هل الحظ لونه أحمر؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل الحظ لونه أحمر؟

نشر فى : الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 - 8:55 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 - 8:55 ص

•• ما حدث فى ركلات الجزاء الترجيحية فى مباراة السوبر كان دراما، فيها الفرحة، والأمل، ثم القلق، والحزن والغضب، والنهاية السعيدة. إنها دراما تؤكد أن كرة القدم غدارة، لعوب، تلعب بالأعصاب بقدر ما تلعب بالعقول والقلوب.. ومع تقديرى الكامل لتاريخ الأهلى وبطولاته التى وصلت إلى 129 لقبا، أشعر فى كثير من الأحيان أن الحظ لونه أحمر، وأن الحظ حين يرى الأهلى يجرى نحوه ملهوفا لاحتضان لاعبيه، والعكس صحيح فى الزمالك، أرى الحظ يدير ظهره للفريق كثيرا جدا؟

•• لا تترجموا ذلك على أن الأهلى فاز بالحظ، وأن الزمالك خسر لأنه لم يكن محظوظا، فالحظ كما يقال يذهب لمن يستحقه، ويتخلى عمن لا يستحقه. لكن المباراة فيها نزعة دفاعية، وصراع تكتيكى، ربما جعل البعض يراه غير مثيرة أو غير مبهجة وفاقدة للمتعة، إلا أن هذا الصراع فيه أيضا قدر من المتعة والجمال، ويحسب لمدافعى الفريقين تألقهم، وكان النجوم بالترتيب: سعد سمير، على جبر، إبراهيم صلاح..

•• الدفاع حكم أداء الفريقين. وبذل لاعبو الوسط جهدا فى هذا الشق، تسبب فى استهلاك جهدهم وتقييد تحركاتهم الأمامية الهجومية. فلم تكن هناك تلك الزيادات العددية فى المقدمة. وتوقفت الأطراف الأربعة بالفريقين عن التقدم وإطلاق الكرات العرضية، باستثناء مرات قليلة من جانب عبدالشافى. فخسر الأهلى والزمالك قوة الوسط الهجومية، وحل الكرات العرضية من الطرفين.. فكانت المباراة بين خطى منطقة الجزاء وليست بين خطى المرميين..

•• من أخطاء المدربين، جاريدو وحسام حسن تلك التغييرات غير المنطقية، التى لم تحقق أى فائدة أو إضافة، فتغيير رأس حربة بلاعب وسط متقدم فى مباراة بطولة، قلل من هجوم الفريقين، وكان الأفضل مثلا أن يلعب عبدالظاهر بجوار عمرو جمال، وليس رمضان صبحى مع عبدالظاهر. وفى الزمالك كان الأفضل ان يلعب أحمد على بجوار عبدالله سيسيه؟

•• المباراة لا تصلح حكما على صفقات الزمالك فهذا تسرع يقترب من التربص، والاصطياد. والمباراة أيضا لا تصلح للحكم على مستوى جاريدو وعلى فكرة، فهذا مبالغة لا يجوز ارتكابها.. وبمراجعة شريط اللقاء كانت لكل من الفريقين فرصة واحدة ثم لا شىء بعد ذلك. والفوز بركلات الجزاء الترجيحية أنقذ جاريدو من سيوف النقد المشهرة فى وجهه بلا سبب.. وهو لو كان خسر بركلة جزاء واحدة لعلقت له قصائد النقد والهجوم..

•• أحمد الشناوى كان نجم المباراة الأول وكذلك ركلات الجزاء فهو مع كل كرة يسددها أحد لاعبى الأهلى.. أما شريف إكرامى فقد أعاد الأهلى للمباراة بتصديه لركلة جزاء. ويحسب له أن مستواه يتطور من مباراة لأخرى بزيادة خبرته..

•• أخيرا لا يجوز أبدا أن يدلى رئيس الزمالك برأيه فى التشكيل الفنى، ولا يجوز أبدا أن يتدخل مجلس إدارة أى ناد فى العمل الفنى لأى جهاز، ولا يجوز أبدا أن يحاسب حسام حسن بتلك القسوة لمجرد أن محمد كوفى سدد فى ساعة الاستاد أو لأن إبراهيم صلاح سدد فى القائم.. الوقت مازال مبكرا للحساب.. مبروك للأهلى وهارد لك للزمالك.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.