فى أحد النوادى الاجتماعية بمصر الجديدة اشترك «كورال دوزان وأوتار»، بقيادة المايسترو ندى المنى من المملكة الأردنية الهاشمية وكورال القاهرة الاحتفالى بقيادة المايسترو ناير ناجى فى تقديم أمسية موسيقية رائعة تحت شعار «موسيقى حضارات الشعوب» وقدما معا موسيقى وأغانى من جميع بقاع العالم من أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا والجزائر والمغرب ومن أدغال إفريقيا باختلاف ثقافاتها وأشكالها، إلى جانب اللمسة الشرقية الأصيلة المتمثلة فى الأغانى المصرية والشامية.

ويعد هذا التعاون بين الدولتين الشقيقتين هو الثانى على مدار عامين متتاليين، حيث كان الأول فى مارس من العام الماضى، بحفلين فى دار الأوبرا المصرية، ومسرح سيد درويش بمحافظة الإسكندرية وقد تعارف الكورالان فى مسابقة أولمبياد الكورالات فى ساتشى فى روسيا منذ عامين، وهذا ثانى عمل مشترك يقدمانه فى مصر. يمتاز هذان الكورالان بمشاركة واسعة من الشباب المتطوع ولكن فى الآن ذاته يتعلم الموسيقى وفنيات الصوت ويطلع إلى الموسيقى العربية والعالمية، وقد أعدا توزيع كثير من الألحان القديمة بأسلوب حديث ويوليفونى أى تعدد طبقات الأصوات بجانب تطويع الآلات الغربية لعزف الألحان العربية عليها وتطويع الآلات العربية لمصاحبة الألحان الغربية، وقد نجحا فى ذلك فأستراحت الأذن المصرية لهذا النوع الجديد / القديم من الموسيقى والغناء الراقى. الموسيقى والفن عنصران أساسيان ومهمان ومؤثران جدا فى حياة الشعوب، ومن المعروف أن مقياس تطور الشعوب يقاس عادة بمستوى الفن والثقافة الموجودة فى أى مجتمع، فالثقافة تصنع الحضارة.

أدعو وزيرة الثقافة التى هى بدورها عازفة فلوت بالتوسع فى هذا النوع من الموسيقى وتكوين فرق موسيقية شبابية فى المحافظات فشبابنا متشوق لهذا النوع من الأعمال التى سيضع فيها كل طاقته ويكونه إنسانيا ويهذب أذنه ووجدانه.

شكرا للكورالين العربيين (الأردنى والمصرى) اللذين اشتركا فى عمل واحد منتظرين منكما مزيدا من الأعمال الفنية الراقية.