نشأت عبد العليم النادي يكتب: فل - منبر الشروق - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 11:14 م القاهرة القاهرة 24°

نشأت عبد العليم النادي يكتب: فل

نشر فى : الجمعة 6 يناير 2012 - 10:40 ص | آخر تحديث : الجمعة 6 يناير 2012 - 10:44 ص
25 يناير تصوير: أحمد عبد اللطيف
25 يناير تصوير: أحمد عبد اللطيف

جمعتهم مصالحهم الشخصية فلاً فلاً، فكانت المادة اللاصقة التي كونت منهم قالب الفلين الهش، خيم خيال ظلهم على المشهد فأصبح لا يرى إلا هو ولا ينظر إلا إليه، أحاط قالب الفلين آلة البطش والتنكيل التي عملت بكل طاقتها فكان المتكأ الذي تستند إليه.

 

وكان الغطاء الذي وارى خلفه عمليات الفرم والتقطيع والسحل التي تمت على أعين كل فل منهم، يتغذي كل منهم على مشهد سحق العظام ومص الدماء المعتاد فينتفخ وينتشي ليزيد ...حجمه وتزيد هشاشته.

 

حين انتهت صلاحية الآلة وزغمتها أشلاء ضحاياها بعد أن قاومت التقطيع والتنكيل حدث ما لم يكن للفلول في الحسبان، زاد الضغط وتولدت الحرارة، وتوقفت الآلات، انفجرت قطعاً تتطاير نحو قالب الفلين، مزقته، فككت جزيئاته، شرذمت حباته فلا فلا.

 

حاول كل فل استخدام أولى صفاته ليفل ويهرب، تطاير الفلول مع الريح وجرفتهم الموجات العاتية، كلما أرادوا الرسو أقصتهم أفواه الناس نفخا وبصقا وتفلا حتى استقر بهم المقام إلى قرار مزبلة التاريخ، فأصبح القرار بيد الصبية مفندوا أكوام القمامة، إما أن يجمع من يصلح منهم ليعاد تصنيعه وتدوس أقدامهم الباقي، وإما أن يجمعوا جميعا في قفة واحدة ليحرقوا فتأكل النار الجميع.

شارك بتعليقك