ما هذا التهريج الإعلامى؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما هذا التهريج الإعلامى؟

نشر فى : الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 9:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 9:00 ص

•• ما قيمة أن يشارك سبعة لاعبين عرب منهم ثلاثة مصريين فى الدور الثانى لدورى أبطال أوروبا؟ ماذا يدعو فى ذلك للتفاخر والتباهى والتعالى؟ لماذا لم نسأل أنفسنا كم لاعبا إفريقيا أو من اصول إفريقية يشارك فى هذا الدور وكم لاعبا إسبانيا أو ألمانيا أو فرنسيا يلعبون فى تلك المرحلة؟

نعم يشارك محمد صلاح ضمن صفوف تشيلسى، والننى وأحمد حمودى مع بازل، والمهدى بن عطية فى بايرن ميونيخ، وأيمن عبدالنور ونبيل درار مع موناكو وياسين براهيمى مع بورتو.. ونحن العرب كعادتنا اختصرنا تشيلسى فى صلاح، وبايرن ميونيخ فى المهدى بن عطية، وموناكو فى نبيل درار، تماما كما اختصرنا فى يوم من الأيام عالم الكرة العربية كله فى زين الدين زيدان، وتفاخرنا بأصوله الجزائرية بينما أرى أن الفخر يكون بأداء منتخب الجزائر فى كأس العالم.

•• من مظاهر هذا الاختصار الساذج، والافتعالى، أن نرى مثلا أن مباراة بازل السويسرى ضد بورتو البرتغالى ستكون مواجهة عربية بين محمد الننى وحمودى وبين ياسين براهيمى.. كيف؟ أومال فين جميع لاعبى بازل وبورتو وأدوارهم المؤثرة؟ هل كان صحيحا أن يرى الإعلام المصرى والعربى على سبيل المثال فوز بازل على ليفربول انتصار للننى على الفريق الإنجليزى؟ ما هذا؟ لماذا لا تتغيرون؟ لماذا يسير جيل الشباب على نفس خطى أجيال سبقت من الإعلاميين والصحفيين الذين تباهوا «بشعرة بنت أختها» بلا مبرر حقيقى؟

•• أفهم أن نفخر بمستوى كرتنا، وبملاعبنا، وبأننا ذهبنا إلى كأس العالم ونافسنا وكسبنا، وأفهم أن نفخر بأن كرة القدم فى عالمنا العربى باتت صناعة مربحة وناجحة ومنعشة، ومنتعشة، ويشاهدها الجمهور فى إفريقيا وآسيا، وأننا فعلنا كما فعل تشيلسى الإنجليزى، وأنشأنا موقعا باللغة الصينية لأن له 20 مليون مشجع فى الصين، بينما شاهد مباراته مع هال سيتى 20 ألفا فى بومباى وشجعوه بحماس، علما بأن الهند لا تلعب كرة القدم!

•• أنا قومى عربى، وأحد أبناء تلك القومية كفكرة وأمل، وأثق أنه يوم نتفق كعرب على الاتفاق وليس على عدمه سوف ننهض ونكون أكثر قوة، لكننا يجب أن نضع كل شىء فى حجمه، وأذكر هنا أننى تفاعلت مع فريق المغرب التطوانى فى مباراته الأولى أمام أوكلاند سيتى النيوزيلندى فى كأس العالم للأندية، وكنت أتمنى فوز فريق المغرب، لكنه خسر بركلات الجزاء. إذن هارد لك وبرافو أوكلاند.. إلا أنه فى تقديم واحدة من أكثر الصحف العربية رصانة فيما بعد لمباراة وفاق سطيف الجزائرى مع أوكلاند جاء كما يلى: «وفاق سطيف يتأهب لرد اعتبار العرب أمام أوكلاند اليوم»!!

•• ألا تصنع تلك العناوين والمفاهيم الخاطئة للرياضة ولرسالتها الإحباط والكراهية والعنصرية.. وتعزز فى نفوس الأجيال فكرة أن العالم كله ضدنا.. ما هذا العنوان..؟ رد اعتبار العرب كلهم ومرة واحدة.. ليه ماذا حدث لأمة العرب.. ماذا فعلت بها هزيمة المغرب التطوانى؟ وماذا كتبت الصحيفة وكل الصحف العربية بعد خسارة وفاق سطيف أمام أوكلاند.. من بقى كى يدافع عن كرامتنا واعتبارنا.. ما هذا التهريج والقصور وعدم الفهم الإعلامى الذى لا يريد أن ينتهى أبدا؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.