محسن هيكل: لسنا ملائكة لسنا شياطين - منبر الشروق - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 مايو 2024 2:55 م القاهرة القاهرة 24°

محسن هيكل: لسنا ملائكة لسنا شياطين

نشر فى : الثلاثاء 17 أبريل 2012 - 1:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 17 أبريل 2012 - 1:31 م
حازم صلاح أبو إسماعيل - المرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية
حازم صلاح أبو إسماعيل - المرشح المحتمل السابق لرئاسة الجمهورية

أدعو كل من يؤيد أحدا بلا حدود أن يعلم أننا نتعامل مع بشر ونؤيد أو نعارض بشر قد يخطئون كما يصيبو، أعلم أن الصدمة فيمن تؤيده تكون أحياناً أكبر من الاستيعاب أو التصديق خاصة إذا كان أساس هذه الثقة وجود مسحة دينية فيمن تثق فيه، وهذا ما حدث مع أنصار الأستاذ أو الشيخ حازم أبو إسماعيل فأنصاره يرفضون حتي مناقشة أنه أخطأ أو كذب أو لم يكن يعلم بحمل والدته جنسية دولة أخري وكل ما يسيطر عليهم نظرية المؤامرة٠

 

وبالتالي كان رد فعلهم علي النحو الذي شهدناه أمام مجلس الدولة ونشاهده الآن ونخشي أن يتصاعد إلي ما هو أبعد خاصة وأن الشيخ نفسه يهدد بذلك وإذا كانت مشكلة التفكير الأحادي مشكلة عامة في مصر فإنها تكون أشد وأخطر حينما تربط بالدين وحينما يظن طرف أنه وحده هو من يحمي الدين.

 

وكان يجب علينا جميعا معارض للأستاذ حازم أو مؤيد له أن نضع احتمال لكل شيئ قبول أو رفض ولكن للأسف كلنا يتعامل بمنطق إما شيطان وإما ملاك ولا نترك فرصة لأنفسنا للخيار أو إعادة النظر لذلك برعنا كمصريين في صنع الآلهة - وسيطرة البشر حسب الأهواء والقانونيون كانوا يعلمون أن المسألة القانونية تسير في الاتجاه الذي انتهت اليه حتي بعد صدور حكم محكمة القضاء الإداري، لأنه في الحقيقة لم يفصل في صلب النزاع والمستشار طارق البشري قال ذلك في الشروق ١٥/٤/٢٠١٢٠.

 

قد تكون هناك مشكلة حقيقية ويكون الورق غير صحيح وهو ما استبعده وقد لا يكون الأستاذ حازم صلاح علم بحصول والدته علي الجنسية الأمريكية وقد يكون علم والموضوع خرج عن مساره ولم يستطع الرجل الرجوع فاكمل المسير٠

 

يجب أن تكون كل الاحتمالات مطروحة باعتبارنا بشر ولكن لا يجب أن نكابر فإذا قبل التظلم في إطار قانوني -وليس بالتهديد والعبارات التي نقرأها ونسمعها - فليؤيده من يؤيده ويعارضه من يعارضه دون تشنج من هذا أو ذاك أنا متعاطف مع أنصاره، لأنهم شباب مخلص ولكن ليس إلي حد الاعتقاد بنهاية الكون.

 

إذا لم يكمل الرجل السباق الرئاسي أو حتي إذا كان كاذبا فلا يجب أن تستخدم القوة في فرض أمر واقع لأني أعتقد أن ما يحدث الآن ضده وليس في صالحه لأنني كنت شخصيا لا أؤيده والآن أصبحت أرفضه لأن ما حدث أمام مجلس الدولة وتهديداته وكلامه عن قضايا رشاوي ضد أناس سيكشفها يعني أنه كان يعلم أشياء وسكت عنها هذا لا يجوز في شخص يبتغي المصلحة العامة.

 

وقد سمعت حديثه من ثلاثة أيام عن أدب أعضاء اللجنة٠٠ إلخ وبعدها يشن عليهم هجوما ضاريا ويتحدث عن قضايا رشوي وأشياء أخري إلي أنصاره أرجعوا إلي كل كلام الأستاذ حازم خلال أسبوعين وفكروا بهدوء ثم قرروا هل الأمر يحتاج إلي كل هذا اليأس؟

 

رأينا كيف بدأ الرجل بسخرية شديدة علي مسألة الجنسية وبعدها بدأ الكلام يتغير شيئا فشيئا وتقل حدته وبدلا من نفي الفكرة اصبحنا نناقش كفاية المستندات أو عدم كفايتها، أخيرا إن المشروع الإسلامي لا يمس ولن يؤثر عليه خطأ من حاول التعبير عنه، لأن جذوره ممتدة في نفوسنا جميعا فلم ولن يتأثر بخطأ هنا أو هناك وإلا لما وصل إلينا الآن بعد أربعة عشر قرنا دافع المسلمون فيها عن عقيدتهم وشريعتهم، أرجو ألا أكون قد قسوت في كلامي ولكن لكل رأيه ومن يفكر بعواطفه ليس كمن يري الصورة بشكل مختلف وبكل أبعادها.

شارك بتعليقك