مصطفى أمير يكتب: محلب ثغرة للإرهاب في مباراة مصر والسنغال

آخر تحديث: الأحد 16 نوفمبر 2014 - 1:26 م بتوقيت القاهرة

كغيري من عشرات الصحفيين تلقيت دعوة من الاتحاد المصري لكرة القدم؛ لحضور مباراة المنتخب المصري والسنغال ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية، التي خسرتها الفراعنة، مساء السبت.

شاءت الأقدار أن أذهب متأخرًا مقارنة بموعد الذهاب لمثل هذه المباريات، حيث كانت في الساعة السابعة مساء وقد وصلت في السادسة أمام إستاد القاهرة، على أمل الدخول قبل بداية اللقاء.

من بوابة إلى أخرى، ظللت أتجول وأحد الأصدقاء الذي كان بصحبتي طوال الوقت، طوابير طويلة، وهتافات وأعلام وطبول، وحشود أمنية وجماهيرية أمام جميع المداخل.

أخيرًا وصلنا إلى أول باب يقودنا إلى مقصورة الدرجة الأولى، الأمر كان أشبه بالوقوف على طوابير أسطوانات البوتاجاز أو الخبز المدعم، زحام وتدافع وسيارات إسعاف وكَر وفرب بين الأمن ومشاغبين أرادوا الدخول عنوة.

ظل التدافع في الطابور الذي كان يتحرك وكأنها سلحفاة نصف ساعة تقريبا، ذقت فيها الأمرين، واشتممت رائحة الموت.

حتى وصلت إلى بوابة التفتيش الأولى، سقط أحد الأطفال مغشيا عليه بجواري، ثم الآخر، وتخيلت أنهما يتحايلان على رجال الأمن، حتى سقط الثالث، وزاد التدافع وتعالت الأصوات «الناس بتموت. افتحوا كل الأبواب يا ولاد الـ..».

شعرت من كثرة الزحام على باب لا تتعدى فتحته 100 سنتيمتر، ببداية حالة إغماء، أشعر بأن روحي ستزهق الآن، ودون شعور انهلت بالسباب والشتائم على المجندين: «افتحوا الباب»، معتمدا على عملي كمندوب لوزارة الداخلية، حينها شعرت بأني تعديت حدود الأخلاق، لكن لا حياة لمن تنادي.

مع تعال الأصوات فتحت الأبواب بعض الشيء ودخلنا دفعات كبيرة، على البوابات الإلكترونية، ومررنا بمرحلة التفتيش الثانية.

بدأ البحث عن مدخل الدرجة الأولى، حالة من الفوضى، الآلاف يقفزون من على الأسوار- الجميع تعدى حدود الأخلاق دون شعور- الأمن الإداري يرفض فتح الأبواب، وبعد عناء شديد وصلت وصديقي، إلى مدخل الدرجة الأولى المنشودة.

على بعد خطوات من الأبواب الإلكترونية، دخلت سيارات التشويه والحراسة، إنه رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الداخلية، وكتيبة من المسئولين الكبار.

الجميع لا يشغله هؤلاء، بل يتطلع للحاق بالمباراة والمرور من هذا الزحام والتفتيش فبل الدخول إلى المدرجات.

فجأة دون مقدمات أو تفتيش أو السؤال عن التذاكر أو حتى أي شيء، الأمن فتح جميع الأبواب على مصرعيها، ووجدت نفسي وصديقي داخل المدرج ولم أصدق أنها النجيلة الخضراء، إحنا دخلنا كدا؟ مش ممكن أنا مش مصدق.

قررت بعدها أن أسأل أحد أفراد الأمن: لماذا فتحت الأبواب في اللحظات الأخيرة ودون تفتيش، فأجاب: إنت عايز رئيس الوزراء واللي معاه يشوفوا الزحمة دي كلها على الباب؟ ونطلع في الآخر مقصرين مع الجمهور.

وتابع: انت كمان مش عاجبك ده ولا ده؟ نفتشكم تزعلوا وندخلكم تتنططوا علينا؟

عزيزي فرد الأمن المكافح، ألا تعلم أن هذه اللحظة التي فتحت فيها جميع الأبواب هي التي ينتظرها الإرهابي الذي تبحث عنه؟ ألا تعلم أنه يرتب لمثل هذه اللحظات لكي يدخل مختبأ بحقيبة لا تعلم عدد ما تحمله من عبوات ناسفة؟ ألا تعلم أنك لو سألك رئيس الوزراء عن سبب الزحام سترد عليه قائلًا :أنا بشوف شغلي.

عزيزي المسئول عن حمايتي جميعنا قصرنا،. قصرت أنا والجمهور بأخلاقي وتطاولي على المجندين وقفزي من على الأسوار، وقصرت أنت بخشيتك من رؤسائك، لكن انظر أيهما من الممكن أن يودي بحياة المئات من البشر، وكن حذرا في لقاءات أخرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved