خيارات التدخل المصرى فى ليبيا (٥) - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خيارات التدخل المصرى فى ليبيا (٥)

نشر فى : الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 - 8:35 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 - 8:35 ص

ذكرنا فى المقالة السابقة أن التحالف العربى (الموسع) أيضا يصعب تكوينه لتعقيدات عربية تاريخية كثيرة كانت حاضرة يوم أزمة الكويت بصورة أقل صخبا مما هى عليه الآن، وللتدليل على ذلك تكفى النظرة إلى جيران ليبيا من العرب باستثناء مصر وهم تونس والجزائر والسودان.

الصيغة النهائية لتوصية آخر اجتماعات وزراء خارجية دول جوار ليبيا والتى احتضنتها القاهرة فى 25 أغسطس الماضى لم تتطرق إلى تدخل عسكرى عربى أو إفريقى فى ليبيا، وإنما جاءت كلماتها لتركز على الحلول السياسية لكن دون طرح حلول عملية: «الوقف الفورى لجميع العمليات المسلحة من أجل دعم العملية السياسية، وتعزيز الحوار مع الأطراف السياسية التى تنبذ العنف وصولا لتحقيق الوفاق الوطنى والمصالحة ووضع دستور جديد للبلاد».

والمؤكد فى هذا السياق أن دولة مثل تونس سترفض بشدة أى عمل عسكرى عربى (مُعلن) على أراضى جارتها الليبية، لاعتبارات عدة منها نفوذ حركة (النهضة) الإخوانية شريكة الحكم فى تونس والتى ترتبط فكريا بنظرائها من الإخوان فى ليبيا، وهى تعى تماما أن التدخل الخارجى وخصوصا لو كان عربيا لن يكون فى مصلحة التنظيم الإخوانى العالمى لاسيما بعد خسارته السلطة فى مصر وانكماش رقعة الأرض العربية التى يسيطر عليها منذ بداية الربيع العربى وحتى الآن.

أمّا باقى الفصائل السياسية التونسية فلن يختلف رد فعلها كثيرا، لخوفها من الانقضاض على تجربتها الديمقراطية وهى الوحيدة المتبقية من مجموع ثورات الربيع العربى.

ورغم تضررها من اتصالات الميلشيات المتطرفة فى ليبيا بعناصر مماثلة فى الداخل التونسى لكن تونس تتحسب أيضا من أعمال إرهابية انتقامية تتوالى على إثر اشتراكها أو حتى غضها الطرف عن أى تدخل عربى فى طرابلس.

لذا فالمتوقع أن ترفض تونس بأطيافها السياسية المختلفة أى تدخل من هذا النوع، بل ستفضل دائما اللجوء إلى حلول أخرى تتجنب التدخل المباشر.

أما الموقف الجزائرى فلا يختلف كثيرا، وأبرز تصريح رسمى فى هذا الصدد يعود إلى  رمطان لعمامرة وزير الشئون الخارجية الجزائرى إذ يقول: «إن الجزائر لا تؤمن بالحلول العسكرية لتسوية الأزمات السياسية التى تعانى منها دول الجوار على غرار الأزمة الليبية».

ورغم أنه لا يعول المراقبون كثيرا على تصريحات الدبلوماسيين لاسيما الأولية فى ظروف مثل هذه، إلا أنه لا يمكن أيضا الذهاب إلى أن  الموقف الجزائرى سيحبذ الاشتراك فى عمل عسكرى عربى داخل ليبيا.

الجزائر يعى أكثر من أى أحد خطورة الفوضى الأمنية وانتشار الميليشيات المسلحة بعدما اكتوى بنيرانها ــ بغض النظر عن هوية المسئول ــ طوال عقد كامل، لكن هذا لا يكفى للتورط فى مغامرة داخل صحراء ليبيا الشاسعة خاصة مع هشاشة الوضع الأمنى فى الجزائر نفسها.

ولا يبدو واضحا حتى الآن النتائج الكاملة للزيارة الخاطفة التى أقدم عليها السيسى إلى الجزائر فى مستهل ولايته الرئاسية، لكن أغلب الظن أنها لم تثمر عن تفاهم ٍحاسم فى شكل مواجهة الأزمة الليبية.