وصايا ساطع النعمانى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وصايا ساطع النعمانى

نشر فى : الجمعة 31 يوليه 2015 - 9:15 ص | آخر تحديث : الجمعة 31 يوليه 2015 - 9:15 ص

قبل أن ينتهى حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة، ظهر يوم الأربعاء الماضى، توجه العقيد ساطع النعمانى إلى منصة الحديث، وألقى كلمة مرتجلة جعلت غالبية الحاضرين يبكون تأثرا.

النعمانى كان قد تلقى رصاصة فى وجهه، حينما كان نائبا لمأمور قسم بولاق الدكرور فى منطقة بين السريات، خلال أحداث ثورة يونيه 2013، وسافر إلى ألمانيا للعلاج، ثم عاد متأثرا بهذه الإصابة.

أمسك النعمانى بالميكروفون وخاطب رئيس الجمهورية شاكرا أنه استجاب لطلبه، وأرسل إليه دعوة لحضور حفل افتتاح قناة السويس، ثم قال للحاضرين، إنه يفخر بأنه مصرى من هذه الأرض الطيبة، ثم خاطب الخريجين الجدد قائلا: «أوصيكم بتقوى الله، احفظوا الله يحفظكم، وإن سألتم فاسألوا الله، وإذا استعنتم فاستعينوا بالله، أوصيكم خيرا بمصر وبأهلها وشعبها، فهى أجمل بلاد الأرض وشعبها أطيب شعوب الأرض، لقد حبانا الله نحن وقواتنا المسلحة بأروع خصال أهل الجنة، ونحن فى رباط إلى يوم الدين، ثم قال للخريجين أيضا، عليكم بإغاثة الملهوف وقضاء حوائج الناس».

عندما ختم النعمانى حديثه، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى من مقعده وتوجه إليه وقبله، ثم أعطاه النعمانى قلادة كان يلبسها أثناء الحادثة وبها آثار الدماء.. وقبلها الرئيس.

قبل أن يتحدث النعمانى، تحدثت السيدة عايدة أحمد عبدالمجميد والدة الشهيد المقدم محمد جمال الدين محمد إسماعيل، وقالت «لم يكن عندى غير ابنى الشهيد، مش زعلانة أبدا إننى قدمته هدية لمصر عشان تبقى مصر مرفوعة الرأس، ويا ريت نحافظ على البلد لأنها سند المنطقة بأكملها».

قالت السيدة إنها «لا تنكر حزنها على فراق ابنها، وأنها طلبت منه أكثر من مرة أن يأخذ إجازة فرد عليها بقوله «إذا فعل كل شخص ذلك، فمن الذى سيدافع عن البلد؟».

هذه السيدة العظيمة طلبت من الناس أن يدعو لها هى وكل أمهات الشهداء والمصابين بالصبر.

عندما تحدثت هذه السيدة وبعدها العقيد ساطع النعمانى، لم يقاوم كثيرون انهمار الدموع من عيونهم، تأثرا بالمشهد الإنسانى، وعقب انتهاء الحفل ونزول الجميع لتناول الشاى فى قاعة الدور الأرضى، وأثناء دخول الرئيس استوقفته والدة أحد الشهداء. وطلبت أن تسلم عليه وقف الرئيس وسلم على كل من على المائدة وجميعهم تقريبا أقارب الشهداء أو مصابين خلال تصديهم للإرهابيين.

كنت أجلس بجوار المائدة التى كان يجلس عليها أقارب الشهداء والنعمانى ووالدة الشهيد محمد جمال، وهما يتحدثان إلى الرئيس، ورأيت حجم التأثر البادى على وجوه الناس.

رأيت أيضا حجم التصفيق للطلاب والخريجين وهم يؤدون الاستعراضات الصعبة وعروض المهارات القتالية والاستخدام التكتيكى للسلاح وعرض مهارات الاقتحام، وكلاب الأمن والحراسة والخيالة والقفز واجتياز الموانع. وكان ملفتا جدا مشاركة بعض طلاب الكلية الحربية فى الاحتفال والاستعراضات والتمارين، ما يعطى إشارة مهمة إلى التعاون بين الجيش والشرطة.

الشعب مع الشرطة دائما وهى تسهر على الأمن وتحفظ الاستقرار، وهى تحمى البلد من الإرهاب والإرهابيين، وهى تكافح البلطجة والإجرام.

نحن مع هذا النوع من الشرطة الذى يطارد المجرمين ويردع الإرهابيين ويقسو على المخالفين، ويطبق القانون على الجميع بالعدل والقسطاط. هؤلاء هم الذين يحسنون صورة الشرطة، وللأسف فإن التغاضى عن بعض صور الفساد الشخصية تسئ إلى الجميع.

مبروك للخريجين الجدد ونتمنى للجميع التوفيق وأن يطبقوا وصية ساطع النعمانى فى إغاثة الملهوفين وتقوى الله وتطبيق القانون، وليس التجبر والفتونة والبلطجة وانتهاك حقوق الإنسان.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي