عاطف حسانين يكتب: أرادها محمدية وأرادوها ناصرية ونريدها ربانية

آخر تحديث: الخميس 7 أغسطس 2014 - 4:45 م بتوقيت القاهرة

هذا في نظري ما فعله السيسي وما فعله أصحاب المال وما نريده نحن شعب مصر

أرادها محمدية..فالنبي لم يكن أبدا كما قال شوقي حين قال الاشتراكيون أنت إمامهم، فالنبي لم يفعل ما فعله ناصر وأخذ مال الأغنياء غصبا ليعطي الفقراء، وأنا هنا لست بصدد تقييم تجربة الزعيم القائد الذي أحبه، فلكل تجربة وقتها وظروفها وأبعاد القرار فيها.

ولكني أؤمن أن ما فعله النبي كان مختلفا تماما فحضرة النبي غرس في نفوس صحابته وأتباعه وأنصاره بذور المحبة، فلما جاء فقراء المهاجرين إلى أغنياء الأنصار وجدوا قلوبا عامرة بالحب حتى إذا ما تنازل الرجل عن نصف ماله لأخيه، سارع بطلاق إحدى زوجاته ليتزوجها أخوه، بالحب.

النبي أقام مدينته على الحب، وعالج الفقر والعوز بالحب، تلك المحبة كانت أقوى الأسلحة في مواجهة الأنانية والانتصار للنفس والتغافل عن حقوق الآخرين فيما يرزقنا الله به. وهذا هو ما حاول أن يتلمسه السيسي، اتباع خطوة من خطوات الرسول فتكلم بالحب وطلب بالحب.

ولكن القلوب ليست كالقلوب يا سيدي. ولهذا جاء تصريحه "هتدفعوا يعني هتدفعوا" وهنا خرج للتجربة الناصرية لماذا؟ لأنهم أرادوها ناصرية بالقهر والإجبار والضرب بيد من حديد على يد الأغنياء لينال منهم شيئا للفقراء، وهذا تماما ما لا نريده نحن شعب مصر ولا نرضى أن نبني مصر به.

أردتها محمدية وأرادوها ناصرية ونريدها ربانية بأن تقيم الحق والعدل ودولة القانون، إن حقوق الشعوب المنهوبة لا تسقط بالتقادم، لا في قانون السماء ولا في قانون الأرض وهنا لابد وأن نفرق بين فئتين: فئة يستحقون أن نطلق عليهم "رجال أعمال"، وهؤلاء بنوا أنفسهم وعملوا بجد ووفقهم الله ورزقهم، ولا يحق لنا أن نأخذ شيئا منهم قهرا، بل نذكرهم أن للفقراء حق معلوم عليهم، وأن القانون في مجتمعات كثيرة ينظم هذا الحق المجتمعي ويقينا سيستجيبون.

وفئة أخرى باغية، سرقت ونهبت وتآمرت وتاجرت في قوت هذا الشعب وأرضه وصحته وكل شيء. هؤلاء هم من نريد الحق منهم سيادة الرئيس لقد كنت رئيسا لجهاز المخابرات العسكرية وتعلم ومن معك، من أخذوا الأراضي وبكم أخذوها وبكم باعوها وكم ربحوا نهبا لهذا البلد. تعلم من تاجر بالأقوات وسلب الأموال، أنت تعرفهم جميعا، فلم تطلب منهم التبرع، إذا أردت أن تكون بطلا بحق، محافظا على كرامة مصر بحق، فلتسترد لمصر وشعبها من هؤلاء كل الحقوق التي سلبوها من المصريين.

وأثق أنك إن فعلت ستحصل في صندوق "تحيا مصر" على أكثر مما تطلب. لا نريد أن تحيا مصر بأموال الصدقات، أو التبرعات، أو الهبات فلن تحيا مصر بهكذا طريقة، نريد لمصر مساهمات أبنائها، وحقوق شعبها من سارقيهم، وبمجهود أبنائها الأبرار الذين إن رأوا عدلا يقام، وحقوقا تعود سيضحون بكل شيء، بهذا فقط ستحيا مصر يا سيادة الرئيس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved