كان لي رئيسٌ فيلسوف - بدون تصنيف - المعصرة - بوابة الشروق
بدون تصنيف
كان لي رئيسٌ فيلسوف أخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2013 - 12:43 م
كان لي رئيسٌ فيلسوف

كان لي رئيس فيلسوف، بتوجيهات الشاطر شغوف، ولم يكن أحد من شعبه الذي دعكته الظروف، يعرف أن رئيسه فيلسوف، إلا عندما ذهب الرجل إلى باكستان، فانحنت له الأبدان، وخفقت القلوب بالحب والإمتنان، وضاقت الشوارع من الهيجان، وقلّده فلاسفتها الصولجان، ووضعوا على رأسه التاج وألبسوه روب الديباج، وأشعروه بالفرحة والإبتهاج، وشووا له النعاج، وكادوا يمشون له حافين على الزجاج، فعرف أبناء شعبه الملهوف، أن رئيسهم رجل فيلسوف، وعندها فهموا لماذا كان يتلجلج في الحروف، ويتخبط حسب الظروف، ويسلك كل طريق متلوف، ولم يروا منه في الإنجاز «تنتوف»، ولما رأوا كيف كرمه أهل الباكستان، وألبسوه الحرير والطيلسان، أدركوا أنهم كانوا له ظالمين، ولفضله ناكرين، حين ظنوا أنه سارح في دنيا الخيال، منفصل عن الواقع لا محال، بينما الرجل من الفلاسفة، ونفسه عن الدنيا عازفة، فغادرهم الإحباط، لأنهم محكومون بزميل لسقراط، ونزلوا إلى الشوارع يتشألطون، لأن رئيسهم من تلاميذ أفلاطون، ولم يعد أحد منهم في الشوارع يطرطر، فرئيسهم فيلسوف كسارتر.  

 

ذهبت أنا مقدمة البرنامج الإذاعي الشهير «كان لي صديق فيلسوف» لأحمل له أسئلة مستمعي البرنامج العام، من الصفوة والعوام، بعد عودته إلى البلاد وتشريفه للعباد، فقلت له: قل لنا ياسيدي كيف أصبحت رئيسا وفيلسوفا بريفيكس، مع أن الرئاسة والفلسفة دونت ميكس، قال لي وقد أخذ نفسا عميقا وأخرج زفيرا وشهيقا: لأنني والحمد لله بنيت حياتي كلها على طلب الستر، ثم استدرك وقال: هل لا زلتم في هذا البرنامج تتحدثون بالسجع؟، قلت له: لا يا مولاي منذ أن تم تخفيض الميزانية أصبحنا نفعل ذلك في مقدمة البرنامج فقط، قال لي: جميل لأن مستشاري الرئاسة منذ أن قلت خطبة أبلج ولجلج نصحوني بألا أتحدث بالسجع كثيرا، لأن ذلك يجلب سخرية الزعران سليطي اللسان.. أكملي أسئلتك يا ابنتي. قلت له: هل الستر إذن هو إسم مذهبك الفلسفي؟، فقال: لا أنا حنبلي لكنني تزوجت على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمى بيننا. قلت له: لا أحدثك عن المذاهب الفقهية ياسيدي بل أحدثك عن المذاهب الفلسفية أيها أنت إليه أقرب؟، فقال: أنا أقرب إلى التكييف الآن وهذا يتعب ظهري كثيرا فهلا تسمحين لي بأن أنادي أحدا لكي يقوم برفع ريش التكييف إلى الأعلى. قلت له: افعل ما بدا لك ياسيدي ولكن حدثني عن فلسفة الستر كما تراها، فقال: لست من الذين يميلون إلى المذاهب الفلسفية المعقدة بل أنا من المؤمنين بأن الفلسفة الحقيقية تأتي من على ألسنة البسطاء وعامة الناس، ولذلك اكتسبت فلسفتي في الستر من عبارة قرأتها على ظهر توك توك عندما كنت أحاول عبور شارع منيا القمح الرئيسي قادما من الزقازيق ومتجها إلى جلسة في مجلس الشعب قبل سنوات، والتوك توك إن كنت لا تعلمين خنثى مشكل بين وسائل النقل، ليس بالسيارة مع أنه يسير وليس بالطيارة مع أنه يكاد يطير وليس بالموتوسيكل مع أنه يخرج هبابا من مدخنته ولذلك فقد أحسن من أطلق عليه في إدارة المرور لقب المركبة البخارية.

 

 

 

 قلت له وقد تملكني الإعجاب من وافر علمه وتدفق حديثه: أعلم ماهو التوك توك ياسيدي وقد امتطيت واحدا من أسفل كوبري التونسي إلى موقف ميكروباص مدينة نصر لكي آتي إلى سيادتكم، لكني لا أريد أن يأخذنا الحديث فأنسى سؤالك عن تلك العبارة التي قرأتها على ظهر التوك توك والتي بنيت عليها فلسفتك؟، فقال لي وقد ارتسم على وجهه حبور بالغ: كانت العبارة تقول «عُكّ وربُك يفُكّ». قلت له وقد بدت حيرتي: تخيلت ياسيدي بما أن فلسفتك هي الستر، أنك ستذكر عبارة مثل «الستار موجود» أو «استر ياللي بتستر» أو حتى «صدرها للي يقدّرها» وغيرها مما يشتهر وضعه على أجساد التوكتوكات، لكنك اخترت عبارة أبعد عن هذا كله فلماذا كان ذلك كذلك؟. أشرق وجهه بضحكة عريضة وقال: وكيف أكون فيلسوفا إذن إذا لجأت إلى عبارة مباشرة لا تحتوي على مغزى عميق، إن عبارة مثل «الستار موجود» يابنتي ليست عبارة فلسفية بل هي عبارة إيمانية لا تخلص الفلاسفة بل علماء العقيدة، وعبارة «استر ياللي بتستر» هي دعاء يلزم الأمهات أكثر من الفلاسفة، أما عبارة «صدّرها للي يقدرها» فهي عبارة تهم علماء المنطق أكثر لأنها جملة تعرض لنا منطقا مهما، إذا أنك لا بد أن تصدرها لمن يقدرها، لأنك لو صدرتها لمن لا يقدرها فأنت تكدرها.

 

قلت وقد تملكني الدوار من قدرته على الإرتحال بين الأفكار كأنه سندباد يمتطي بساط الريح: سامحني ياسيدي فإني أخشى أن أتوه في فيافي معرفتك الشاسعة وبساتين فكرك العامرة وأنسى سؤالك كيف بنيت نظريتك في الستر على العك؟، فقال بأبوية حانية: لا ضير من الإرتحال بين الأفكار فهذا شأن الفلاسفة، ألا تسمعين الناس يقولون لبعضهم «بدل ما تتفلسف خش في الموضوع» فكيف تريدين لي أن أدخل في الموضوع وأنا فيلسوف ولا زال رأسي دافئا من أثر طاقية الفيلسوف التي منحها لي فلاسفة الباكستان، ولكن سأجيبك يا ابنتي رأفة بحالك، ياابنتاه اعلمي أن العَكّ طريق الستر، فأنت إذا لم تعُكّ لماذا سيسترها الله معك، هل سيسترها معك إذا قمت مثلا بالإلتزام بوعودك الإنتخابية التي قطعتها على نفسك، عندها كان سيمشي كل شيئ بشكل سليم وتختفي الحاجة للستر وطلبه، لكنك إن عككت فنسفت كل وعودك الإنتخابية وأصدرت إعلانا دستوريا مليئا بالعك، وأنت واثق أن ربك سيفك ما عككته، سيقيض الله لك من يقول للناس أن هناك مؤامرات مخفية استوجبت عكك، أو من يسمع لك ويطيع لأنك حافظ لكتاب الله، أو من يستعد لأن يزهق روحه وأرواح الآخرين من أجلك لأن ذلك سيكون طريقه إلى الجنة، وعندها ستدرك صدق إيمانك بحتمية الفَكّ إن حصل العَكّ.

 

 

 

قلت له: هذه مفاجأة تفغر لها الأفواه وتنقطع لها الأمواه، إذن فقد كان ما فعلته سيادتك منذ الإعلان الدستوري وما تلاه، أمرا مدروسا وراءه فلسفة ولم يكن مصادفة أو توريطة استدرجها لك بعض الحاقدين. اعتدل في جلسته قائلا: يا ابنتي لا تظني أنني أصدر قرارا لا تكتنفه الفلسفة، وهذا للأسف ما رآه فيّ أهل باكستان لأنه لا كرامة لفيلسوف في وطنه، وفيلسوف الحي لا يُطرِب، لكني على أية حال محظوظ لأنني وجدت التكريم اللائق وأنا على قيد الحياة، فغيري يمكن أن يموت ويشبع موتا دون أن يجد من يفهمه، ولعلها كانت رسالة من الله إلى بني وطني أن يقتدوا بإخوتهم في بلاد السند والهند، وهي بلاد عريقة في الحكمة، وقد جعل الله لها من إسمها نصيبا، ألا تعلمين أن باك تعني العودة وستان تعني بلاد، فهي بلاد العودة، أي أن من ذهب إليها لا يعود إلا بدكتوراة فخرية. قلت له بعد تردد: اغفر لي جهلي ياسيدي ولكني أظن أن باك تعني في لغتهم الأردية البياض فهي تعني بلاد البياض. فقال لي: وهل البياض حاجة وحشة يابنتي؟، إذا كان الأمر كما تقولين فهذا يزيد من أهمية تكريمهم لي، أليست أكبر مشاكلنا هي كمية السواد الرهيبة التي في قلوبنا؟، هل شاهدت وسمعت كم الهجوم الذي لقيه حصولي على الدكتوراة، لو كنا باكستانيين ألم يكن لدينا بياض ينفعنا بدلا من هذا السواد الذي سيذهب بنا في ستين داهية؟. 

 

لم أرد أن ينحرف مسار اللقاء عن مغزاه الفلسفي فسألته: قل لي من يعجبك من الفلاسفة ياسيدي؟، قال: يعجبني الصدق في القول والإخلاص في العمل وكل فيلسوف يصحى من النجمة لكي يلحق بأبواب الرزق التي تفتح ساعة البكور، فما الفلسفة إلا رزق، ولذا يا بخت كل فيلسوف يصحو في البكور ويؤدي فرض ربه ثم يخرج إلى شرفة منزله حاسر الرأس، ليملأ رأسه بأجمل الأفكار وأعذبها، ولعل هذا سر ما يستغربه الناس من قدرتي على الخطابة لساعات وأفكاري تنهمر دون إنقطاع. قلت: بارك الله فيك ياسيدي وتقبل منك صالح الأعمال لكني كنت أسأل من هم الفلاسفة الذين يعجبك عملهم؟، قال لي: كل فيلسوف عمله على نفسه وربنا سيحاسبه على قد نيته، قلت له: أعلم أن بحور الفلاسفة غريقة وأنني لن أحظى منك بإجابة مباشرة لكني أريد أن أنتزع منك إجابة تُفيد عشاق الفلاسفة.. لمن تقرأ الآن من الفلاسفة، قال لي: أقرأ صحيفة الحرية والعدالة وأواظب عليها بإنتظام، ضحكت وقلت له: فهمتك ياسيدي أنت لا تريد أن توجه القارئ نحو إسم معين لكي لا يشغله عن غيره، لذلك سأسألك أنا كمحبة للفلسفة عن بعض من أحبهم من الفلاسفة لأستزيد من علمك، قاطعني قائلا: لا أحب أن أتكلم عن أحد في غيابه فذلك يدخل في بند الغيبة والنميمة، قلت له: لن أحدثك عن أشخاص الفلاسفة بل عن أفكارهم، هل تحب فكر سقراط؟، قال لي: ومن في هذا الكون لا يحب سقراط؟ هل شهدت الملاعب صخرة دفاعية صلبة مثله؟، نظرت إليه لأستجلي ملامح وجهه فقد شككت أنه غضب مني فقرر أن يرد على سؤالي بسخرية مريرة، لذا قلت مبتسمة: ألا يحزنك ألا يبقى من سقراط بين عموم الناس سوى ما قاله من كلام ساخر ينتقد فيه زوجته، قاطعني بملامح غاضبة وقال لي: قلت لك لا أحب أن أخوض في الأعراض، أنا لم أكن أتابع الرجل سوى في الملاعب وقد حزنت عليه عندما مات مؤخرا لكني يمكن أن أفهم معاناته مع زوجته مع أني لم أر شكلها ولو رأيته لغضضت بصري، لكني أعلم أن نساء البرازيل معروفات بالجمال الفائق الذي يمكن أن يجعل الرجل يلف حول نفسه ويخانق ذباب وجهه. واصلت التفرس في ملامحه وأنا لا أدري هل هو جاد أم هازل وقررت أن أنتقل إلى سؤال آخر فقلت: هل ترى أن أفلاطون كان أمينا في محاوراته مع أستاذه سقراط أم أنه قام بنسب آراء إليه لم يقلها وكانت هي آراء أفلاطون نفسه، نظر إليّ بجدية شديدة وقال: الحقيقة أنني توقفت عن متابعة الكرة بعد جيل الثمانينات، ولم أعد أعرف سوى أسماء متناثرة مثل روماريو وبيبيتو ورونالدو، لكن رحم الله سقراط لن يعوضه أحد، هل تعلمين أننا كنا نقوم بتشبيه حسن شحاتة به من حيث الشكل مع أنه كان يلعب في مركز مختلف.

 

 أدركت حينها أن سيادته كان يعاقبني لأنني أصررت على أسئلتي التي بدا من الأول أنه غير راضٍ عنها، فقلت: ردودك تجعلني أستنبط أنك ربما بحكم توجهك الإسلامي تفضل أن نتحدث عن الفلاسفة المسلمين كما اخترت أن تفعل في خطاب تسلم الدكتوراة، لذلك دعني أسألك من هو أكثر من تحبه من الفلاسفة المسلمين؟، أشرق وجهه فأدركت أني كنت محقة في ظني لكنه قال: أكثر من أحبه من الفلاسفة المسلمين أخي صبحي صالح، لديه قدرة مذهلة على الفلسفة تجعلني أغبطه وأتمنى لو امتلكت يوما لسانه بارك الله لنا فيه. هنا أدركت أنني أخطأت عندما ركزت مجددا في الحديث عن الأشخاص، وهو أمر لا يحبه فيلسوف مثل سيادته حصل لتوه على الدكتوراة الفخرية ولعله يحب أكثر أن أسأله عن فلسفته هو، وليس عن فلسفة غيره، لكن المشكلة أنني كنت قد أنفقت وقتا طويلا في محاولتي البلهاء تلك، ولم يتبق وقت كثير من الذي تم تخصيصه لي لإجراء الحوار. 

 

 

قلت: أعرف سيدي أني قد أثقلت عليك، وأخذت من وقتك الموزع بين بحور الفلسفة وشئون الحكم، لذلك لم أعد أطمع إلا في أسئلة قصيرة أتعرف بها بشكل مختصر على رؤيتكم الفلسفية للكون والحياة، قال: ولو أن الإختصار ليس من فلسفتي لكن ضيق الوقت سيجبرني على ذلك، قلت: أما وقد عرفنا فلسفتك في الأمور السياسية فما هي فلسفتك في الحياة الشخصية؟، قال: أنا أؤمن بمقولة جامعة مانعة لا أكف عن ترديدها هي مقولة «خلي جلدك تخين»، قلت: هذه مقولة أقرب إلى فلسفة القوة لدى الفيلسوف نيتشه، قال بعد إرتباك قصير: نيتشه.. لعله نتشها مني.. هل هو أمريكي؟.. ربما كان زميلا لي في الجامعة واقتبسها بعد أن سمعها مني. لم أتبين إذا كان جادا أم هازلا، لكني شعرت أنني أخطأت عندما أعدت طرح إسم فيلسوف غربي من جديد فعدت لأسأله سريعا: وما هي فلسفتك الإقتصادية؟، فقال وضحكة عريضة تملأ وجهه: نفس فلسفتي في السياسة والحمد لله «عُك وربك يفك». انتقلت إلى سؤال تالٍ وأنا أحمد الله على سرعته في إجابة السؤال السابق: ياسيدي كل فيلسوف له مفهوم للزمان فهل يمكن أن نستنبط مفهومك الفلسفي للزمان من عبارتك الشهيرة التي حيرت الفلاسفة والتي تقول فيها عقب أحداث بور سعيد الدامية «إذا اضطررت سأفعل وها أنا أفعل» بحيث أنك جمعت زمنين متعارضين في لحظة من الزمن، نظر إليّ بحيرة وقال لي «فين السؤال»، شعرت بالحرج وقلت له «عندك حق يافندم آسفة سؤالي إيه مفهوم سيادتك للزمان»، رد قائلا «وليه نتكلم عن زمان ماتخلينا في دلوقتي وتحدياته»، جعلتني ملامح الجدية المرتسمة على وجهه أمتنع عن مناقشته أو الظن أنه يهزل، فقررت أن أنتقل إلى السؤال التالي : وهل لدى سيادتك فلسفة صحية؟، رد بحماس: فلسفتي تتلخص في كلمة واحدة «القيلولة»، كما أنني أنتهز الفرصة لأؤكد على ما سبق أن أشار إليه أخونا رئيس الوزراء من ضرورة الإهتمام بالنظافة الشخصية للصدر عند السيدات. تأكدت الآن أنه يسخر مني لينبهني إلى أن وقتي معه قد طال فقلت: سؤالي الأخير يا سيدي، تعلمون أن أبسط تعريفات الفلسفة هي أنها لفظة يونانية مركبة من كلمتين فيليا أي محبة وصوفيا أي الحكمة أي أن الفلسفة تعني محبة الحكمة، قاطعني وقد قطّب وجهه قائلا: ولماذا نتقيد بالتعريف الغربي، أنا شخصيا أفضل إسم صفية على إسم صوفيا، هناك أيضا إسم صفاء بكل ما فيه من قيم ودلالات، ثم لماذا نحب صوفيا أو صفاء بالذات، لماذا لا نحب كلنا بعضنا، نحن ينقصنا الكثير من الحب، لو كان اليونانيون قد أحبوا بعضهم بدلا من حب صوفيا لما كانت اليونان قد تعرضت للإفلاس، دعيني هنا أكرر إن الذين يتحدثون عن الإفلاس هم المفلسون، هم المفلسون، هم المفلسون، وصدقيني والله لو أحببنا بعض لغار منا اليونانيون ولما كانت هذه آخر دكتوراة فخرية يمنحها لنا الباكستانيون. هنا وجدت نفسي أقاطعه قائلة لكي ألحق بآخر فرصة للسؤال قبل نفاد الوقت: طيب إذن ما هو تعريفكم للفلسفة؟، قال بعد لحظات مهيبة من الصمت: الفلسفة هي المبدأ الذي تسير عليه في حياتك من غير ما تتفلسف، فنحن يابنتي لم يضيعنا إلا الفلسفة، قومي إلى حياتك يرحمك الله.

 

خرجت من مقابلة سيادته وأنا أقول لنفسي: إما أن هذا الرجل لا علاقة له بالفلسفة من قريب أو من بعيد، أو أنه أكثر عمقا وتركيبا من كل المذاهب الفلسفية التي توصل إليها العالم حتى الآن، وربما لذلك رأى فيه الباكستانيون شيئا لم نره فيه، وربما لن نراه فيه أبدا.