القارئ محمد فاروق يكتب: بطل من ورق - منبر الشروق - بوابة الشروق
الأحد 11 مايو 2025 3:52 م القاهرة

القارئ محمد فاروق يكتب: بطل من ورق

نشر فى : الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 1:50 م | آخر تحديث : الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 1:55 م
القارئ محمد الفاروق
القارئ محمد الفاروق

بالطبع أنا لا اقصد بهذا العنوان الفيلم العربي (بطل من ورق) هذا الفيلم الكوميدي والذي كانت أخر مشاهدة أكثر سخرية وضحكا عندما كان البطل داخل القطار وهناك قنبلة زمنية احضرها المريض النفسي الشرير وعندما تعهد رجال الشرطة له بعدم إيذائه وأقنعوه بإخلاء الرهائن وطلب منه البطل إيقاف القنبلة فقال له المريض النفسي أنا بعرف اشغلها لكن مش بعرف أوقفها فصاح البطل الريفي الطيب في مشهد مضحك " مبيعرفش يوجفها – مبيعرفش يوجفها". هذا هو حالنا الآن في مصر ولكنه ليس حالا كوميديا ساخرا وإنما تراجيديا مأساويا فنحن قد قمنا بتشغيلها ولكننا لا نعرف كيف نوقفها.

 

بداية لا أود أن يستشف من كلماتي إنني أهاجم شخصا أو جهة ما ولا أود حتى أن أهادن احد ولا أريد أن انسب لأي جهة أو شخص بطولة زائفة تجعل منه نظاما جديدا متكبرا ومغرورا ومتغطرسا ولكنني سأقول الواقع فقط فكما كنا كلنا في الماضي فاسدون أصبحنا بعد ذلك كلنا أسباب لما حدث في مصر من انتفاضة لا فضل لأحد على احد فالفضل كله لله ونحن فقط أسباب لبعضنا البعض.

 

لا أخفى عليكم سرا فيدور في خلدي العديد من الأسئلة والتي لا أجد لها إجابات شافية ولم أجد أيضا من يوجهها للبعض ممن ينسبون إلى أنفسهم الفضل الأول في الانتفاضة المصرية على الرغم من أنها أسئلة بديهية ومنطقية خاصة بعد حديث البعض منهم عن انتقائهم للتدريب والتأهيل على كيفية إحداث "ثورة سلمية".

 

هنا يأتي السؤال الأبرز والأكثر منطقية هل كما تدربتم على إحداث "ثورة سليمة" تدربتم أيضا على كيفية إعادة بناء بلدكم مرة أخرى بعد ما تحدثه الثورة من هدم للنظام السابق؟

 

من المعروف أن الثورة إذا نجحت فإنها تحدث نوعا من الفراغ الأمني والسياسي والاجتماعي إذا فما هو البرنامج التدريبي الذي تلقيتموه لسد هذا الفراغ؟.

 

نعلم جميعا أن أي شيء يكمن في طياته الإيجاب والسلب فمستخدم النار من الممكن أن يصنع بها زجاج نافع لنا ومن الممكن أيضا أن يحرق نفسه وغيرة كذلك الحال بالنسبة للمتدرب على ثورة إن نجحت يصنع لنا مستقبل مشرق ومن الممكن أن يودى بنا إلى الهلاك.

 

إن لم يكن درب على الهدم والبناء لان الثورة يكمن بداخلها الاثنين والظاهر لنا أن التدريب قد تم على جانب واحد فقط هذا فضلا عن أننا كشعب عربي أصبحنا ومنذ فترة نمتلك مهارة الهدم ولكننا لا نمتلك براعة البناء وهذا كله إن سلمنا جدلا بأن الثورة تحتاج إلى تدريب. فلم اقرأ يوما مطلقا أن سعد زغلول قد درب على إحداث ثورة.

 

يشيع البعض منهم أن الثورة قد سرقت وكأنها ملك لفرد وان فلول النظام مازالت تتنفس وتعيس فسادا وهل هي بهذه الدرجة من القوة أن تظل تعبس وتفسد لمدة 9 اشهر فهل فلول النظام أقوى من النظام نفسه والذي مات في 18 يوم.

 

الكثير من الأحداث المأساوية تحدث منذ الثورة فضلا عن الفئويات وتنسبون كل ذلك إلى الفلول , يا لهم من فلول أقوياء، أأنتم يا من صنعتم هذه الثورة وتنسبوها إلى تدريبكم وبالفعل حدثت لا تستطيعون القضاء على مجرد "فلول" الم يكن في البرنامج التدريبي فصلا عن كيفية القضاء على الفلول؟ كما كان هناك فصلا عن القضاء على النظام!.

 

فلنكتفي بهذا القدر من "الفلول" عفوا من البطولات الورقيه فالبطل الحقيقي والوحيد هو الشعب المصري فهو من انتفض وهو من تحرك وهو من أصيب واستشهد.

 

وان كنتم تبحثون عن بطولة ولكن حقيقية وليست من ورق فبما أنكم تدربتم على إحداث الثورات وأصبحتم كوادر لهذا الشعب المصري فنحن ندعوكم لإحداث ثورة أخرى بل ثورات علمية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية.

 

وكما يقال الميدان فسيح

شارك بتعليقك