محمد الفاروق يكتب: احذروا الجراد السياسي - منبر الشروق - بوابة الشروق
الإثنين 12 مايو 2025 12:15 ص القاهرة

محمد الفاروق يكتب: احذروا الجراد السياسي

نشر فى : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:10 م | آخر تحديث : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:15 م
محمد الفاروق
محمد الفاروق

أحقا تحررنا آم إننا مازلنا عبيد أتعلمنا من الماضي أم أن المستقبل ما زال بعيد.. اهذا ما كنا نريده آم إننا ارتدينا لباسا جديدا قبل أن يأتي العيد قال لنا أسلافنا: إذا حلمت فاحلم بحرص علا أن يتحقق حلمك فكثيرا من الحقائق المفزعة بدأت بأحلام.

 

منذ ما يقل عن عام لو كنت سئلت مواطن مصري ما أول صفحة تتصفحها أو تقع عليها عينيك عند تصفحك للجرائد اليومية ستجد إن الإجابة ستنحصر في الصفحة الرياضية والحوادث وحظك اليوم.. أما الآن لو وجهت نفس السؤال ستجد إجابة مختلفة وستكون بكل تأكيد صفحة السياسة والسبب في هذا التغيير أن السياسة قد شملت كل شيء ففي صفحة السياسة سنصطدم بالحوادث السياسية على جميع أشكالها الإجرامية وسنشاهد الرياضة وما يحدث من تشجيع سياسي للعبة السياسة ونتفاءل ونتشاءم مع حظك السياسي إن تم أو لم يتم إقرار قانون العزل السياسي مصر كلها أصبحت حوادث سياسية وألعاب سياسية وتوقعات سياسية.

 

بلبلة وتخبط نعيش فيه الآن في مصر أصوات متعالية هتافات هنا وهناك يافطات مرفوعة فوق الأكتاف في كل الميادين والطرقات.. فيها ما يطالب بإسقاط المجلس العسكري وفيها ما يطالب بوضع جدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين وفيها غير هذا وذاك ويطالب ببقاء المجلس والجيش كما هو معتبرين انه أقوى الضعفاء والذي ما زال قادرا على إدارة شئون البلاد في ظل هذا التشرزم المجتمعي وهناك من هم في وادي آخر ويرفعون يافطات الحد الأدنى للأجور وكأنهم من بلدا آخر غير مصر.

 

عجبا لنا اختلفنا في حريتنا وكنا على قلب رجل واحد وقت عبوديتنا ويا ليته اختلافا لا يفسد للود قضية وإنما اختلافا أحبط من همم الأغلبية بل وأضاع القضية نفسها.

 

وما يجعلني حائرا واشعر بمرارة الحسرة في حلقي إننا عندما نشاهد الأحداث من بعيد وبذهن صافى وخالي من التعصب نجد أن لسان حال الجميع للمجلس العسكري والقوات المسلحة المقولة القائلة "لا بحبه ولا قادر على بعدة" وذلك لأنه وعلى الرغم من اختلافنا والذي قد وصل إلى حد الاحتقان إلا إننا جميعا وعلى اختلافنا بداخلنا اتفاقا وشعورا مشترك وهو أن أماننا مقترن بالمجلس العسكري والذي هو يقود القوات المسلحة ويدير شئون البلاد.

 

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إن بداخل كل مصري متفق أو مختلف مع المجلس يافطة من نوعا آخر مكتوب عليها "احذر منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير" فإسقاطها يعنى إسقاط مصر بل وإسقاط المنطقة العربية بالكامل وهذا بالطبع بعيدا عن الخطوط الحمراء أو أي ألوان أخرى.

 

وما يجعلني على يقين من ذلك انه لا يوجد إجماع أو اتفاق على عدم الثقة في المجلس أو القوات المسلحة وإلا لماذا لم تستطع أي جهة أو حركة أو ائتلاف حشد الشعب والاعتصام مرة أخرى في ميدان التحرير أو غيرة من الميادين لإسقاط المجلس العسكري كما تم إسقاط النظام السابق.

 

إذن فلماذا لا نتخذ من هذا الاتفاق والشعور المشترك محورا للنقاش ومحاولة الوصول إلى حل وسط يرضى جميع الأطراف حتى تهدأ ميادين مصر ونستطيع النظر ولو بعين واحدة إلى المستقبل والعين الأخرى تترقب خطوات المجلس العسكري.

 

أيها المواطنون احذروا فإني أرى شمس مصر قد أوشكت على المغيب بعد سطوعها يوم 25 يناير والسبب في ذلك أن هناك غمامة من أسراب الجراد السياسي الغاشم تحوم في سمائها تعتمها تدريجيا وبكل أسف ستأتي على الأخضر واليابس وستقضى على الجميع الوطني والخائن الثوري والبلطجي الكل سيسقط بين أفكاك هذا الجراد السياسي وسنلتهم جميعا إن لم نتصدى له وبكل قوة وسلاحنا في التصدي له سيكون ثقتنا في المولى عز وجل وإننا سنتخطى هذه المرحلة المترهلة بالإرادة والاتفاق.

 

يا ثوار مصر يا أحزاب مصر يا صانعي القرار في مصر أي كان انتمائكم أو حماسكم يجب أن تعرفوا جميعا أن للمحارب استراحات فلما لا نأخذ استراحة واحدة من استراحات المحارب بكامل معداتنا وأسلحتنا ونعقد هدنة مع أنفسنا لا مع عدو لأننا جميعا مصريين ونعيد ترتيب أوراقنا وخططنا من اجل الحفاظ على هذا الوطن من المجاعة السياسية التي كنا نعيشها من قبل والتي سيتسبب فيها الجراد السياسي من جديد.

شارك بتعليقك