نشأت النادي يكتب: ما بين التمرد والتفرد - منبر الشروق - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 1:42 م القاهرة القاهرة 24°

نشأت النادي يكتب: ما بين التمرد والتفرد

نشر فى : السبت 11 مايو 2013 - 11:05 م | آخر تحديث : السبت 11 مايو 2013 - 11:05 م
جبهة الانقاذ
جبهة الانقاذ

حركة جديدة من حركات ما تسمى بـ"جبهة الإنقاذ الوطني" أسموها هذه المرة "تمرد"، وهذا التمرد ليس وليد اللحظة، إنما جاء هذا التمرد منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الماضية التي أخفق فيها معظم قادة جبهة الإنقاذ في الفوز بكرسي الرئاسة. ورغم أن هذا التمرد كان في البداية باطنا مغلفا ببعض التصريحات السياسية والحركات الدبلوماسية التي تعلمها الذين سقطوا في مارثون الرئاسة إلا أنه سرعان ما ظهر على أفعالهم وأقوالهم فقد قاموا بالعديد والعديد من الفعاليات والحركات التي تقوض مسيرة الديمقراطية الناشئة الولدية فهذه مظاهرات مئوية أو على الأكثر ألفية أطلقوا عليها مليونيات قاموا فيها بتعطيل حركات السير واحتلال الأرصفة وتكسير وحرق الممتلكات العامة والخاصة، وهذه دعوات للتدخل في شئون مصر الداخلية والاستقواء بأمريكا، وهذه توقيعات وتوكيلات من عامة الشعب لتفويض الجيش بإدارة شئون البلاد إلى جانب الكثير والكثير من الأقوال والأفعال التي لا تمت للمعارضة الشريفة والمخلصة بشئ.

 

ورغم أخطاء جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الذي يعد الآن هو الحزب الحاكم، إلا أن هذه المعارضة المتمثلة بجبهة الإنقاذ الوطني لم تكن أبدا معارضة قائمة على النقد البناء أو على أسس وقواعد الديمقراطيات التي تعتبرها هي منابر النور التي يجب أن نقتضي به، فتحول النقد من نقد يقوم على أساس وطني يعلي مصلحة الدولة، ويسهم في تنميتها، ويوعي النظام الحاكم، ويرشده، ويظهر أخطاءه، إلى نقد على أساس الكره للنظام الحاكم وتياره الإسلامي، ولكل ما يشبهه ويمت إليه بصله فاختذل الدين والشرع في مظاهر عامة كاللحية والملبس الإسلامي، وأصبح العداء على الشكل واختزل الإسلام في جماعة الإخوان التي تحكم البلاد، واحتزال حركات التصحيح في مؤسسات الدولة في الأخونة، وتم تكبير أخطاء الأفراد الذين ينتمون للتيار الإسلامي لتصبح اتهاما صريحا لكل الذين ينتمون إليه، علاوة على أعمال التشنيع والغمز واللمز التي يشي بها كل من اصطف في صفوف جبهة الإنقاذ لكل من أيد مسيرة الديمقراطية الحدية وبناء الدولة على أسس قوية.

 

ستفشل حركة تمرد كما فشلت كل محاولات وضع العصى في العجلة التي تمت سابقا، وسيحسب ذلك على كل رموز جبهة الإنقاذ وأعضاءها وأحزابها وأفرادها المستقلين، وسيسجل التاريخ كل المحاولات الصبيانية المراهقة سياسيا لأنها بالطبع حركات لا يؤيدها الشعب، وإلا لكانت أحدثت دويا وحققت نتائج ملموسة على الأرض. سيظل التمرد يأكل أصحابه حتى يتلاشوا للنهاية، أما التفرد وعدم النمطية فسيسجله التاريخ لكل فرد أراد أن يبتكر ويخترع شيئا جديدا يخدم به بلده ووطنه.           

شارك بتعليقك