السيد عجوة يكتب: اهرب يا دكتور لا سُلطة للعلم - منبر الشروق - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 12:50 ص القاهرة القاهرة 24°

السيد عجوة يكتب: اهرب يا دكتور لا سُلطة للعلم

نشر فى : الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 - 10:55 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 - 11:01 ص
السيد عجوة
السيد عجوة

ثلاثة شباب في مقتبل العمر، الاول طالب بكلية الطب، اجتهد وحصل على مجموع عالٍ بالثانوية العامة ولديه طموحات كبرى في مجال الطب يسعى لتحقيقها في المستقبل، الثاني التحق بكلية الشرطة بمجموع ضئيل في الثانوية لكن الواسطة وجسده القوي وقامته الممشوقة ومظهره الحسن مكنوه من الالتحاق بكلية الشرطة، الثالث التحق بالكلية الحربية، وهو شاب طويل مفتول العضلات صار وجهه أكثر إسمرارا لكثرة تعرضه لأشعة الشمس.

التقي الأصدقاء بعد ان فرقتهم كلياتهم ثم صاروا يتحدثون عن ذكريات الماضي حتى تطرقوا الى حديث آخر يخص الأخ الأصغر لطالب الطب، فقد تمكن هو الآخر من الحصول على مجموع مرتفع لكنه ما زال في حيرة من أمره ولم يحدد قط اي الكليات التي سيلتحق بها رد طالب الشرطة باندفاع وبدون تفكير قائلا (دخله شرطة يابني..مافيش احسن منها دلوقت..سيبك من الطب والكلام الفارغ ده..لما تبقي ظابط البلد هتقدرك والناس كمان) احتقن وجه طالب الحربية واغتاظ من مقولة الشاب واستطرد قائلا: (ياعني ايه الشرطة رقم واحد..احنا يابني اللي رقم واحد في البلد وماحدش يقدر يعملنا اي حاجة..دخله حربية مركز ونفوذ أكبر) ضحك طالب الشرطة استخفافا، بينما ظل طالب الطب ينظراليهما بعينان تملأها الغيظ وبعد فاصل من السكوت تحدث طالب الشرطة قائلا(ما تحاولش تفرد عضلاتك انت تحت القانون مهما يكن) تملكه الغضب ثانية ورد عليه طالب الحربية (قانون ايه يابو قانون..وتاني مرة لما تيجي تتكلم معايا ما تقوليش غير يا كابتن).

حاول طالب الطب أن يهدئ من روعهما حتي عادا ثانية للحديث عن الذكريات، بعد أن عاد طالب الطب الى البيت امتلأت رأسه بالأفكار، لقد اشتركت بالثورة ووضعت روحي علي كفي ولم أكن أنشد سىوى أن تسود العدالة الى الدولة، لقد اجتهدت وحصلت على مجموع عال لأدخل كلية الطب وفي نهاية المطاف أحصل على دخل زهيد من الدولة، كنت اتوقع بعد الثورة ان تفسح الدولة الطريق امام العلم والعلماء وأن يكون طريق العلم هو الجهة السيادية العليا للدولة، لكننا للأسف صار المجتمع اسوأ مما كان وما زالت الدولة تلفظ طريق العلم وكل من ينتمي اليه وتعلي من قيمة الجهات السيادية كالشرطة والقضاء والامن الوطني الى آخره، هكذا دارت برأسه تلك الأفكار وامتلأت نفسه شجنا وحزنا وقد بات طريق الهجرة هو الحل المأمول لديه، ولنتذكر ان احمد زويل تخرج من كلية العلوم وهاجر ولنتذكر ان من اخترع علاج فيروس سي الجديد هو مصري يهودي هاجر في عهد عبدالناصر ويراهم كثيرون علماء مصريون أجلاء هربوا من مصر لدول تقدر العلم واصحابه، فلتهاجر يا عزيزي طالب الطب، هاجر الي دولة تقدر العلم وتسلك طريقه.

شارك بتعليقك