أضغاث فكرية.. مسامرات صيفية.. هلاوس بصرية.. كوابيس مرئية - مختارات - المعصرة - بوابة الشروق
مختارات
أضغاث فكرية.. مسامرات صيفية.. هلاوس بصرية.. كوابيس مرئية أخر تحديث: الأربعاء 24 يوليه 2013 - 2:46 م
أضغاث فكرية.. مسامرات صيفية.. هلاوس بصرية.. كوابيس مرئية

● ما ربك؟

- الله ربي

● ما دينك؟

- الإسلام

● من نبيك؟

- محمد صلى الله عليه وسلم.

● جيت هنا إزاي؟

- قالوا لي انزل موت دفاعا عن الشرعية

● شرعية.. شرعية إيه أنا مش فاهمك.. وصورة مين اللي انت شايلها دي؟

- ده الراجل اللي مت دفاعا عن شرعيته

● تموت نفسك عشان ده.. يا نهارك إسود.. انت عبيط يابني حد يعمل كده.. ده أنا ما أضحيش عشانه بضفر من ضوافري.

- الموضوع مش موضوع شخص.. ده موضوع شرعية

● بس ولا كلمة.. طلعوا لي التعبان الأقرع المنقّط.. ده إنت هتتمرمط لدغ النهارده.. عشان تبقى تختار معركة عِدلة تموت نفسك فيها.

●●●

منذ سنتين ونصف وهناك تباينات حادة في الرؤى بيني وبين عم سيد بتاع الفول، أحيانا نتفق مع اختلافات، وأحيانا نختلف دون أن يكون بيننا مجال للإتفاق، وأحيانا يناولني سندوتشات الفول والبتنجان التي أدمنها من يده وعلى وجهه قرف شديد يجعلني أشك أنه ربما بصق فيها وهو يعدها، لدرجة أنني أصبحت لا أحول نظري عنه لحظة وهو يعدها، لكنه وللأمانة أحيانا يناولني السندوتشات بفرحة وهو يدعو لي ولأمثالي اللي رفضوا الظلم وهيعدلوا حال البلد، وأحيانا يقول لي بحزن شديد «إيه اللي عملتوه في البلد ده يا أستاذ».

هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها تطابق لأكبر درجة ممكنة في الموقف السياسي بيني وبين عم سيد لدرجة أنه أصبح يكاد يمثلني، موقف عم سيد السياسي هذه المرة ليس مركبا ولا معقدا ولا يحتاج للتلخيص لأنه أصلا مكون من عبارة واحدة: «عايزين نخلص بقى عشان بيتنا اتخرب والمسائل ماعادتش نافعة خلاص».

مسائلي بحكم فارق السن بيني وبين عم سيد لا زال فيها الرمق، لكني أخاف عليها أن تلحق بمسائل عم سيد، ولذلك أهتف من كل قلبي: يا أنصار الشعارات الإسلامية خلصوا أم هذه المعركة، فقد انتهت أصلا منذ أن حولها خيرت وتابعه مرسي في ديسمبر الماضي إلى معركة شعب ضد جماعة، خلصوها وملعون أبو الأمريكان الذين تنتظرون منهم أن يؤمنوا لكم مستقبلكم السياسي ولم تتعلموا من دروس الماضي أنهم لا يؤمنون إلا بمصالحهم فقط، ولن يصدقكم أحد الآن عندما تنقلبون عليهم وتلعنون سنسفيلهم، خلصوها وأغلقوا ملف هذه الجماعة الفاشلة فهي ليست من ثوابت الدين حتى تطلعوا ديك الناس من أجلها، خلصوا هذه المعركة رأفة بمسائل عم سيد وملايين المسائل التي ستلحق بمسائل عم سيد، خلصوها رأفة بنسائكم وأطفالكم وأهاليكم وأحبابكم وجيرانكم، خلصوها لأننا نحتاج إلى أن نلتقط أنفاسنا قبل أن ندخل معا برغم كل اختلافاتنا معركة جديدة طويييييلة لإنتشال السفينة الغارقة التي نعيش فيها، ونحن نتوهم أننا أصلا على وش الدنيا.

●●●

● ممكن كوباية مية؟

- ابقى خلي الشرعية تسقيك.

● طب أنا آسف.. هاتوا لي أشرب بقى.

- طب قول أنا غبي وغشيم وفاشل.. ولا أقولك استنى قول أبو أم الشرعية.

● لا أنا ممكن أشتم نفسي زي مانت عايز.. بس أم الشرعية دي دونها رقبتي.

●●●

وأنا ذاهب إلى الحمام منذ قليل قابلني ملاك خارج منه، لم أكن قد رأيت ملاكا من قبل، لكني لا أدري كيف عرفت فور رؤيتي له أنه ملاك، ربما لأنه كان شبه الملائكة الذين يظهرون في كل أفلام الكرتون «تيبيكال»، كان يمسك فوطتي «النبيتي» بيده ويمسح بها منطقة حساسة من جسده كان غريبا أنها  متغيرة المعالم بحيث تتشكل كل ثانية متخذا شكلا مختلفا تماما، وهو لاحظ أني أمعن النظر إليها أكثر من اندهاشي من قدرتي على رؤيته، فقال لي ربما بهدف اللغوشة على الصدفة التي جعلتني أراه: نحن الآن في الهزيع الأخير من ليل الجمعة، وقد جئت إليك مكلفا بأن ألبي لك أي أمنية تطلبها، قلت له وأنا أمسك «المية» بصعوبة: مع إحترامي لحضرتك، أمنيتي لن تستطيع تلبيتها أبدا، قال لي: هل أنت مجنون؟ يمكن لي الآن أن أريك بعضا من قدراتي وستندهش لدرجة أنك ستعملها على روحك، لكني لا أريد أن أضيع وقتك فتضيع معه فرصتك في تحقيق الأمنية. قلت له دون طول تفكير: طيب، أمنيتي أن أخرج من الحمام بعد قليل، فأجد عزيزة جلال واقفة في قلب الصالة وهي بنفس جمالها المختلف الذي كانت عليه عام 1988 وما حوله، بشرط ألا تكون مرتدية سوى النظارة وهي تغني «إيه ده يا حبيبي إيه ده ياحبيبي»، شريطة أن تغنيها بشكل مفعم بالإيحاءات، بحيث لا يتبين لي هل ما تغنيه تساؤل كما ورد في نص الأغنية الأصلي، أم أمر صريح لي بأن أهدأ وأتوقف عن الإستثارة. قلت ذلك ودخلت إلى الحمام مسرعا، وعندما خرجت كان ثمة نار صغيرة في طريقها للإنطفاء في ذات المكان الذي يقف فيه الملاك، فيما كان كائن قبيح أحمر الوجه بقرنين نابتين في رأسه يجلس على الكنبة منجعصا وينظر إلى النار بسعادة بالغة، ليختفي فجأة بعد أن قال لي ضاحكا «برافو عليك حرقت دمه».

●●●

وليه تفهم لما ممكن تفرح من غير ما تفهم يابن الكئيبة. افرح لغاية ما يزول أثر الفرحة وتحس بألم الخازوق ساعتها إبدأ فكر إزاي هتتعامل معاه
(مقتطف من كتالوج المصريين الذي وضعه سنوحي الأول)

●●●

 

 

● معانا اتصال تاني.. المشاهد عابدين من الجيزة.. اتفضل يا فندم

- سامو عليكو

● وعليكم السلام.. ممكن أشترك في البرنامج

- انت فعلا في البرنامج أهوه.. فضيلة الشيخ الشحات معاك

● سامو عليكو يا شيخ شحات

- ياريت تقول سلامو عليكم يا أخ عابدين لإن سامو دي تشبه ما كان يقوله اليهود لسيدنا النبي في المدينة عندما كانوا يقولون له السام عليكم أي الموت عليكم

● إيه الكلام ده يا عم الشيخ.. ما تهدا علينا.. يهود مين إحنا موحدين بالله

- يا أخ عابدين من الجيزة الشيخ شحات ما يقصدش كده خالص.. هو بس يقصد
- يقصد إيه وقرف إيه.. قال يهود.. هتخسرونا صيامنا قبل المغرب بساعة

● يا أخ عابدين لم أكن أقصد وأعتذر لو كنت أسأت فهمي.. قول اللي انت عايزه.. هل عندك سؤال؟

- كان عندي سؤال بس نسيته

● طيب لما تفتكره ابقى كلمنا

- إيه يا ستنا بالراحة على ميتين أبونا.. هافتكر أم السؤال أهوه.. هاعيد الكلام من أوله.. آلو سامو عليكو

● وعليكم السلام اتفضل يا ابني

- والنبي يا شيخ

● (تهمس المذيعة للشيخ) سايقة عليك النبي ما تقولوش لا تحلف بالنبي

 - (يهز الشيخ رأسه فيفاجأ الإثنان بصوت المتصل)

- انتو بتقولوا لبعض إيه.. أنا شايفكو من أم التلفزيون على فكرة

● يا أخ عابدين ما بنقولش حاجة.. قول سؤالك وسيب فرصة للإخوة المتصلين
- ماشي.. أنا هاعديها بمزاجي عشان صيام.. أنا صايم من ييجي خماشر ساعة مش هافطر عليكو يعني.. سؤالي يا عم الشيخ شحات.. أنا حصل معايا امبارح موكف كده ناس قالوا لي إننا فطرت ولازم أقضي اليوم وناس قالوا عادي

● قول يا ابني

- حصلت خناقة كده مع شوية أسدكاء سوء عندي في المنتئة.. عيال كلها شمال يعني ولا مؤاخذة.. ولا بيصوموا ولا بيصلوا.. ولاد ميتين كلب

 ● حاسب على ألفاظك لو سمحت يا ابني.. أنا عاذرك لحسن نيتك فقط.

- معلهش يا عم الشيخ.. المهم العيال دي اتخانقت معايا امبارح عشان كنت بانصِحهم إنهم يصوموا وكداهون.. اتكاتروا عليا يا مولانا وكتفوني وحطوا لي قرن فلفل عشان أفطر بس أنا هربت منهم وكملت صيام والحمد لله.. هل أنا كده ابقى فطرت يا مولانا

● لا طبعا يا إبني طالما كنت مكره فليس عليك حرج.. بالعكس ثوابك عند ربنا كبير خصوصا إنك كملت صيام مع إن الفلفل حراق وكان ممكن الشيطان يخليك تشرب مية كتير

- مانا حطيت مية وما حوقش خالص

● مية.. أمال كملت صيام إزاي يا أخ عابدين

- أصلهم حطوا لي قرن الفلفل من ورا يا مولانا.. هتكوا عرضي بالفلفل يا مولانا.
● طيب نكتفي بهذا القدر ونستقبل اتصال تاني.. أهلا وسهلا في برنامج (الصائمون يتساءلون).