عبدالرحمن محمد رضا: الارتباك هو الحل - منبر الشروق - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:12 م القاهرة القاهرة 24°

عبدالرحمن محمد رضا: الارتباك هو الحل

نشر فى : الأحد 26 فبراير 2012 - 3:40 م | آخر تحديث : الأحد 26 فبراير 2012 - 4:00 م
محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين
محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين

متي سيتوقف الارتباك السياسي لمكتب الإرشاد؛ ومتي سينتهي مسلسل التصريحات المرتبكة والمختلطة لأعضائه.. ولنأخذ مثالاً لتصريحات الفصل بين الحزب والجماعة.

 

لقد هرمنا.. نعم هرمنا.. ونحن نخاطب مكتب الإرشاد أن ينأي بنا وبنفسه عن خوض غمار المنافسة الحزبية، ولكنهم أصروا بعناد رغم كافة المناشدات من كل صاحب عقل ورؤية في هذا البلد.

 

واستمرت النداءات من أجل مصلحة الوطن، ومن أجل مصلحة الجماعة، أفصلوا الحزبي عن الدعوي فصلًاٍ وظيفياً "نبوس ايديكم افصلوا" ولكنهم أصروا، ولما كثرت النداءات قلوا لنا:

 

لقد أنشأنا حزباً مستقلاً استقلالاً تاماً عن الجماعة ولكن عند الممارسة لم نجد هناك حزباً حقيقياً؛ ووجدنا مكتب الإرشاد هو من يدير الحزب فعليا.. فلما لامهم الناس قالوا:

 

توجد صعوبات حقيقية في الفصل الفوري للحزب عن الجماعة؛ فالحزب يعتمد مالياً علي الجماعة؛ كما أنه لم يبن وينظم كوادره بعد.. المسألة تحتاج إلي وقت لاتمام الانفصال ولكن "هنفصل يعني هنفصل"

 

وبعد قليل وجدناهم يقولون الحرية والعدالة هو حزب الجماعة، ثم تطور التصريح السابق حتي قالوا: حزب الحرية والعدالة هو الذراع السياسي للإخوان المسلمين، حتي وجدنا وكيل الجماعة يتحدث في قناة مصر٢٥ عن تشكيل لجان مجلس الشعب!!

 

إن التسمية المؤدبة الوحيدة الممكنة لهذا الاضطراب المتدرج في توصيف العلاقة بين الحزب والجماعة؛ أن نقول إن هذا مجرد "ارتباك".

 

ولنأخذ مثالاً آخر علي هذا الارتباك: موقف مكتب الإرشاد من مسألة الترشح للرئاسة.. تابعوا معي هذا التسلسل في التصريحات لتتأكدوا معي أنهم مرتبكون.

 

لن ندعم مرشحاً للرئاسة؛ ولن يكون منا – أي الإخوان – مرشح للرئاسة، ثم لما قيل لهم: أبوالفتوح استقال أو فُصل؛ ولم يعد من الإخوان تنظيمياً؛ فلماذا لا ندعمه؛ ويشهد الله أنه أفضل المرشحين فقالوا لنا:

 

لن ندعم مرشحاً إسلامياً.. بعد عدة أسابيع

 

سندعم مرشحاً توافقياً.. وبعد أسابيع أخري

 

لن ندعم مرشحاً علمانياً.. ثم بعد أيام سندعم واحداً أو أكثر من مجموعة مرشحين لهم خلفية إسلامية..

 

يا تُري ماذا سيكون التصريح القادم؟ وإن تعجب فاعجب منا - نحن الإخوان - الذين قيلت لنا كل هذه التصريحات المتضاربة وقبلناها كلها؛ بل وانبرينا في كل مرة للدفاع عنها بحماس باعتبارها رأي الجماعة.

 

ولو تابعت أحد هؤلاء المدافعين دائماً لوجدته مدافعاً بحماس عن موقف ما؛ ثم لم يلبث أن يكون مدافعاً بنفس الحماس عن نقيضه!!

 

أنا أحب آبائي وإخواني الكبار في مكتب الإرشاد؛ لعلمي يقيناً بمدي صلاح هؤلاء النفر الكريم من الناس، ولكني دائماً ما أفرق بين الصلاح والصلاحية؛ فالصلاح وحده لا يكفي لخوض غمار العمل التنافسي الحزبي، فليس كل صالح يصلح للعمل الحزبي بل ربما أضر بأكثر مما يُصلح وسبب لنا ارتباكاً كما فعلوا.

 

يا مكتب الإرشاد نرجوكم: "ارحمونا شوية" وتوقفوا عن التصريحات؛ اتركوا التصريحات الحزبية لمسئولي الحزب؛ ارفعوا أيديكم عن الحزب ويكفينا ما لاقيناه من هذا الخلط.

 

لقد انتظرنا منكم أن تعطونا مثالاً لشعار الإسلام هو الحل ولكن ما رأيناه منكم للآن كان "الارتباك هو الحل"، أنا أعلم أنه مقال قاسي ولكنها قسوة المحب الذي تملكته الغيرة علي وطنه وجماعته.

شارك بتعليقك