القارىء محمد الفاروق يكتب: إجلس فى بيتك وأغلق بابك - منبر الشروق - بوابة الشروق
الإثنين 12 مايو 2025 1:46 ص القاهرة

القارىء محمد الفاروق يكتب: إجلس فى بيتك وأغلق بابك

نشر فى : الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 11:35 ص | آخر تحديث : الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 11:41 ص
المشير محمد حسين طنطاوي
المشير محمد حسين طنطاوي

أبدا لن يجرأ قلمي على مهاجمتك، لن أخذلك عندما تحتاج إلى من يؤازرك وقت تحملك مسئولية تفوق قدرات كل سياسي مصري في الوقت الراهن، لن أتربص بك الآن وقد حميتنا جميعا وقت أن كنا ضعفاء والآن خذلك البعض منا ولكني أبدا لن أخذلك.


يمتلكني بين لحظة وأخرى شعورا بالحيرة والدهشة لما أراه وأشاهده يوميا من آراء وتحليلات لكبار رجال السياسة وأباطرة الفكر والرأي والنشطاء السياسيين في مصر.

 

أسمعهم يتكلمون ويتحاورون وينددون بالفتنة الطائفية الجديدة القديمة في مصر ويتشدقون بشعارات جار عليها الزمن وأصبحت مثل الصحراء الجرداء التي لا زرع فيها ولا ماء.

 

ويحذرون من عواقب هذه الفتنة وانها ستعصف بكل المصريين على السواء , ولن تفرق بين المسلم والمسيحي، ولكنها مجرد كلمات مستهلكة الغرض منها كسب المزيد من الأرضية الشعبية أو إرضاء فصيل أو طائفة ما.

 

ولا يقدمون أي حلول فعلية ممكنة التنفيذ على أرض الواقع، على الرغم من أن هذه الفتنة وما يحدث بين المسلمين والمسيحيين ليس بجديد ولكنه شديد.

 

أما العجب كل العجب وما يجعلني حائرا مندهشا إنني أجد هذه ألألسنه وفى ذات الحوار, تثير الفتنة ولكنها من نوع آخر اشد خطرا علينا، وهى محاولة إثارة الشعب على قواته المسلحة أليست هذه فتنة أيضا ستعصف بكل المصريين بل وبالعرب أجمعين!

 

وان ناقشتهم يرددون كلمات اقرب إلى السفسطائيين ويجادلون ويجاوبون بأننا ننتقض المجلس الأعلى للقوات المسلحة وليست القوات المسلحة - فإن الجيش منا- " قولا حق يراد به باطل " فما هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

 

وما هي القوات المسلحة فالعلاقة بينهم علاقة الجزء بالكل، ماذا تريدون؟ هل تريدون أن يأتي اليوم الذي يصدر فيه المجلس الأعلى أوامر للقادة والضباط والجنود ولا يقومون بتنفيذها وينقلبوا عليه لأنه مجلسا فاسدا وعميلا متواطئا؟

 

هل تريدون اقتلاع العمود الأوسط للخيمة؟ هل تريدون أن تشيع الفوضى "الخلاقة" في مصر؛ هل وهل وألف هل؟ أقول لكم " اللهم اجعل كيدكم في نحوركم" فهذا جيش - أحمس - وقطز - واحمد عرابي – وجيش العبور دائما وأبدا ما تفوح منه رائحة الوطنية والشموخ والكبرياء.

 

وأبدا لم ولن ينقلب ويحيد عن المسار الذي قد بشرنا به رسول الله عندما قال في حديثة الشريف "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض " وعندما سئل لماذا قال "لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة" صدق الذي لا ينطق عن الهوى.

 

أليس هذا هو نفس المجلس والذي انعقد في لحظات فارقة أثناء الثورة، وقد عزل قائدة الأعلى الرئيس السابق في خطوة جريئة تدل على وطنية خالصة، وعزموا على ألا يطلق الجيش رصاصة واحدة في صدر أي مصري. أليس هذا قرارا قد اتخذه المجلس الأعلى ونفذته القوات المسلحة قادة وضباط وجنود.

 

ألم يكن المجلس قادرا على اتخذا القرار المخالف في الوقت الذي كانت أنظار الجميع تترقب في خوف وتوتر ماذا سيكون موقف الجيش، ألم يكن وقتها قادرا على أن يدهس الجميع تحت مدرعاتة ويؤد الثورة في مهدها.

 

هذا هو المجلس العسكري الذي وقف احد قادة أمام الملايين وفى مشهد مهيب أثلج صدورنا جميعا وأدى التحية العسكرية لشهداء الثورة وما كان فاعلا إلا بتعليمات من المجلس بأكمله.

 

لماذا انقلبنا على أنفسنا وأصبحنا نتهم المجلس بعدم الوطنية وانه مجلس متواطأ بعد تصفيقنا وتهليلنا له أيان الثورة بوقوفه بجانبنا وبجانب الإرادة الشعبية، أهي ثورة التخوين أم أننا أصبحنا غير قادرين على التمييز بين الطيب والخبيث بعد سنوات ساد فيها الضلال والفساد.

 

أيها العقلاء لا تسلموا أنفسكم وعقولكم مرة أخرى للمخربين، فنحن قد تجرعنا مرارة تخريب العقول لعقود طويلة فيجب ألا نعود للخلف مرة أخرى، ففي مثل هذا المناخ السائد في مصر الآن والذي يشوبه التوتر والقلق السياسي.

 

وتسود فيه المطامع والأحقاد ويختلط فيه الحابل بالنابل وتشيع الفتنة بين العباد، يجب علينا في هذا الوقت أن نأخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال لآبا ذر( يا آبا ذر.. أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا... كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم . قال (اقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك).

شارك بتعليقك