بهاء الدين محمد يكتب: علياء ماجدة المهدي وكريم عامر - منبر الشروق - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:01 م القاهرة القاهرة 24°

بهاء الدين محمد يكتب: علياء ماجدة المهدي وكريم عامر

نشر فى : الجمعة 18 نوفمبر 2011 - 11:25 ص | آخر تحديث : الجمعة 18 نوفمبر 2011 - 11:28 ص
علياء المهدي وكريم عامر
علياء المهدي وكريم عامر

منذ عدة سنوات سبق وشاهدنا الفنانة التشكيلية السورية هالة فيصل التي خلعت ثيابها كلها في ساحة "واشنطن سكوير بارك" ووقفت عارية تماما أمام وسائل الإعلام والسائحين وكتب على ظهرها وباللون الأحمر عبارات تطالب بإيقاف الحرب في العراق وفلسطين. واليوم تابع عشرات الآلاف صورة المدونة علياء ماجدة المهدي عارية تماما من أجل المطالبة بحرية التعبير أو ما يطلق عليه "الفن العاري".

 

علياء ماجدة المهدي

 

مصرية تعيش في القاهرة. السن: 20 عام. طالبة بالجامعة الأمريكية تخصص إعلام، تمتلك مدونة إلكترونية أسمها "مذكرات ثائرة"، نشرت علي مدونتها صورها عارية.. وتقول انها نشرتها احتجاجا علي القمع ومصادرة حرية التعبير. إذ علقت علياء علي صورتها العارية قائلة: " حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتي أوائل السبعينات و اخفوا كتب الفن و كسروا التماثيل العارية الأثرية, ثم اخلعوا ملابسكم و انظروا إلي أنفسكم في المرآة و احرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلي الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير ".

 

ويربط البعض بين نشرها لصورتها العارية وبين ظهور وانتشار بعض الصور التي علي النقيض تماما في الفترة الأخيرة مثل صورة مجموعة من المنتقبات في مظاهرة يتم جرهن بالحبال، وكذلك انتشار دعاية حزب النور السلفي التي تستبدل صور مرشحاته بصور لوردة أو صور لأزواجهن مما أثار سخرية الكثيرون ممن اعتبروا ذلك استخفافا بالناخبين أو احتقارا للمرأة أو لظهور وجهها، وكذلك قيام حزب النور بتغطية تماثيل حوريات البحر بالإسكندرية بالأقمشة أثناء تنظيم الحزب لمؤتمرا جماهيريا.

 

اشتهرت علياء، التي وصفت نفسها علي الفيس بوك بأنها علمانية ليبرالية ووصفها البعض بأنها ملحدة، بالدفاع عن سجناء الرأي والذين تمت محاكمتهم عسكريا مثل المدون مايكل نبيل.

 

وهذه ليست المرة الأولي التي تنشر صورا مثيرة للجدل فقد نشرت علي حسابها علي الفيس بوك صور أخري مثل صورة تجمعها وصديقها كريم عامر يشربون بيرة في كازينو أو مطعم ويعلق عليها كريم قائلا "ويا محلا البيرة.. فى ليالى رمضان "!

 

وهنا يتبادر في الذهن سؤال: من هو كريم؟

 

كريم عامر

 

كريم عامر 27 عام من الأسكندرية وهو خريج كلية إعلام جامعة القاهرة، وطالب سابق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر حيث كان يدرس القانون، وهو أول مدون مصري تتم محاكمته بسبب كتاباته على الأنترنت وقد أعتقل مرتين الأولي في 2005 والثانية في 2006 حيث تم إطلاق صراحه في 2010 بعد أن دشن بعض المدونون حملة لإطلاق سراحه وتدور التهم الموجهة إليه حول الإساءة للإسلام/ ازدراء الأديان وإثارة الفتنة وإهانة رئيس الجمهورية.

 

كريم صديق علياء (بوي فريند) ومؤيد لها في آراءها وفيما نشرته أخيرا علي مدونتها. يقول عن نفسه علي حسابه علي الفيس بوك أنه ملحد. وصفه الكثيرون من معارضي حركة شباب 6 إبريل أنه قيادي أو عضو بحركة 6 أبريل ولكنه أكد أكثر من مرة أنه ليس عضوا بالحركة بل أنه كان ضد إضراب يوم 6 ابريل من الأساس وضد البيان الأخير للحركة الذي نددت فيه بالحفل الماسوني عند الأهرامات، كما أنه رفض إستغلال ما يقوم به أو الهجوم عليه من أجل الإساءة إلي 6 إبريل.

 

آراء كريم ومطالبه ليست هي فقط المثير للدهشة فهي تصدر بالفعل من أشخاص آخرين معارضين للمؤسسات والجماعات الدينية أو حتي ملحدين لكن المثير حقا هو هذا التحول الجذري في شخصية وفكر كريم. فكريم الملحد المتحرر كما يصف نفسه درس في معهد الأسكندرية الأزهري وله "ماضي سلفي" وصورة في عام 2001 يظهر فيها ملتحي. ويقول عن ذلك علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك: " تحررت من قيود الرجعية السلفية ودفعت ثمن تحررى منها ومن أسر المؤسسة الرجعية الأزهرية التى قضيت فيه سبعة عشر عاما كاملة من عمرى وسط كم هائل من العفن الفكرى والتردى الثقافى وغسيل العقول.. تحيا الحرية.. وتسقط مؤسسات القمع الدينية وجماعات التطرف الإسلامية".

 

اشتهر عن كريم إنتقاد الفتاوي الدينية وبعض تصريحات المشايخ ورموز الفتنة الطائفية. كما يدافع كريم دائما عن الحرية وضرورة إحترام حريات الآخرين وعدم الإعتداء عليها بأسم الحرية وضرورة ألا تطغي حرية الأقوى علي الأضعف لمجرد تفوقه في القوة، كما يري كريم أن القانون ينظم العلاقات ويضمن عدم تعدي حرية فرد علي حريات الآخرين إلا أنه يؤكد ان القانون لا يجب أن يرفض قيودا علي الحريات الشخصية.. حيث يتساءل كريم: "هل للقانون الحق فى تجريم فعل لا يتعدى أثره الحياة الخاصة لصاحبه ؟؟ .. وهل يحق فرض إلتزامات على المواطن ينتقص بموجبها من حريته الشخصية بدعوى الخضوع للقانون ؟؟".. ثم يجيب قائلا: "أعتقد أن هذا الأمر خارج عن الوظيفة التى أوجد القانون لأجلها".

 

وربما طريقة كريم المثيرة هي التي جلبت عليه سخط الكثيرين، فمبدأ سامي وهو الحرية الذي دافع عنه في تدوينته بالمعني السابق شرحه يمكن أن يتفق الكثيرون معه ولكن كريم فضل إختيار عنوان مثير لهذه التدوينة التي جاءت تحت عنوان " لا إله إلا الإنسان"، مما جعل ردود القراء تتراوح بين التأييد للفكرة بوصفها لا تتعارض مع الإيمان وبين تكفير كريم وإتهامه بالإلحاد والإيمان بألوهية الإنسان.

 

كما علق كريم في مدونته علي حوار اجرته معه مجلة الإذاعة والتليفزيون، نشرته مع حوار آخر للشيخ الصوفي طارق الرفاعي وحولته المجلة إلي مواجهة بينه وبين الشيخ قائلا " تصريحه بتقبله للمخالفين لمعتقده من اليهود والمسيحيين فى مقابل عدم تقبله للملحدين وعبدة الشيطان والبهائيين، ووضعه لهم مع البلطجية والمجرمين فى كفة واحدة، وكأن كل من يخالف معتقده أو لا يتبع دينا سماويا قديما لا ينبغى أن يدخل تحت رحمة قبوله !، عفوا لا أنتظر أن يتقبلنى شخص أحمق عنصرى مثله . ندور فى حلقة مفرغة ثم نعود الى نقطة البداية مرة أخرى:

 

إقصاء + تخلف + ظلم + جهل + خرافات + ردة حضارية = إسلام.

 

معادلة توصلت إليها كثيرا، ولن أشكك فيها مرة أخرى!".

 

المدونة "مذكرات ثائرة" التي زارها عشرات الآلاف ولا يتوقف عدادها عن حساب مئات الزوار الجدد، ولا يتوقف سيل التعليقات التي وصلت إلي ألف تعليق بعضها معارض لعلياء وبعضها يسبها ويشتمها وجاءت بعض التعليقات النسائية ساخرة من أنوثتها التي وصفوها بانها غير مثيرة ولا مغرية ولا تستحق وأنها "مش مزة أساسا".

 

بينما دافع الآخرون عن حقها في التعبير والمطالبة بالحرية بغض النظر عن الوسيلة أو مع تحفظهم وإعتراضهم علي تلك الوسيلة –نشر صورة عارية- وقال أحدهم " الفن العاري مش الهدف منه إثارة المشاهد أصلا! اللي بتتكلم عنه ده اسمه البورنو، و ده بيختلف عن الفن العاري لأن البورنو أسلوب تجاري لعرض الأجساد بشكل مثير جنسيا، الفن العاري بيعرض الأجساد بشكل مثير بصريا و عقليا .. ".

 

للتوضيح:

 

المقالة ليس الهدف منها تشويه صورة أحد أو الدفاع عن أحد أو شئ، كما انها نشرت معلومات عامة وشخصية أرتضي اصحابها نشرها وإتاحتها عن أنفسهم علي حساباتهم الشخصية علي الفيس بوك ومدوناتهم التي يمكن لأي شخص الإطلاع عليها.. فالكاتب لم يتجسس ولم ينتهك خصوصية أحد ولم يحكم علي فعل أو شخص ولكنه قدم للناس معلومة لان من حقهم يعرفوا، ولا أدعي أن ما أقدمه هو الحقيقة المطلقة ولكنها في النهاية اجتهاد قابل للخطأ قبل الصواب.. مع مراعاة أنني حصلت علي معلوماتي من مصادرها الأصلية بل وصححت بعض المعلومات الخاطئة التي جاءت في اجتهادات غيري من قنوات فضائية وصحف ومواقع إخبارية، وللقارئ وصاحب الشأن حق الرد.

شارك بتعليقك