احذروا الأنفاق خارج سيناء - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

احذروا الأنفاق خارج سيناء

نشر فى : الجمعة 31 أكتوبر 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الجمعة 31 أكتوبر 2014 - 7:50 ص

فى الأسبوع الماضى قابلت نماذج مختلفة لشباب فى أحزاب مدنية مختلفة، القاسم المشترك الأكبر بينهم هو الخوف من انسداد الأفق السياسى العام، الأمر الذى يحمل مخاطر عودة نزول غالبية الناس مرة أخرى إلى أنفاق اليأس والقنوط من إمكانية وجود حياة سياسية سليمة وهى أفضل خدمة يمكن تقديمها لجماعة الإخوان المسلمين وسائر قوى الظلام.

من المهم أن ندمر أنفاق سيناء بين رفح المصرية وشقيقتها الفلسطينية حتى نقضى على أحد مسببات الإرهاب، لكن من المهم أكثر ألا نسمح بنزول الناس إلى أنفاق اليأس إذا تعطلت السياسة.

ما يجمع كل هؤلاء أنهم من أنصار بل وكوادر 30 يونيو ومن أنصار 25 يناير ايضا، هم لا يطيقون سماع كلمة إخوان وكراهيتهم للتطرف باسم الدين محسومة. كلهم أيضا صوتوا لصالح الدستور المعدل، وغالبيتهم صوت لصالح الرئيس عبدالفتاح السيسى.

الخوف الأكبر لديهم أن السياسة تموت والإرهاب يتمدد، والحكومة لا تفعل أى شىء غير الحلول الأمنية وهى رغم أهميتها لا تكفى.

بعضهم لديه اعتقاد راسخ بأن الحكومة غير مهتمة أو غير مكترثة بالحديث مع السياسيين، رغم أنهم يمكنهم مساعدتها على مواجهة تحديات الإرهاب والمتطرفين معا.

أحد هؤلاء وهو كان ناشطا ليبراليا لا يرى مبررا للتعامل الشديد مع الشباب الصغير، ويرى أن أى عقاب يتلقاه هؤلاء المتظاهرون المدنيون لا يقارن بحجم الضرر الذى يصيب سمعة مصر بالخارج ويتلقفه الإخوان بالداخل لضم كل الساخطين على الحكومة إلى صفوفهم.

سياسى آخر ينتمى إلى التيار الناصرى، قال لى بوضوح إن كثرة التضييق على العمل السياسى المدنى المعارض سيجعل الناس تنزل إلى الأنفاق، بعضهم للعمل السرى،وبعضهم إلى أنفاق اليأس والعزلة، فى حين أن الدولة ينبغى أن تفتح لهم المجال وتساعدهم.

شاب ثالث يعتقد أن الدولة تواجه الإرهاب نعم، لكنها لم تقنع الفقراء حتى الآن بأنها تعمل لصالحهم، وهؤلاء صوتوا للسيسى على أمل أن تتغير أحوالهم للأحسن ولا يفرق معهم كثيرا هذا الحزب أو ذاك التحالف أو تلك الجماعة.

قلت للثلاثة إن كل ما تقولونه صحيح، لكنكم نسيتم عاملا مهما وهو أن أحزابكم تتحمل مسئولية كبيرة أيضا عن هذه المأساة وربما المسئولية الكبرى، فهى لم تتحرك ولم تنزل إلى الناس فى القرى والنجوع والمناطق الشعبية والحضرية، ولم تستغل غياب الإخوان، وحتى عندما جلست لتتفاوض بشأن التوافق على قوائم مشتركة فى الانتخابات المقبلة فشلت فشلا ذريعا، أصاب الناس بالإحباط، وبالتالى فإن الكرة فى ملعبها وليست فى ملعب الحكومة أو الرئاسة.

أتفق مع الزملاء الثلاثة أن الحكومة هى التى تتحمل المسئولية فى النهاية لأنها الموجودة فى الحكم، لكن الصحيح أيضا أن الأحزاب لديها فرصة قد لا تتكرر لتحسين صورتها. لا يوجد أى شىء يبرر انقسامها وصراعاتها الصغيرة التى تتمحور حول أوهام الزعامة والحصص المفترضة لكل حزب أو الحصول على الحصانة لحماية الأعمال أو تعظيمها.

هذه الرؤية القاصرة هى أفضل طريق لعودة الإخوان وأسوأ ما ترك مبارك ونظامه، لأنهما يملكان التنظيم والأموال.

أمام الأحزاب المصرية فرصة نادرة لتحسم ترددها وانقسامها، وتقدم رؤية عاقلة ووطنية وخطة محددة خلال المؤتمر المرتقب الذى تنظمه «الشروق» إن شاء الله فى الأيام المقبلة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي