نشأت النادي يكتب: ما تخطه يمينك - منبر الشروق - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 6:16 ص القاهرة القاهرة 24°

نشأت النادي يكتب: ما تخطه يمينك

نشر فى : الإثنين 13 مايو 2013 - 11:55 م | آخر تحديث : الإثنين 13 مايو 2013 - 11:55 م

إذا أردت أن تقيّم ما تكتب وتعرف- قدر ووزن حرفك الذي تخطه يمينك في عصر زحمة الكلمات وتخمة الصفحات، وفي زمن التيه بين الغث والثمين، والترنح بين الصواب والخطأ. وسواء أكانت كتابتك أدبية أو نقدية أو تحليلية أو علمية أو حتى تعبر عن رأي- فعليك أن تتحرى بعض الأمارات لتعرف إن كنت تسير على جادة الطريق القويم أم أنك حدت وتفرقت بك السبل، فكما أن لفظ القول يسجل عليك من خلال رقيب وعتيد فإن خط القلم وما يسطره هو محسوب لك أو عليك أيضا.

 

إن الكاتب يفنى ويبقى ما خطه شاهدا إما له وإما عليه، وكتاب الكاتب يخرج مكنونه ومخزونه الفكري والأدبي والثقافي والاجتماعي ويظهر من خلاله شخصية الكاتب وتوجهه وتأثره ببيئته التي نشأ بها.

أما وقد كثرت التخصصات وتشعبت المجالات، وبالتالي تعددت الكتابات، وتوسعت مساحات الكتابة، خصوصا ونحن في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي في العالم الافتراضي الفسيح الذي أتاح حريات ومساحات لم تتح من قبل، فإن على الكاتب أيا كان تخصصه أن يبذل أقصى طاقته ليخرج منتج محترم يحظى بمتابعة وثقة القارئ ويراعي من خلاله التوازن والاعتدال والدقة والحرفية والواقعية وعدم الابتذال والإسفاف.

 

ولا ينبغي أبدا أن تقاس قيمة منتج الكاتب بعدد قرائه أو عدد التعليقات على الصفحة الإلكترونية التي كتب عليها، لكن من أبرز المؤشرات التي تدرك من خلالها ككاتب قيمة ما تكتب هي تحري كتابتك ومن يتناولها ومن يهتم بها، من يعجب بها، من ينقدها. وإذا أجبت على بعض الأسئلة فقد تحدد ككاتب صواب ما تكتب وقيمته وتأثيره وواقعيته ومن هذه الأسئلة:

 

كلما يمر الزمن على كتابتك.. هل تبهت وتتلاشى أم تثقل وتزداد قيمتها؟ فمن أكرم وأعز وأشرف الكتب هي الكتب المنزلة من رب العالمين، وهي معجزة للبشر، فالقرآن الكريم كتاب معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد، وكذلك الأحاديث التي كتبت عن أقوال الأنبياء فهي حروف معجزة كتبت عنهم. وتأتي من بعد ذلك أقوال الحكماء والأحبار والترجمانات والشعراء وذوو اللبابة والفطنة. هل كتابتك ترقى إلى هؤلاء.

 

كلما يمر الزمن على كتابتك.. هل يؤكدها الواقع الذي كان بالأمس مستقبل متوقع؟ فتوقع تحرك معين أو رد فعل مستقبلي ربما يؤكد فراسة الكاتب ورؤيته المواكبة للمستقبل، هل أنت من هؤلاء؟

 

كلما يمر الزمن على كتابتك.. هل يصوبها أم يخطأها؟ فربما ينشر الكاتب رأي أو تحليل أو نظرية علمية أو معادلة قانونية تثبت الأحداث خطأها أو صوابها فيما بعد، هل لديك القدرة على ذلك؟

 

كلما يمر الزمن على كتابتك.. هل يستفيد منها الناس وتنهل من عبقها، فرب بيت شعر مزلزل يخطه شاعر يحفز به أمة، أو حكمة تنبثق عن أديب يكون لها وقع على قومه ومجتمعه، هل فعلتها يوما ما؟

 

إن ما تخطه يمينك هو منتجك أنت، وأنت المسئول عنه والمحاسب عليه، فإن كان خيراً فخير، وإن كان شرا فلا تلومن إلا نفسك، فهل تحسن القول والخط، أرجو لي وللجميع ذلك.      

شارك بتعليقك