علي السعدني يكتب : الموناليزا.. اللوحة المسروقة.. صناعة الأسطورة

آخر تحديث: السبت 5 أبريل 2014 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة

بدأ دا فينشي برسم اللوحة في عام 1503 م، وانتهى منها جزئبا بعد ثلاث أو أربع أعوام أجزاء من اللوحة تم الانتهاء منها عام 1510 ويقال أنها لسيدة إيطالية تدعى مادونا ليزا دي أنتونيو ماريا جيرارديني زوجة للتاجر الفلورنسي فرانشيسكو جوكوندو صديق دا فينشى والذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته عام 1503.

ولكن السيدة ليزا لم تحبّ زوجها هذا ، والذي كان متزوجا من اثنتين قبلها، لأن الرجل الذي أحبته تُوفى للمشاهد العادي أهم ما يميز لوحة الموناليزا هو نظرة عينيها والابتسامة الغامضة التي قيل إن دا فينشي كان يستأجر مهرجا لكى يجعل الموناليزا تحافظ على تلك الابتسامة طوال الفترة التي يرسمها فيها.

اختلف النقاد والمحللين بتفسير تلك البسمة، وتراوحت الآراء بسر البسمة بدرجات مختلفة ابتدأ من ابتسامة أم دا فينشي وانتهاءا بعقدة جنسية مكبوته لديه إلا أن ما يميز لوحة الموناليزا هي تقديم لتقنيات رسم مبتكرة جدا ما تزال سائدة إلى الآن، فقبل الموناليزا كانت لوحات الشخصيات وقتها للجسم بشكل كامل وترسم مقدمة الصدر إما إسقاطا جانبيا لا يعطي عمقا واضحا للصورة (و هي الأغلب).

وإما أماميا مباشرا للشخص وبنفس العيب فكان دا فينشي أول من قدم الإسقاط المتوسط الذي يجمع بين الجانب والأمام في لوحات الأفراد وبذلك قدم مبدأ الرسم المجسم يمكن ملاحظة الشكل الهرمي الذي يعطي التجسيم في اللوحة حيث تقع اليدين على قاعدتي الهرم المتجاورتين بينما تشكل جوانب الأكتاف مع الرأس جانبين متقابلين للهرم هذه التقنية كانت ثورية وقتها وهي التي أعطت دفعا يجبر المشاهد إلى التوجه إلى أعلى الهرم وهو الرأس هذا الأسلوب تم تقليده فورا من قبل عظماء الرسامين الإيطالين المعاصرين له مثل رافئيل .

كما قدم ليوناردو تقنية جدا في هذه اللوحة وهي تقنية الرسم المموه، حيث لا يوجد خطوط محددة للملامح بل تتداخل الألوان بصورة ضبابية لتشكل الشكل. نفس التقنية الضبابية إعتمدها ليوناردو ليعطي انطباع العمق في الخلفية حيث يتناسق وضوح الصورة في الخلفية كلما ابتعدت التفاصيل. وهي تقنية لم تكن معروفة قبل هذه اللوحة وأعطت إحساسا بالواقعية بصورة لا مثيل لها ، كما أن اللوحة ليست لسيدة كما قيل انما هي (خنثى) ، كما ان ليوناردو أبان ذلك بعدة دلائل منها : أولاً : إذا دققت في الوجه المرسوم تجد أنها ليست سيدة.

وقد برع ليوناردو في التفريق بين الجنسين في رسمه . ثانياً : دل إلى ذلك من الاسم ( موناليزا ) فهو مكون من قسمين ( مونا ) و ( ليزا ) ، و كما هو معروف ان ( مونا ) هو إله اتخذه الفراعنة و كما كانوا يعدّونه إله الشمس أو إله الخصي الذكري ، و (ليزا) إله عن الفراعنة كذلك لكن للأعضاء الأنثوية . هكذا جمع دافنشي بين الجنسين في رسمة واحدة لأنه دائماً ما كان يسعى للتوحيد بين الأنثىكما أنه يقال ان في هذه اللوحة كان دافنشي يجسد نفسه؛ لأنه كما عُرف عنه كان (لوطياً) فوجد علماء الآثار العديد من التشابهات بين شكلي دافنشي والوجه المرسوم في اللوحة.

اما بالنسبه إلى بعض العلماء فقد ظهر ان للموناليزا وجهين في شكل واحد حيث ترى الصوره سعيده عندما تكون سعيدا وحزينه عندما تكون حزينا جلب ليوناردو الصورة إلى فرنسا عام 1516 م واشتريت من قبل ملك فرنسا فرنسيس الأول وضعت الصورة اولآ في قصر شاتوفونتابلو ثم نقلت إلى قصر فرساي بعد الثورة الفرنسية علقها نابليون الأول بغرفة نومه.

واللوحة تعرض حاليا في متحف اللوفر في باريس فرنسا وفي عام 1911 م استطاع شاب فرنسي يدعى بيروجى كان يقوم بترميم بعض اطارات الصور بالمتحف أن يسرق الموناليزا ويخفيها لديه وبعد عامين، أى في عام 1913 م، باعها لفنان إيطالي هو ألفريدو جيري الذي ما أن رآها وتأكد أنها موناليزا دا فينشي الأصلية حتى أبلغ السلطات الإيطالية التي قبضت على اللص وأودعت اللوحة في متحف بوفير جاليرى.

فرح الإيطاليون كثيرا بذلك ولكن لمّا علمت فرنسا بالأمر دارت مفاوضات عبر القنوات الدبلوماسية بينها وبين إيطاليا، وكادت العلاقات تنقطع لولا أن فرنسا استطاعت أن تُرغم إيطاليا على إعادة اللوحة لها ومعها السارق وكان يوم محاكمة بيروجي يوما مشهودا، حيث تسابق كبار المحامين بباريس للدفاع عنه وقد ذكر بيروجي في معرض الدفاع عن نفسه أن الدافع على سرقة الموناليزا هو أنه كان يحب فتاة تدعى " ماتيلدا حبًا شديدًا, لكنها توفيت بعد معرفة قصيرة بينهما, وعندما شاهد الموناليزا باللوفر وجد فيها ماتيلدا حبيبته, فقرر سرقتها. وقد صدر الحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد فقط

يجمع كثير من المراقبين على أن تركيا خسرت الكثير جراء الانتكاسة التي منيت بها ثورات الربيع العربي خاصة في مصر سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الاقتصادي.

ويرى هؤلاء أن إبعاد الإخوان المسلمين عن السلطة مؤخرا في مصر شكل ضربة كبيرة لطموحات تركيا في ترسيخ موقعها في المنطقة العربية نظرا للقواسم المشتركة التي تجمع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بأحزاب الاسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين.

وكانت الاستثمارات التركية في مصر قد نشطت بصورة واضحة في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ، وبفضل التشجيع المباشر من رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ومرسي وصل حجم الاستثمارات التركية في مصر إلى قرابة (ثلاثة مليارات دولار) خلال أقل من عام واحد.

لكن كل ذلك يبدو الآن وقد ذهب أدراج الرياح بعد الموقف الجديد من الحكومة التركية تجاه الحكم الجديد في مصر.

كما تشهد العلاقات بين تركيا ودول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية حالة من البرود بسبب وقوف تركيا ضد الاطاحة بمرسي.

وفي سوريا لا يبد الوضع مختلفا كثيرا فقد خسرت تركيا الكثير بعد أن وصلت العلاقة بينها وبين النظام السوري إلى ما يشبه القطيعة، ففي مرحلة ما قبل الثورة السورية وصل التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى أوجه واستخدمت تركيا حدودها الممتدة مع سوريا والتي يصل طولها إلى حوالي 900 ألف كيلومتر كجسر للاقتصاد التركي إلى دول الخليج وكل ذلك أيضا يبدو وقد ذهب أدراج الرياح.

كما ان علاقة تركيا بالعراق بلغت مستوى غير مسبوق من درجة التوتر بسبب الموقف مما يجري في سوريا بعد سيطرة الاحزاب الشيعية على حكم العراق.

لكن صانعي السياسة الأتراك يرون إنهم سيواصلون سياستهم في سبيل إعادة ما يصفونه بالحكم الشرعي في مصر متمثلا في حكم الإخوان المسلمين ودعم الشعب السوري لاستكمال ثورته ويؤكدون دوما على أنهم يقفون بجانب الشعوب من أجل تحقيق حريتها وديمقراطيتها.

برأيك

هل خسرت تركيا من الانتكاسة التي مني بها الربيع العربي؟

كيف تقيمون خسائر تركيا إن كانت هناك خسائر على المستويين السياسي والاقتصادي؟

إلى أي مدى يتسق موقف الحكومة التركية مع مواقف القوى الغربية تجاه ما يحدث في مصر وسوريا؟

وهل تعيد تركيا النظر في سياساتها ومواقفها الحالية؟

قتل أكثر من 20 شخصا على الأقل وأصيب نحو 150 آخرين بجراح في انفجارين انتحاريين استهدفا مبنى السفارة الإيرانية في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت.

وبعيد ذلك أعلنت كتائب عبدالله عزام، وهي جماعة جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم. ونقل عن أحد أعضائها البارزين قوله إن الكتائب ستواصل عملياتها ضد حزب الله ما لم يسحب مقاتليه من سوريا.

ويشارك حزب الله، المدعوم من ايران، بمئات المقاتلين الى جانب قوات الحكومة السورية في صراعها ضد مسلحي المعارضة المدعومين من قوى خارجية وإقليمية. وقد تمكنت القوات النظامية - التي تسعى حاليا إلى قطع إحدى طرق الإمدادات المهمة المتبقية للمعارضة المسلحة عبر الحدود اللبنانية - بدعم من مقاتلي حزب الله من تحقيق نصر استراتيجي في القصير، القريبة من الحدود مع لبنان، في شهر يونيو/حزيران الماضي وانتزاع مناطق وبلدات كان تخضع لسيطرة مقاتلين جهاديين يرتبطون بتنظيم القاعدة.

وحملت الخارجية الإيرانية إسرائيل المسؤولية عن الهجوم. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني "ان العملية مؤشر على يأس ما وصفه بالنظام الصهيوني والجماعات الإرهابية المصطفة إلى جواره". وشدد على أن إيران ستواصل دعمها لما سماه جبهة المقاومة في الشرق الأوسط. إلا أن اسرائيل سارعت الى نفي أي ضلوع لها في الهجوم.

وفي بيروت وصف نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني المنصرف الهجوم بأنه "عمل إرهابي جبان يهدف الى إثارة الوضع في البلاد واستخدامها ساحة لايصال بعض الرسائل".

كما أصدر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بيانا قال فيه إن من اللازم اعتبار الهجوم "حافزا للنأي بلبنان عن الحرائق المندلعة في محيطه وحماية مواطنيه من أخطار التدخل العسكري في سوريا". ودعا الى تحكيم العقل في "هذه الأوقات العصيبة".

وقد أدى الصراع في سوريا، الذي دخل عامه الثالث، إلى ارتفاع حدة التوتر الطائفي في لبنان وتعقيد الوضع السياسي الداخلي أكثر فأكثر. وثمة مخاوف بين القوى السياسية اللبنانية من تداعيات هجوم اليوم.

فمنذ شهر مايو من العام الماضي شهدت مدن طرابلس في الشمال وصيدا في الجنوب اضافة الى العاصمة بيروت قتالا متقطعا بين جماعات مؤيدة وأخرى مناوئة للرئيس الأسد خلفت العديد من القتلى والجرحى. كما أسفر انفجاران في جنوب بيروت وثالث في طرابلس، الصيف الماضي، عن مصرع أكثر من 70 شخصا وإصابة 450 آخرين.

فإلى متى يستمر لبنان في دفع ثمن للحرب في سوريا؟

من المستهدف بالهجوم؟ طهران؟ حزب الله؟ لبنان؟

هل تحول لبنان الى ساحة لتبادل الرسائل بين القوى الاقليمية المتصارعة؟

وهل يتحمل السياسيون اللبنانيون مسؤولية في ذلك؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved