لا تخذلوها مرة أخرى - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تخذلوها مرة أخرى

نشر فى : الخميس 31 مايو 2012 - 8:20 ص | آخر تحديث : الخميس 31 مايو 2012 - 8:20 ص

خذل الثوار ثورتهم عندما أصروا على تجاهل كل نجاحات الثورة ومكاسبها منذ سقوط الرئيس المخلوع فى 11 فبراير 2011 فصدروا إلى الشعب مشاعر اليأس والنفور من الثورة رغم كل ما حققه البسطاء من مكاسب.

 

فالثوار الذين لم تتجاوز أبصارهم حدود الحشد فى ميدان التحرير كانوا يرددون باستمرار أن الثورة لم تحقق شيئا وأنها تعرضت للاختطاف وأنها أجهضت أو كادت مع أن الواقع كان غير ذلك. فالثورة قضت على طغيان الجهاز الأمنى ورسخت الحق فى التظاهر والمطالبة بالحقوق وأطلقت حرية تشكيل النقابات العمالية وأسست لانتخابات برلمانية ورئاسية لا يشكك فيها إلا صاحب الهوى وقبل كل ذلك وبعده منحت المصريين الأمل فى غد أفضل.

 

ولكن تلك الحفنة من الثوار ومدعى الثورة أصرت على ترويج صور غير حقيقية طمعا فى جذب الناس إلى الشوارع والميادين مرة أخرى متجاهلين أو جاهلين لحقيقة أن الشعوب لا تنتفض على فترات متقاربة وأن هذا السلوك لن يؤدى إلا إلى فقدان الناس الإيمان بالثورة.

 

ثم خذل الثوار ثورتهم عندما فشلوا فى التوافق على مرشح واحد لخوض انتخابات الرئاسة فخاضوها باثنى عشر مرشحا أمام مرشح واحد من بقايا النظام السابق لينجح هذا المرشح فى الوصول إلى جولة الإعادة مع أنه لم يحصل إلا على 23% فقط من أصوات الناخبين.

 

ثم تكرر الخذلان عندما انطلقت أبواق حفنة من المتاجرين بالثورة تهاجم الشعب وتدعى بجهل كبير أن وصول أحمد شفيق مرشح بقايا النظام البائد ومحمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين إلى جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة هو دليل على أن هذا الشعب لا يستحق الديمقراطية ولا الثورة متجاهلين حقيقة أن هذين المرشحين معا لم يحصلا على نصف أصوات الناخبين وأن حوالى 65% صوتوا لصالح التغيير الكامل.

 

وفى هذه اللحظة على الإخوان إدراك حقيقة تآكل رصيدهم من الثقة لدى الشعب منذ الانتخابات البرلمانية وعليهم اتخاذ خطوات حقيقية لإعادة بناء جسر الثقة قبل فوات الأوان. ولا يكفى فى هذه اللحظة الحرجة مجرد توزيع الوعود والكلمات العامة بل المطلوب قرارات مثل تشكيل الجمعية التأسيسية وطرح الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة ونواب الرئيس من خارج الإخوان قبل أن يتجه المصريون إلى صناديق الانتخاب.

 

إن نجاح مرسى بكل ما عليه من ملاحظات وما يحيط به من مخاوف هو تأكيد لقدرة الشعب على التغيير الكامل فى حين أن نجاح شفيق سيقضى على هذه الفكرة تماما ويبعث برسالة للجميع تقول إن الشعب كسب معركة فى الثورة يوم 11 فبراير عندما أطاح بمبارك لكنه خسر الحرب كلها فى 17 يونيو المقبل بعودة آخر رئيس حكومة فى النظام البائد ليصبح أول رئيس للدولة بعد الثورة.

التعليقات