خيري منصور: أبحـــــث عن رئيــــــس - منبر الشروق - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 8:39 ص القاهرة القاهرة 24°

خيري منصور: أبحـــــث عن رئيــــــس

نشر فى : الخميس 8 مارس 2012 - 11:10 ص | آخر تحديث : الخميس 8 مارس 2012 - 11:13 ص
على مدار أكثر من سنة وأنا أراقب ويحذونى الأمل أن يستعيد المصريين كرامتهم المفقودة على مدار عقود طويلة لا أعرف كيف أحصيها
على مدار أكثر من سنة وأنا أراقب ويحذونى الأمل أن يستعيد المصريين كرامتهم المفقودة على مدار عقود طويلة لا أعرف كيف أحصيها

ارفع رأسك فوق أنت مصرى..

 

جميع المصريين على اختلاف أطيافهم كانوا يهتفون على قلب رجل واحد هذا الهتاف الذى أعاد لنا العزة والكرامة مع ثورة 25 يناير، كنت أشعر بالعزة والفخر وأن دماء الحرية تجرى فى عروقى شأنى شأن كل مصرى على هذه الأرض الضاربة فى أعماق التاريخ.

 

وعلى مدار أكثر من سنة وأنا أراقب ويحذونى الأمل أن يستعيد المصريين كرامتهم المفقودة على مدار عقود طويلة لا أعرف كيف أحصيها ولا من المتسبب الحقيقى فى إهدار هذه الكرامة التى هى أغلى ما نملكه على الرغم أن الله وهبنا من خيرات الدنيا ما يجعل كرامة المصريين فى أفضل حالاتها.

 

استيقظت على مفاجأة مدوية كسرت نفسى وجعلتنى استيقظ من الحلم الجميل الذى كنت أشعر أنه قريب جدا عندما شاهدت المواقف العنترية لوزيرة التعاون الدولى مدعومة بالمجلس العسكرى حاملين راية الكرامة المصرية فى وجه الأمريكان وما أدراك ما الأمريكان فى حياة المصريين منذ معاهدة كامب ديفيد.

 

كنت أرى تمثيلية سخيفة اسمها منظمات المجتع المدنى والتمويل الأجنبى وخرائط تقسيم مصر وكل الأدلة موجودة وتم تقديم الأمريكان للمحاكمة، كنت أضحك فى نفسى وأتصور أن هناك مفاجأة سيخرج على أثرها الأمريكان.

 

ولكن لم أكن أتصور أن يكون خروجهم بهذا المشهد المخزى الذى انبطحت فيه مصر بأكملها على وجهها تحت حذاء الأمريكان الذين يملكون جميع وسائل تركيعنا، لا أعرف على وجه التحديد من صاحب هذه الفكرة الغبية.

 

ونحن لا نملك أى وسيلة نقاوم بها الأمريكان ونقول لهم نحن دولة ذات سيادة وذات كرامة لا نملك وسيلة ضغط واحدة حتى نستطيع أن نقف أمامهم وهكذا عدنا إلى نقطة الصفر لنعرف حجمنا الحقيقى على أرض الواقع بلا تزييف.

 

الآن من حقى كمواطن أن أبحث عن رئيس يقود مصر يعرف فى المقام الأول معنى اسم مصر ويعلم أن الله كرمها فى كتابه العزيزخمس مرات كما تم تكريمها فى الإنجيل ما يقرب من أربعين مرة أى أننا أمام بلد لها قدسية عند رب العالمين.

 

هذا البلد الذى نشر العلم فى كل المجالات على يد أجدادنا الفراعنة ولا يزال العالم مبهورا حتى الآن بما حققوه وقت أن كان الظلام يعم كل أرجاء العالم، هذا البلد الذى يشهد التاريخ على عظمته وكبرياءه، لا يمكن أن يكفى مقال أو ألف مقال فى تعديد مزايا مصر العظيمة.

 

لذلك من حقى كمواطن مصرى عاش فى الغربة ورأى كرامة المصريين تتبعثر ويتم إهانتها بالذات دون جميع الجنسيات، وحتى عندما أكون داخل بلدى أجدنى منزوع الكرامة وهذا ليس كلام مرسل أو مجرد حماس.

 

ولكنى كنت أرى الكرامة تهدر والسفارة لا تحرك ساكنا أمام أى مشكلة أو أى إهانة تحدث لمصرى وأكثر شىء تفعله السفارة هى أن تطلب من المصرى الضعيف الذى ليس له من يحميه أو يسأل عنه سوى أن تطلب منه الذهاب لمن حدث معه المشكله ومحاولة تسويه الأمر بشكل ودى فى حين أرى سفارات دول أخرى لا نسمع عنها شىء.

 

وليست فى قيمة وعظمة مصرأن تقيم الدنيا من أجل مواطن حدثت له أى مشكله وتتخذ من الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار ما حدث مرة أخرى هذا ما يحدث فى الخارج أما ما يحدث فى الداخل فحدث ولا حرج.

 

وكلنا نعرف كيف يتم معاملة المصرى على أرضه وكيف أصبح المصريين درجات حتى سمعنا لفظ أصبح يتكرر لدرجة أنه أصبح نوع من أنواع الحصانة لمن يتحدث حتى لو كان ماسح أحذية مع احترامى لأصحاب هذه المهنة (أنت مش عارف بتكلم مين).

 

الهدف الأساسى لى كمواطن مصرى أن يأتى رئيس على رأس أولوياته كرامة المصريين وأنا أعلم أنه ليس لديه عصا موسى فهو يتسلم كرامة شعب أهدرت بشكل ممنهج على مدار عقود طويلة.

 

لا أريد أن يأتى رئيس حنجورى يشعل حماسنا بخطب رنانة عن مصر وعظمة شعبها ثم افاجأ به يجعلنا كقطيع الحيوانات نساق بالعصى، أريد رئيس يضع بذرة الكرامة بهدوء وبلا انفعال وعلى مدار سنوات ويكون لديه القدرة على المواجهة والمصارحة، بما يستطيع تحقيقه ولا يسعى أبدا لأن يستخدم الإعلام ليجعل منه رئيسا لا يُشق له غبار ولا يقف فى وجهه أحد ويُرعب العالم بكلمة، لأننا شبعنا من هذا الكلام ولم يعد ينطلى علينا والشعب المصرى يملك من الوعى والفراسه والتمييز ما يستطيع به كشف مدى صدق أو كذب من يخاطبه.

 

إذا وجدت هذا الرئيس فأنا لست قلقا على مصر ومستقبلها، لأن مصر مليئة بالخيرات وبرجال ونساء وشباب وعلماء ينتظرون لحظه البناء الحقيقى لمصر ومتى شعر الإنسان بكرامته فى بلده مصر التى هى أغلى من عيوننا سنعبر ونتقدم لآفاق بعيدة، لأننا بلد لا ينقصها شىء سوى رئيس مصرى وطنى وضمير حى.

 

من وجهة نظرى الشخصية أرى اثنين من المرشحين لرئاسة الجمهورية يستحقون أن ندعمهم وأتمنى أن يكون واحد منهم الرئيس والآخر نائبه، لأنهما يملكان تاريخ نضالى طويل ولهم مواقفهم المشرفة ويحبان مصر حتى النخاع وسامحونى لا أستطيع البوح بأسمائهما الآن.

 

هيا نبحث معا عن رئيس

شارك بتعليقك