تصويت العسكريين .. النتائج والعواقب - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:58 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تصويت العسكريين .. النتائج والعواقب

نشر فى : الجمعة 31 مايو 2013 - 9:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 31 مايو 2013 - 9:00 ص

مشهد 1 ــ مصر 2016

 

عقب سباق انتخابى مثير أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تقدم المرشح اليسارى على منافسه الذى ينتمى لإحدى الجماعات الدينية التى تعمل بالسياسة وأعلنت جماعة المرشح الثانى النفير العام لمواجهة ما أسمته بالتزوير الفاضح الذى تدخلت فيه جهات دولية وإقليمية مع جهات داخلية بقصد إسقاط المرشح الدينى وجماعته وقال أحد قيادات الجماعة فى مقابلة تليفزيونية ستتم إعادة الانتخابات رغما عن الجميع وأرواحنا فداء لكل صوت تم تزويره وسنحاصر القصر الجمهورى والمحكمة الدستورية لنمنع المرشح الفائز بالتزوير من أداء القسم أو دخول القصر ولن نعترف به أبدا.

 

تحركت عدة تشكيلات عسكرية لحماية الأماكن التى تم حصارها وعندئذ خرج قطب الجماعة الأكبر وطلب من الخلايا العسكرية النائمة داخل المؤسسة العسكرية التحرك لحماية الشرعية وفوجئت الجماهير بدبابات تنزل للشوارع مرفوعا عليها علم أخضر مكتوب عليه لا اله الا الله وبجواره يوجد علم أسود مكتوب عليه الجبهة العسكرية لنصرة الشريعة وأخذت هذه الدبابات تتحرك فى المدن الكبرى وشوارع العاصمة وأنصار الجماعة يضربون بأقدامهم الأرض ويهتفون: زحف الإسلام قادم رغم الطغيان قادم، إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية.

 

غضبت الجماهير التى أيدت المرشح اليسارى مما اعتبرته بلطجة وانقلابا على الديمقراطية وبدأت فى إلقاء الزجاجات والحجارة على الدبابات والمدرعات التى تحمل الأعلام الخضراء والسوداء وأخذت بالهتاف: خونة خونة وتحركت مجموعات شبابية مناهضة للجماعة ومؤيديها وقررت الاشتباك مع المجموعات العسكرية المؤيدة للجماعة وقامت بإلقاء زجاجات المولوتوف على آلياتها وهى تهتف: هنرجعكم هنرجعكم هندبحكم هندبحكم!!

 

القيادة العليا للمؤسسة العسكرية تعقد اجتماعا عاجلا لقادة الجيوش والأسلحة وتقرر دعوة كل العسكريين للعودة إلى ثكناتهم وترك الأمر للشرطة للتعامل مع الاضطرابات المتزايدة فى الشارع وتؤكد أنها تقف على الحياد من الجميع وأنها ترفض محاولات تسييسها واستغلالها لصالح أى اتجاه أو مجموعة سياسية.

 

ترفض جميع القوات الموجودة بالشارع الاستجابة للقيادة وتعلن القوات التى تقوم بحماية الدستورية والقصر الجمهورى عن تشكيلها للجبهة العسكرية لحماية الديمقراطية وتقول فى بيانها إنها لن تترك مصر فريسة للمتأسلمين وأنها لن تخاف من الحشد المضاد ولا من الخلايا العسكرية النائمة التى أعلنت تمردها وخرجت لتدعم مرشح جماعتها وفى مقابلة صحفية لمنسق الجبهة العسكرية لحماية الديمقراطية حمل المسئولية للقوى السياسية التى وافقت على منح التصويت للعسكريين ــ فى هذه الفترة الانتقالية التى شهدت بداية التحول الديمقراطى ــ وقال إن هذا خلق ولاءات حزبية وأيديولوجية داخل المؤسسة العسكرية وفتح الباب للجماعة لاختراق المؤسسة عبر الدفع بالآلاف من المنتمين لها ــ من الخلايا النائمة غير المعروفة ــ للالتحاق بالمؤسسة عبر دخول الكليات العسكرية أو عبر التطوع مع العمل لتجنيد أفراد المؤسسة المحافظين دينيا وجعل ولائهم للجماعة!

 

وبعد اشتباكات عسكرية عنيفة دارت فى محيط القصر الجمهورى وسقوط ضحايا من الجانبين قامت مجموعة من الطيارين المنشقين عن المؤسسة العسكرية والمؤيدين للمرشح اليسارى بقصف استهدف عددا من مقار الجماعة انتقاما مما اعتبروه احتلالا للوطن من قبل ميليشيات ظلامية!

 

مشهد 2 ــ القاهرة  مايو 2013

 

فى اجتماع لقيادات الجماعة

 

متحدث 1: لماذا نرفض تصويت العسكريين إنه لصالحنا حيث سنستطيع اختراق المؤسسة العسكرية عبر الدعوة الفردية وتجنيد أكبر عدد ممكن من شباب المؤسسة التى وقفت عصيّة على اختراقنا لها منذ تأسيس الجماعة وسنخلق انتماءات جديدة ونعيد تجربة أسلمة الجيش التركى الذى كان شديد العلمانية واليوم أصبح مؤيدا لكل ما يفعله الإسلاميون فى تركيا.

 

 متحدث 2: ولكنك تعلم أن رجال الجيش الآن لا يحبوننا حتى إن لم يقولوا ذلك وسيصوتون ضدنا فى أول انتخابات يحصلون فيها على حق التصويت وهذا قد يساعد العلمانيين على انتزاع الحكم منا.

 

متحدث 3: هذا صحيح، لكن حتى اذا خسرنا الانتخابات القادمة ستكون هناك انتخابات أخرى وسنكون حينها قد قمنا بأدلجة المؤسسة العسكرية ووصلت خلايانا النائمة إلى مواقع القيادة وحينها أطمئنكم أنه لن يوجد من يستطيع مواجهتنا اذا امتلكنا القرار داخل هذه المؤسسة لا قوى المعارضة ولا القوى العالمية لأن الكل سيخاف بطشنا.

 

متحدث 4: على بركة الله، لقد أهدانا هؤلاء العلمانيون بغبائهم فرصة رائعة للسيطرة على المؤسسة التى تقف عائقا أمام سيطرتنا الكاملة على الدولة، أعلنوا رفضكم لتصويت العسكريين وزايدوا على المحكمة الدستورية حتى يبتلع هؤلاء الحمقى الطعم ويكملون مسلسل العناد لنا ويتم إقرار تصويت العسكريين وهو نصر قادم للدعوة.

 

«يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»

 

مشهد 3 ــ  القاهرة 2013

 

اجتماع لرموز المعارضة فى أحد الفنادق الكبرى

 

متحدث 1: المحكمة الدستورية عملت الصح مع بتوع أعظم دستور فى الدنيا وأصوات الجيش  مضمونة لينا.

 

متحدث 2: الموضوع مش هينفع يمشى كده لمجرد العند أو تخيل انتصار لينا مش حقيقى وعلى المدى المستقبلى هيشكل خطورة على الديمقراطية وتماسك مؤسسات الدولة.

 

متحدث 3: يا عم نخلص من المتأسلمين دول بأى طريقة وبعد كده نشوف هنعمل ايه.

 

متحدث 2: بس ده لعب بالنار ولو اتسببنا فى شق المؤسسة العسكرية التاريخ مش هيسامحنا.

 

متحدث 1: تاريخ ايه يا عم؟ انت عايزهم يفضلوا يحكمونا ؟ لا تمشيهم الأول ونبقى نصلح  اللى عملناه!!

 

متحدث 2: خايف ما نعرفش نصلح حاجة بعد ما نوصل للمرحلة دى.

 

متحدث 3: شكلك خلية نايمة وقاعد معانا!

 

المشهد الأخير ــ رسائل

 

الديمقراطيات المستقرة تسمح للعسكريين بالتصويت والدول المتحولة ديمقراطيا ولم تنضبط فيها العلاقات المدنية والعسكرية تمنع تصويتهم حفاظا على تماسك المؤسسة العسكرية وحياديتها.

 

الليبرالية التائهة التى تتناول القضية بشكل لا يقدر خطورة المسألة فى الحالة المصرية الحالية يجب أن تستفيق من العبث والمكايدة السياسية التافهة فالجيش هو المؤسسة الوحيدة التى يستند اليها الوطن قبل السقوط والزج بها الآن فى الصراع وقاحة سياسية وافلاس لمن لا يريدون بذل الجهد وبناء ظهير شعبى حقيقى.

 

للمحكمة الدستورية كل تقدير واحترام والمزايدة عليها مرفوضة فقد عملت فى ظل دستور صاغه الذين يهاجمونها الآن وهم أولى الناس بالصمت والخجل من فشلهم فى وضع دستور متماسك.

 

إذا أصر الجميع على الاستغباء فثقتى أن المؤسسة العسكرية ستفاجئ الجميع لما فيه صالح الوطن.

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات