محيي الدين غريب يكتب: ملاحظات على رحلة الرئيس السيسي للأمم المتحدة - منبر الشروق - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 3:51 م القاهرة القاهرة 24°

محيي الدين غريب يكتب: ملاحظات على رحلة الرئيس السيسي للأمم المتحدة

نشر فى : الخميس 2 أكتوبر 2014 - 1:15 م | آخر تحديث : الخميس 2 أكتوبر 2014 - 1:15 م
رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي
رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي

مما لاشك فيه، أن بعثة مصر مؤخرًا للأمم المتحدة فى دورتها الـ69، قد نجحت بدرجة جيدة فى إعلاء أهمية دور مصر استراتيجيًا وتاريخيًا، فى وقت صعب كانت مصرفى حاجة ماسة له، بعد مرحلة عدم الأستقرار الأمني الذي مرت به ولا تزال.

ولأول مرة منذ عقود يفتخر المصريون حتى المعارضون منهم أمام العالم بهذا النجاح، الذى تمثل فى اختيار موفق من الرئيس لمستشاريه والعمل بروح الفريق، وتمثل فى الإعداد المتقن والنشاط الذي لازم البعثة منذ الساعات الأولى، ثم في العدد الكبير من المقابلات والاتصالات والاتفاقيات التي تمت بنجاح.

وبالطبع سيكون لكل ذلك تداعيات إيجابية على العلاقات مع العالم الخارجي في حالة المتابعة الجيدة الجادة من المسؤولين في مصر.

وكان من الملاحظ الحساسية الزائدة في الإعلام الرسمي لأي انتقاد للرئيس، والمبالغة في ردود الأفعال والتطبيل والمزايدة، ما يدعو للقلق من أن يعود الإعلام إلى عادته القديمة (ربما لإخفاق النظام في تطهيرالإعلام تطهيرًا كاملًا). وكان أيضًا التسرع في حصر نتائج الرأي العام الأمريكي في مظهرها وليس في مضمونها، ذلك المضمون الذي يتركز على جدية مسار التحول الديمقراطي في مصر، وضرورة التزام مصر الكامل تجاه محاربة "داعش".

جميع الدول المشاركة 190 دولة، بالطبع يشغلها ما حدث في مصر مؤخرًا منذ 30 يونيه، فحسب المعايير الديمقراطية فإن اشتراك المؤسسة العسكرية فى سياسة أي بلد يخرجها بالضرورة عن الطريق الديمقراطي، وإن تجربة مصر مع المؤسسة العسكرية لأكثر من 60 عامًا لم تكن بالطبع ديمقراطية، وأن الرئبس الذي أمامهم هو رمز من رموز المؤسسة العسكرية.

لذلك كانت فرصة هامة للرئيس السيسي أن ينوه في خطابه، موضحًا أن فترة حكمه الحالية فترة استثنائية حتى تستقر مصر أمنيًا، ويتم القضاء على الإرهاب، بعدها تتحول مصر إلى دولة مدنية.

مثل هذه المبادرة كانت لتطمأن العالم في الخارج على مستقبل مصر، وتشجعهم على المزيد من الاستثمار والسياحة، وتدحض ما يشاع عن مصر بخصوص حقوق الإنسان.

خبرة الرئيس السيسي في مثل هذه اللقاءات العالمية تعتبر جديدة، ومن المؤكد أنها ستصقل وتتحسن مع الوقت.

لذلك انتقدت بعض الردود فى المقابلات التلفزيونية، ويجب على مستشاريه أخذها في الاعتبار، وليس كما جاء تفسيرها في الإعلام المصري "بأنها قمة الدهاء وروعة المراوغة وما إلى ذلك".

فى المقابلات التى يديروها محترفون لرؤساء البلاد، لا يجدى فيها الاكتفاء بعدم الرد أو بالضحك أو حتى بالمراوغة ، لأن ذلك سيفسح المجال للتأويل والتفسير، حسبما يريد الإعلام لتوجيهها لأغراضه الخاصة.

يشاد للسيسى بأنه لم يستدرج للاشتراك بقوات أرضية لمحاربة "داعش" ، ويشاد له أنه لم يتسرع في الرد على خطاب أردوغا ن. والأهم أنه لم يتبنَ فى خطابه ظاهرة إرهابية بعينها، بل أدان جميع التطرف والعنف الذي يُرتكب باسم الدين، وفقط ألمح إلى الإخوان "بقوى التطرف والظلام التي تعتمد على العنف المسلح والإرهاب لتحقيق أهدافها".

وربما كان الأفضل أن يذكر أن مصر عانت من ويلات الإرهاب منذ 1928 بدلًا من 1920، حتى ترتبط هذه المعاناة بنشأة الإخوان في مصر.

يبقى ضرورة الحرص والتحذير من هؤلاء الذين يضللون الرئيس، المهوسون بصناعة نصف الإله ونظرية المؤامرة والقوى الظلامية، الذين يرددون أن مصر يجب أن تمضي في طريقها، بغض النظر عن رأي العالم الخارجي، وعن ما يتردد حول حقوق الإنسان. هؤلاء الذين لا يقبلون الرأي الآخر والمعارضة، الذين يعتبرون أن وطنيتهم أكثرمن وطنية الآخر، ويخونون كل مواطن يعارض الرئيس.

ضرورة هامة للتحذير من هؤلاء حتى لا نتحول من مرحلة التكفير إلى مرحلة التخوين.

تحيا مصر.

شارك بتعليقك