دعونا لا نفسدها - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دعونا لا نفسدها

نشر فى : الجمعة 31 أكتوبر 2014 - 7:55 ص | آخر تحديث : الجمعة 31 أكتوبر 2014 - 7:55 ص

لكى نبقى على التضامن الشعبى الواسع لمواجهة الإرهاب الذى ينتهك حق الإنسان الأصيل فى الحياة وحق الوطن فى التقدم والاستقرار والتنمية وحق المجتمع فى السلم الأهلى وحق الدولة فى التماسك وحق مؤسساتها فى الدفاع عن الأمن القومى، ينبغى علينا جميعا الامتناع عن ادعاء احتكار الصواب الوحيد والكف عن اصطناع صراعات داخلية ومواجهات متوهمة والتوقف عن التوظيف الزائف للوطنية على نحو يضع مواطنات ومواطنين يخلصون فى حب مصر ولهم آراء وتقديرات تختلف عن وجهة الآراء والتقديرات السائدة فى خانات الاتهامات الباطلة والتشكيك غير النزيه. فالوطنية المصرية ليست حكرا على أحد، وليس الانتماء للوطن بأمر يتنازع عليه أمام شاشات القنوات الفضائية.

جميعا نرفض الإرهاب الأسود الذى يواصل إسقاط شهداء الوطن والواجب من القوات المسلحة ومن قوات الأمن ومن المدنيين. جميعا نشعر بالحزن البالغ حين يسقط الشهداء والمصابون والكثير منهم فى ريعان الشباب، ونثمن تضحياتهم وهم يجودون بحياتهم لكى نعيش نحن أو يتنازلون عن سلامتهم الجسدية وسعادة أهليهم لكى يتطهر الوطن من وحشية ودموية التنظيمات الإرهابية، وتعجزنا لغة الكلام التى تتعطل إزاء خرائط الدماء ومشاهد النعوش المتلحفة بالعَلم والمكلومين من الأهالى ودموع كل مصرية ومصرى ليس لهم إلا هذا الوطن مكانا آمنا ولا يعرفون إلا ربوعه كمرفأ وجود الأحياء ومستقر الأموات. جميعا نطالب بمواجهة التنظيمات الإرهابية ومموليها والمتعاونين معها، وبجلبهم إلى العدالة الناجزة، وبتخليص المواطن والوطن والمجتمع والدولة من شرورهم.

وحين تتفاوت الآراء والتقديرات بشأن سبل المواجهة الأنجع، وطرق المزج بين الأدوات العسكرية والأمنية وبين الأدوات التنموية والمجتمعية الاخرى، وبشأن النجاحات الممكنة على المدى الزمنى القصير وتلك التى يتعين ضمانها على المدى الزمنى المتوسط والطويل، والتوازن الضرورى بين توظيف الأدوات العسكرية والأمنية وبين احترام سيادة القانون والامتناع عن العصف بالحقوق والحريات، وبشأن خطورة القرارات والإجراءات الاستثنائية وجدوى سياسات كتهجير أهالى بعض المناطق فى سيناء أو إخلاء بعض المناطق من السكان؛ فالجميع يفعل ذلك من داخل دوائر وساحات الوطنية المصرية وليس من خارجها، وبأمل فى القضاء على الإرهاب وغل وحشيته ودمويته عنا وليس ﻹطالة أمده أو للتهاون معه، وبعين على حقوق الناس وحرياتهم وعلى التنمية اللازمة فى كافة الربوع المصرية، وبحرص حقيقى على حماية المواطن والوطن والمجتمع والدولة وليس ﻹخافة الأول وتهديد وجود الثانى وتجريد الثالث من السلم والأمن وفرض الضعف والهوان على الرابعة.

أرجوكم هذه لحظة للنقاش الموضوعى والتفكير الجاد والتعلم من الخبرات القريبة منا والبعيدة عنا، هذه لحظة للعمل معا وللاجتهاد المتجرد من الحسابات الشخصية والضيقة، هذه لحظة للانصراف عن المزايدات حبا للوطن وأملا فى رفعته واحتراما لتضحيات الشهداء والمصابين. فدعونا لا نفسدها.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات