شكري عطا يكتب: نداء من غـرفة العـناية المركــزة - منبر الشروق - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 8:30 ص القاهرة القاهرة 24°

شكري عطا يكتب: نداء من غـرفة العـناية المركــزة

نشر فى : الثلاثاء 17 يناير 2012 - 11:30 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 يناير 2012 - 11:33 ص
التولي عن الإخلاص لمصر اليوم كالتولي يوم الزحف والله على ما أقول شهيد
التولي عن الإخلاص لمصر اليوم كالتولي يوم الزحف والله على ما أقول شهيد

في غرفة العناية المركزة ترقد الأم بحالة خطيرة احدي البنات تبكي وتولول، استدعى الضابط لوالدته أكثر الأطباء إخلاصا و لم يكن الطبيب اقل من الضابط حبا للأم ووفاء لها فبدأ في العمل فورا على محاربة المرض واتفقا على أن لا يزعج احد الأم بأي خلافات عائلية في مثل هذا الوقت الحرج.. فقد سقطت الأم بمرض عضال بعد أن خانها أكبر الأبناء فبدد كل ما يخص العائلة "له ولزوجته وعياله".. وأصرت العائلة على محاسبة ذلك الابن العاق ثم اختلفت العائلة، من يكون في المقدمة؟؟ ومن يرث؟؟ من يمثل العائلة.. من يستحوذ على المال.. والبعـض تفرغ لمحاربة البعض. والبعض الآخر فتح صدره لأعداء أمه وأخذ يسمع سمومهم.

 

لكن من يفكر في الأم الطيبة التي ترقد وتطلب من الله العناية، من يفديها بدمه ومن يرحمها بماله.. من يرد الجميل؟؟ مرت سنة بدأت تتعافى خالتنا التونسية ويا رب تتعافى أكثر وأكثر.. لكن الأم المصرية متى نفكر بها.. استدعى الضابط.. الدكتور الجنزوي.. أكثر من اخلص لمصر.. وسواء اخطأ كل منهم أو أصاب إلا أن العلاج بدء.. فهل نعالج أمنا أم نتفرغ لخلافـات طفولـية ومصالح شخصية طالما هدمت الأمة.

 

تلك المصالح التي خلقت الطغاة.. فكل طاغية له كلابه وقططه يسمِّنها من لحوم الأمة، ليغنوا على آهات الثكالى ويطبلوا على ضربات المعذبين ويسقط الدم الطاهر في النهاية فيلعق كل منهم فمه من دماء الشعب.. ثم يقــول أنا برئ!!.

 

نعم صناعة الطغاة تقوم على عملة المصالح.. وتجارة النفاق واستحلال الظلم، والحقد والغيرة على كل من يقترب نحو الكرسي، انظر في شركتك في مدرستك في مؤسستك في شارعك في وزارتك ستجد.. بجوار الكرسي الكبير.. في الظل من يحرك صاحب الكرسي يمين ويسار.. فيأخذ منه ما يشاء وقت ما يشاء.. لك الله يا مصر.. إن شفاء الأم الكريمة بالعمل الجاد ومكافحة الفساد والفهلوة والنفاق.. ليعـد كـل عامل لمصنعه وكل مدرس لمدرسته.. كلٌ إلى موقعه.. فالتولي عن الإخلاص لمصر اليوم كالتولي يوم الزحف والله على ما أقول شهيد.

شارك بتعليقك