الدكتور محمد إبراهيم الدسوقي يكتب: الديمقراطية هى.. أن أفوز أنا - منبر الشروق - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 10:46 م القاهرة القاهرة 24°

الدكتور محمد إبراهيم الدسوقي يكتب: الديمقراطية هى.. أن أفوز أنا

نشر فى : الأحد 8 يناير 2012 - 5:40 م | آخر تحديث : الأحد 8 يناير 2012 - 5:48 م
التصويت في الانتخابات البرلمانية
التصويت في الانتخابات البرلمانية

هناك تساؤل يلح على يحمل فى طياته هموم ومخاوف كبيرة من إمتحان الديمقراطية الحالى فى الإنتخابات البرلمانية والإمتحان الذى يليه فى انتخابات الرئاسة والذى دخلناه جميعا - هل ذاكرنا جيداً لكى ننجح؟؟ وهل نسعى للديمقراطية بحق؟؟

 

إذا جرت الإنتخابات فى جو من النزاهة والحيادية ثم نجح من لانريده أو من لم نعطه صوتنا ولكن أعطاه غيرنا أصواتهم - وهذا حادث لامحالة فكل المؤشرات تؤكد أن الفائز فى الإنتخابات البرلمانية أو الرئاسية لن يفوز بأغلبية كاسحة بل ستكون فى حدود 60% تزيد أو تنقص ليس هذا هو المهم -إنما المهم ماذا سيكون موقف ال40% من الناخبين وهؤلاء قد يزيدون عن 10 مليون ناخب- وستذهب أصواتهم للطرف الخاسر.

 

والسؤال هنا - هل سيرضى هؤلاء بالنتيجة وهل سينجحون فى إمتحان الديمقراطية العسير أم سيعترضوا ويعتصموا ويتظاهروا؟؟

 

وهنا تذكرت عبارة طريفة شاع إستخدامها فى مصر وهى "يافيها ياأخفيها " -هذه العبارة تُستخدم من قِل أى شخص لايعجبه قرار الأغلبية وغالباً ماتكون فى اللعب – فعندما يٌطلب من الشخص أن ينتظر دوره فى اللعب ولايعجبه ذلك فيستخدم سطوته ويفرض على الجميع منطقه الفوضوى ويضرب بعرض الحائط رأى الأغلبية وفى الكثير من الأحيان ينجح فى ذلك.

 

إذا حدث مثل ذلك - وهذا وارد - فسننزلق إلى هوة سحيقة من الفوضى - وسيجد الرئيس المُنتخب ومؤسسة حكمه أنفسهم فى مأزق خطير.

 

لابد لنا أن نتوقع ونستعد لمثل هذا السيناريو فهناك من لايريدون الخير والرقى لهذا الوطن من داخله ومن خارجه – ولذا أعتقد أنه من الضرورى عقد ميثاق شرف بين المرشحين والقوى السياسية ولامانع أن يأخذ شكلاً قانونياً وإعلامياً واضحاً - وبمقتضاه يتفق كل المرشحين والقوى السياسية على التسليم بالنتيجة مسبقاً - وينصاعوا لما تسفر عنه النتائج - حتى لو كانوا كارهين.

 

ولا مانع مثلاً من تصميم إستمارة الإنتخاب وخاصة فى إنتخابات الرئاسة بحيث تٌذيل بإقرار يحتوى على الأتى:

 

"أقر أنا الموقع أدناه أننى أقبل بنتيجة الإنتخابات وأنصاع لرأى الاغلبية وألتزم إلتزاماً كاملاً بما ستفرزه صناديق الإقتراع - واذا إنتابنى أى شك فى النتيجة فليس أمامى سوى القضاء فقط الجأ اليه ليحكم فى ما أقدمه من أدلة تدعم شكوكى".

 

هنا لن يستطيع أى شخص أوحزب أوكتلة أن يعترض بطريقته الخاصة فى التظاهر أو الإعتصام بل عليهم اللجوء للقضاء والقضاء فقط.

 

ويجب على المرشحين للرئاسة إذا كانت مصر ورقيها ورفعتها هو هدفهم – عليهم أن يُرسخوا هذه الفكرة عند مؤيديهم ويدعوهم لإحترام هذا الميثاق حتى لو كانت النتيجة على غير هواهم.

 

وليعمل الجميع يداً بيد مع الفائز لرفع شأن هذا الوطن - وليرمى كل المرشحين الخاسرين طموحاتهم الشخصية وراء ظهورهم - ويبذلون كل ماكانوا ينادون به لمصر - حتى يحين موعد الإنتخابات التى تليها علهم يفوزون فيها إذا إمتد بهم العمر.

 

وهنا أهيب بكل من رشح نفسه أو من سيدلى بصوته – أن يحترم الرآى الآخر - مثلما يريد لنفسه – أن يحترم رأيه الأخرون - وأن يكون مقتنعاً بفكرة التسليم برأى الاغلبية والأنصياع لها مهما كانت - فهذه أولى أبجديات الديموقراطية والشورى – ولنا فى الإمام الشافعى قدوة نقتدى بها حين قال:

 

«رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب»

 

وأحب أن أذكرهم أيضا بقول مكرم عبيد وهو أحد مفكري مصر الكبار:

 

"إن الذي ينتصر على غيره قوي،لكن الذي ينتصرعلى نفسه أقوى"

 

فهل سننتصرعلى أنفسنا أم سينزغ لنا الشيطان وينتصر علينا؟

 

هل سنقول أن الديمقراطية هى: "أن نفوز نحن"

 

وإذا خسرنا فسنقول "يافيها يانخفيها"

 

سنرى!!

 

وعلى الله قصد السبيل

 

10/12/2011

شارك بتعليقك