مصطفى أبو سليم: سباق الرئاسة أم رئاسة السباق - منبر الشروق - بوابة الشروق
الجمعة 3 أكتوبر 2025 5:27 ص القاهرة

مصطفى أبو سليم: سباق الرئاسة أم رئاسة السباق

نشر فى : الإثنين 9 أبريل 2012 - 12:55 م | آخر تحديث : الإثنين 9 أبريل 2012 - 1:02 م
هؤلاء هم المرشحون وتلك هي الثورة لا يوجد اتساق ولا ترابط بين ثورة قامت ومرشحين للرئاسة لا ينتمون لها
هؤلاء هم المرشحون وتلك هي الثورة لا يوجد اتساق ولا ترابط بين ثورة قامت ومرشحين للرئاسة لا ينتمون لها

منذ اندلاع الثورة ونحن نتعامل مع المجلس العسكري علي أنه مجلس مكون من جنرالات تجلس داخل ثكنات عسكرية ولا تعرف شئ عن السياسية ولا تتابع مجريات الاحداث، لقد تناسينا ونسينا أن هذا المجلس هو الذي يدير المخابرات الحربية وجهاز الشئون المعنوية كما يقوم بإدارة شئون البلاد وهو الرئيس الفعلي لجميع مؤسسات الدولة ومنها جهاز المخابرات العامة.

 

الجميع ظل يردد ويتحدث عن جهل المجلس بممارسة السياسة ونسينا عن قصد أن ما نتحدث عنة هو مجلس يدير شئون جمهورية مصر العربية، الدولة التي تشكل ثقل اقليمي ودولي كبيرين، تناسينا أن هذا الثورة بإمكانها أن تغير الموازين ليست في المنطقة وفقط بل موازين العالم بأثره، ثورة تهدد الهيمنة الأمريكية علي الشرق الأوسط، والاستقرار الأمني والاستراتيجي الإسرائيلي إضافة إلي ممالك الخليج، لا أريد هنا أن أبالغ في مدى فهم وبراعة العسكري، ولكني أريد أن أتحدث عن قوة وعظمة أجهزة مخابرات من الممكن ومن المتوقع اشتراكها في وضع خطط محبكة للقضاء واحتواء أو علي الأقل إفراغ الثورة من محتواها.

 

فلو نظرنا وحاولنا أن نحلل الأسماء التي قدمت أوراق الترشيح للجنة العليا للانتخابات والنظر لفرص الفوز لكل منها ،سنجد جلياً مدي الجهد المبذول من قبل المجلس العسكري للوصول لتلك التوليفة من الأسماء، فقد أغلق اليوم باب الترشيح، بعدما تقدم للجنة العليا للانتخابات إحدي وعشرين مرشحاً يتسابقون للفوز بكرسي الرئاسة، لن أتحدث عن جميع المرشحين ولكن لنتحدث عن أهم الأسماء التي سيكون لها ثقل في السباق الرئاسي.

 

لدينا المرشح الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، المهندس خيرت الشاطر الرجل الأقوي داخل الجماعة، لدي الرجل مجموعة من العقبات، أولها الانقسام الذي حدث داخل الجماعة بسبب قرار ترشحة، إضافة إلي كونه مرفوض من المجتمع المدني وليس له رصيد لدى المواطن العادي، إما مشكلته الكبري أن في مصر ثورة قامت من أجل القضاء علي هيمنة الحزب الواحد (محليات - مجلس شعب - شوري - حكومة - رئاسة) وامتزاج المال بالسياسية، وهو المرشح الوحيد الذي يجسد المشكلتين، فهو رجل الأعمال الذي لمع اسمه في فترة من الفترات وهناك من يصفة بالمسئول عن تشغيل واستثمار أموال جماعة الإخوان المسلمين، كما أنه المرشح الرسمي للجماعة مؤسسة حزب الحرية والعدالة، الحزب الذي يمتلك الأغلبية داخل السلطة التشريعة (شعب وشوري) - وقريبا سيشكل الحكومة السلطة التنفيذية وتنافس بقوة علي منصب الرئاسة وبعد الرئاسة ستنافس للفوز بالمحليات.

 

في النهاية نجد أن الشعب المصري مصاب الآن وأكثر من أى وقت مضي بعقدة الحزب الواحد وغير مستعد لتكرار نفس التجربة حتي لو كان هناك فرص لنجاحها، قد يكون الشكل مختلف، قد تكون الجماعة أكثر نقاء من الحزب الوطني، قد يكون هذا جائز في السياسة، ولكن لا أعتقد أن العقل الجمعي للمصريين سيقبل هذا الشكل مرة ثانية.

 

لدينا أيضا الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، في سابقة لم نعهدها من جماعة الإخوان المسلمين، وهي الزج بمرشحين لمنصب واحد، كما أن هذه الظاهرة تعزز فكرة الانقسام الذي حدث داخل الجماعة بسبب فكرة طرح مرشح للرئاسة فالجماعة تحاول تقليل أصوات أعضاء الجماعة التي ستذهب للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كما أنها تريد أن تقول للري العام أن الجماعة منفصلة عن الحزب والحزب يريد أن يبرهن عن انفصاله عن الجماعة في مناورة سياسية - أعتقد انها لن تجدي نفعاً - فالجماعة تعلم أن هناك احتمالات لهزيمة رجلها الأقوي ووقتها لا تريد أن تخسر كل شئ ففي حالة فوز الشاطر يحتاج الحزب أن يبرر أنه ليس الحزب الواحد وأن الحزب منفصل عن الجماعة بدليل أن الحزب له مرشح وفي حالة هزيمة الشاطر تريد الجماعة أن تحافظ على المكاسب التي حققها الحزب فى الانتخابات النيابية الأخيرة فالموضوع مناورة سياسية ليس إلا.

 

سيكون العسكري رابح في الحالتين، فوز أو هزيمة الشاطر، ففي حالة فوز الشاطر سيكون لدي العسكري فرصة كبيرة للخروج الأمن من السلطة، إضافة إلي أن الرجل يميل إلي المنهج التقليدي فهو يخشي الثورية في الأداء ويرفض التغير الجذري ويميل إلي تحويل الثورة إلي حركة إصلاحية سواء أن كانت متسعة أو ضيقة، وهذا ما يتماشي مع طبيعة العسكري.

 

كما أن المجلس العسكري قادر علي سحب البساط من تحت قدم الشاطر، في حالة ما إذا قرر الرجل أن يختلف ووقتها سيسهل علي العسكري افتعال أزمات عديدة ومن ثم تصدير للرأي العام أن تجربة الحزب الواحد فاشلة وأن الإخوان المسلمين هم الوجهة الأخر للحزب الوطني ومن ثم ينبغي القضاء عليهم.

 

كما أن هناك بعض العقبات القانونية التي يستطيع العسكري تحريكها للاطاحة بالشاطر في حالة الاختلاف -عقبات خاصة بالقضايا القديمة التي إدين فيه الشاطر في ظل حكم المخلوع مبارك- أما في حالة هزيمة الراجل سيكون الرابح الأكبر، فوقتها سيثبت لكل من رفض فكرة طرح مرشح رئاسي من الجماعة انها كانت الفكرة الاصوب ومن ثم سيحدث مشكلات وخلفات قوية بين من طرح الفكرة ومن أعترض عليها منذ البداية وسيزيد الانشقاقات والاضطرابات داخل الجماعة ثم بعد ذلك سيوجة العسكري الضربة القاضية للجماعة وهي حل مجلس الشعب والشوري بحكم قضائي وسيقوم بالتهليل لاستقلال القضاء ونزاهته وعلينا أن لا ننسي أن جماعة الإخوان رصيدها لدي الشارع منذ قرار ترشيح الشاطر للرئاسة أصبح علي المحك مما سيجعل قرار حل المجلسين ليس في نفس درجة الصعوبة لو تم الآن.

 

لدينا اللواء عمرو سليمان (نائب الخلوع)، الفريق أحمد شفيق (رئيس وزراء المخلوع)، عمر موسي (وزير خارجية المخلوع). الهدف من ترشيح هذا الثلاثي واحد ولكن يختلف من شخص لأخر يحتاج المجلس العسكري أن يصدر للمجتمع الدولي فكرة نزاهة الانتخابات كما سيكون هناك حالة استقطاب كبيرة جدا في مرحلة الإعادة، لأن انتخابات الرئاسة لن تحسم في المرحلة الأولي.

 

فالمجلس العسكري يحتاج أحد هذه الوجوه في حالة ما إذا حدث أي تغير في الاتفاقات أو التوازنات في أي وقت مع فصائل بعينها فعلي سبيل المثال من الممكن أن تحسم الإعاة بين عمرو سليمان وخيرت الشاطر فإذا كان الاتفاق مع جماعة الإخوان يسير علي الوجة الصحيح أو بالأدق في مصلحة المجلس فوز الشاطر سينجح وسيضطح للجميع مدي نزاهة الانتخابات وحياد العسكري وفي حالة ما إذا كانت الإعادة بين عمر موسي وخيرت الشاطر والأمور لم تكن تسير في الاتجاه الصحيح بين الجماعة والعسكري سيكون هناك فرص أكبر للمجلس العسكري للتزوير - للتزوير أشكال عدة غير تسويد الاستثمارات - لصالح عمر موسي ووقتها لن يكون ردة الفعل قوية داخل الشارع فالتزوير لن يكون فج لأن القوي المدنية والليبرالية لن تصوت لخيرت الشاطر وبتالي سيكون هناك حالة من التوازن حتي لو كان خيرت الشاطر متقدم.

 

وفي حالة فوز عمرو سليمان أو عمر موسي سيكون العسكري فائز فهؤلاء ينتمون للنظام السابق لا يريدون أن تتغير الأمور ولا يريدن نجاحاً لتلك الثورة الشعبية فلو حدث تحقيق وطني عادل سوف يدين كل من عمرو سليمان وأحمد شفيق في أكثر من جريمة أما عمر موسي فكان من الممكن أن يتم قبولة في حالة ماذا كنا نفاضل بينه وبين المخلوع قبل إندلاع الثورة اما الأن فأعتقد أنه ليس رجل المرحلة وغالبية التيارات الثورية لن تقبل به كرئيس لمصر الثورة.

 

لدينا المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل محسوب علي التيار السلفي تدعمة القاعدة الشعبية السلفية ولا تدعمة القيادات السلفية سواء داخل حزب النور أو داخل الدعوة السلفية لدي الرجل قاعدة شعبية تحترم ولكن ليس له تاريخ سياسي يدعم ويقوي فرص فوزه بالسباق الرئاسي بالإضافة إلي ما أثير حول جنسية والدتة فسواء كان صحيح أو مفتعل فبعض الدعاية السلبية أحيانا تجدي نفعاً - الدكتور البرادعي خير دليل - أحترم وأقدر ما قام به الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فلقد استطاع الرجل وبحق أن يصعد من مرشح ليس له وزن إلي أهم عشر مرشحين للرئاسة الجمهورية قد يكون صعود بطريقة سريعة وغير مستندة إلي تاريخ قد يكون صعود وهمي ولكن نهاية الأمر وحقيقتة ان الرجل فرض نفسة علي الساحة قد يكون له فرص في المرات القادمة أما الآن فلا أعتقد ذلك.

 

بقي لنا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أحد القيادات الأخوانية المروقة وصاحب التوجه الإصلاحي داخل الجماعة وقد بنا هذا جلياً للجميع بعد انفصاله عن جماعة الإخوان أو فصله له تاريخ سياسي مشرف ومواقف تحترم يدعمه الكثير من شباب جماعة الإخوان بالإضافة إلي توافق مجموعة من القوي المدنية والتيارات الليبرالية عليه، للرجل فرص كبيرة للمنافسة، ولكن في وجود خيرت الشاطر والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وحالة عدم دعم جماعة الإخوان والدعوة السلفية له نجد أن فرص الفوز بالمنصب ما زالت في المرحلة البرتقالية، ولكن بقي للرجل أنه الاقرب للكتلة الثورية أو هكذا ما يظهر.

 

هؤلاء هم المرشحون وتلك هي الثورة لا يوجد اتساق ولا ترابط بين ثورة قامت ومرشحين للرئاسة لا ينتمون لها قد يكون هناك حل في سحب خيرت الشاطر من سباق الرئاسة ودعم الجماعة لعبد المنعم أبو الفتوح فالرجل لم يخطئ عندما قرر الترشيح وقد تبين لجماعة الإخوان - من وجهة نظرهم - أنه كان سابق تفكيرهم وحتي لو تم دعم أبو الفتوح ولم يفوز ستحقق الجماعة مكسباً أستراتيجياً أهم بكثير من منصب الرئاسة فهذا القرار سيعالج الصدع الذي حدث داخل الجسد الإخواني وستثبت لقاعدتها الشعبية أنها تستمع لآرائهم وأن المصلحة العامة هي محركهم كما أنها ستعطي درسا للمجتمع وللتيارات السياسية أنها تتنازل الآن من أجل مصلحة الوطن إضافة إلي أنها ستقلل من حدة الضغط الشعبي عليها فى المستقبل كونها القوي السياسية المنوط بها حل جميع الأزمات "أحياناً ما يجعلنا ننهار سريعاً أننا كبرناً في لحظة لم نكن مؤهلين لها".

 

أما الحل الثاني أن يكون هناك تجمع يتزعمة أبو الفتوح رئيساً والدكتور محمد البرادعي نائباً وحمدين صباحي رئيساً للوزراء وقتها سيكون هناك تجمع لأكثر من كتلة تصويتة وستكون تجربة جيدة للم الشمل حينها سيحظي الدكتور عبد المنعم بفرص أكبر بكثير من فرصة التواجد وحدة فالإعلان عن وجود نائب له من الأن ورئيساً للوزراء وهؤلاء محسوبين علي تيارين مختلفين سيطمئن بعض الناخبين ويعزز من فرص الفوز ولم الشمل أننا نحتاج ان نحارب ونقاتل ليس من أجل فوز مرشح لشخصة ولكن من أجل ثورة مات الكثير من أجلها.

شارك بتعليقك