إنهم يكتبونني - إنهم يكتبونني - المعصرة - بوابة الشروق
إنهم يكتبونني
إنهم يكتبونني أخر تحديث: الأربعاء 17 يوليه 2013 - 4:18 م
إنهم يكتبونني

•«إنني لأدرك أن الأيام والظروف قد جاملتني، وأنني تغلغلت في عواطف العالم، وجربت حبه وكراهيته، نعم ولكنه منحني الكثير من الحب والقليل من الكراهية. ومهما كانت قراراتي فإنني أؤمن بأن الحظ وسوء الحظ يهبطان على الإنسان اعتباطا كالسحب، ولأنني أعلم ذلك، فإنني لا أصدم أبدا بما يصيبني من سوء وأستقبل ما يصيبني من خير كمفاجأة أرحب بها، وليست لي خطة معينة أعيش بها، أو فلسفة، فنحن جميعا عقلاء وحمقى، مرغمون على صراع الحياة، وموقفي تجاه المصاعب لا يثبت على حال ففي بعض الأحيان تثيرني أشياء تافهة، وفي بعض الأحيان أواجه الكوارث بغير اكتراث».

 من مذكرات الفنان العظيم شارلي شابلن - ترجمة صلاح حافظ

 

•«لا أظنه سيكون راعيا للغنم كما قال، هو أقرب للكاتب، بروحه الضالة وهواجسه وأسئلته وفضوله، بعينيه الزائغتين وارتياباته، بأرقه واكتئاباته، بحبه للحياة وعدميته في نفس الوقت، قد يتشابه أحدهما مع الآخر، غير أن الراعي لا يكون راعيا إلا بالقطيع، بينما الكاتب لا يكون كاتبا إلا بتفرقة القطيع ومنحهم أملا في النجاة منفردين، فلسفة الراعي إذن تقوم على الجماعة، في مقابل فلسفة الكاتب القائمة على الفرد، ربما لهذا يتميز الرعاة ببصر حاد، لرصد ما يدور حولهم ورؤية البعيد، إنها طريقتهم للحفاظ على قطعانهم، بينما ينفرد الكاتب بالسمع المرهف لالتقاط الآهات وتعقب الكلمات وتفنيد الشكوك واليقينات، يصح أن يكون الكاتب أعمى، أما الراعي فلا يمكن، ويصح أن يكون الراعي أصم، أما الكاتب لو صار ذلك سينتهي».

من رواية (كتاب النحّات) للمبدع أحمد عبد اللطيف - دار آفاق

 

•«في الليل، كل الإجابات غباء.. كل حكمةٍ ظننتها ثابتةً ثبات السقوف، تهتز فجأة، تطن في الفضاء، كلوح هائل من الصفيح، قرعته يدٌ لا تُرى.. الليل مدينة ألغازٍ.. وعلامات استفهام.. ما قصدُ الأرض.. حين تلد الفواكه والسحالي، البقول والبراكين، عروض الأزياء والقمل، الزنابق، والقردة، والآخرين الذين في البال.. ما قصدُ المطر من الهطول على المقبرة؟.. ألا يرغب خطيب صلاة الجمعة في الإستماع إليّ ولو لمرة واحدة.. ألا يفكر الجنرال المنتصر لماذا أقدم جنديه مساء أمسِ على الإنتحار... ولماذا أسأل كالأبله عن سبب الليل»

الشاعر العربي الكبير مريد البرغوثي - من أعماله الشعرية

الكاملة الصادرة عن دار الشروق

 

•«لقد اعتدت على الترحال وحيدا، ولا أرغب في أن يكون لي مريدون أو تلاميذ، ومن المؤكد أنني لست قدوة لأحد، وخاصة لك فامض في طريقك، لكن إذا ظللت تبحث عن معلم في المستقبل، فأرجو أن تتذكر قاعدة ذهبية تقول: يوجد معلمون مزيفون وأساتذة مزيفون في هذا العالم أكثر عددا من النجوم في الكون المرئي، فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السلطة وبين المعلمين الحقيقيين، فالمعلم الروحي الصادق لا يوجه انتباهك إليه ولا يتوقع طاقة مطلقة، أو إعجابا تامّا منك، بل يساعدك على أن تقدّر نفسك الداخلية وتحترمها، إن المعلمين الحقيقيين شفافون كالبلور، يعبر نور الله من خلالهم».

من رواية (قواعد العشق الأربعون)

للكاتبة التركية إليف شفق - ترجمة خالد الجبيلي

 

•«إننا نتحدث دائما عن محاولة الوصول إلى أعماق كاتب، لكي نفهم أعماله على نحو أفضل، ولكن عندما تصل إلى جوهر الأمر فإنه لا يوجد الكثير مما يمكن العثور عليه هناك، على الأقل ليس هناك الكثير مما يختلف عما يوجد في أي شخص آخر. الكتابة عمل إنعزالي يستولي على حياتك، وبمعنى من المعاني فإنه ليس للكاتب حياة خاصة، به، وحتى حينما يكون هناك فإنه ليس هناك حقا».

من رواية (ثلاثية نيويورك) للكاتب الأمريكي

بول أوستر - ترجمة كامل يوسف حسين