخر أن يوقن المؤمن بصورة عامة لهذا اليوم تشمل عددا من العناصر هى: (1) أن الله قد قدر الحياة الدنيا من الأزل وإلى آخر يوم فيها، وقدر أحداث وتفاعلات ذلك اليوم (2) أن الله قد قدر حياة كل إنس أو جن زمانا ومكانا، وجعل لكل شىء أجلا لا يزيد ولا ينقص (3) أن الله قد خلق أدوات وآليات ذلك اليوم مع خلق السماوات والأرض والدنيا منذ الأزل (4) أن الله قد خصص الجنة بدرجاتها ومنازلها لأهل الطاعة والإحسان كل على قدر عمله (5) أن الله قد خصص النار وأدراكها ومنازلها لأهل المعصية والإساءة كل على قدر تقصيره وإجرامه (6) أن الله قد خصص مكانا ثالثا غير الجنة والنار يسمى «الأعراف»، خصصه لهؤلاء الذين لم تبلغهم «دعوة الله» (الدين) فهؤلاء «أصحاب الأعراف» لا حساب لهم ولا جزاء عليهم لأنهم ــ لأى سبب ــ لم تبلغهم الدعوة بلاغا واضحا مسالما مقبولا مشجعا على الطاعة ويرجح لديهم فوائد ومكاسب عدم المعصية.

ــ2ــ

إن القرآن الكريم وهو كتاب الله قد وصف «هذا اليوم» بجميع عناصره وصفا واضحا يستطيع جميع العقلاء إدراكه واستيعابه، رغم أن أحداث ذلك اليوم ومكوناته جميعها من «عالم الغيب» إلا أن القرآن قد سلك مسالك عديدة فى توضيحها وإقناع الراغب فى التفكر والتدبر واتخاذ قرار سليم على مسئوليته. وقد حشد القرآن الكريم لبيان ذلك اليوم حشودا من الصور المعبرة حيث حملت جميع كلمات الوصف صورا حسنة من الصوت والضوء والألوان والتضاريس وكل ما هو كفيل بتقريب «الغيب» إلى ذهن الباحث عن الحقيقة.

ــ3ــ

كما أوضح القرآن أحوال ذلك اليوم. فيوم القيامة (اليوم الآخر) يوم مراجعة الأعمال وجزاء كل فرد على عمله، فذلك يوم ((..لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ..))، أى أنه يوم غير مخصص للعمل أو التكليف فلا بيع ولا شراء، ولا فرصة لأى إنتاج أو تجديد أو تغيير ((..هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأوَّلِينَ..)). كما أنه ليس فيه خله أى أن كل إنسان مشغول بنفسه لا يسأل عن أهله أوأقاربه ولا يتذكر الأخلاء (الأصحاب). وما دام الأصحاب سينسى بعضهم بعضا يوم الحساب، فمن الأولى والأفضل أن لا يعطلك الأصحاب والأصدقاء عن فعل الخير والاستقامة.

ــ4ــ

ومن أحداث ذلك اليوم ((يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدا بَعِيدا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)). وفى ذلك اليوم يصبح الإنسان كله«ظاهرا» لا سر ولا شيئ يخفى كما بين القران: ((يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ..))، فكل الأعمال مدونة ومنشورة بالصوت والصورة ومصحوبة بالشهود.

ــ5ــ

وفى ذلك اليوم ((كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا..))، أى توزن أعمالهم بالميزان الموصوف فى الكتاب المنزل عليهم وإليهم، فمن الناس من سيحاسب طبقا لما ورد فى صحف إبراهيم، وغيرهم طبقا لما ورد فى «التوراة»، وغيرهم طبقا لمقاييس وقواعد «الإنجيل»، والمسلمون سيحاسبون طبقا لما اختصهم الله به من آخر الكتب وهو القرآن الكريم.. هكذا لن يتخلف أحد، (( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ..))، وأيضا فهو ((يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ..)). ألم يخبرنا القرآن عن العدل الإلهي؟!..((فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ))، ((فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ)).

يتبع
جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات