غزة .. صورة جديدة تتشكل - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غزة .. صورة جديدة تتشكل

نشر فى : الثلاثاء 22 يوليه 2014 - 9:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 22 يوليه 2014 - 9:15 ص

هذا مقال يخلو من العاطفة، لا مكان فيه إلا لمحاولة استكشاف ما تمخضت عنه مأساة إخواننا فى غزة من أوضاع جديدة، ألا فليزهد فى قراءته كل غوغائى لا يحسن إلا الصراخ.. اللهم قد بلغت.

حماس ليس لديها الكثير لتخسره، بل يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك للقول بأن حماس وبعد قرابة الأسبوعين من العدوان المستمر على غزة ليست أكبر المتضررين من عملية كهذه، فحماس تدرك جيدا أنها مسألة وقت ويتوقف العدوان رغما عن إرادة أصحابه، وتعلم أن قدرة قطاع غزة على الصمود مازالت فى بدايتها رغم ما خلفه العدوان من مئات الشهداء وآلاف الجرحى والنازحين، لذا فهى حريصة على التشبث بفرصة كهذه لن تتكرر كثيرا تتيح لها إعادة ترتيب رموز المعادلة حسب ما تفترضه من أوزان جديدة للقوى الإقليمية.

حماس ليس لديها الكثير لتخسره، ولعل محدودية أوراق التفاوض السياسى بيدها هو ما دفعها إلى المقامرة برفض ليس فقط المبادرة المصرية التى لن تختلف من حيث بنودها كثيرا عن بنود أى مبادرة أخرى، وإنما بالرهان على قدرتها فى ظل هذه الأزمة على التحرر من وصاية مصرية « مفترضة» والاستعاضة عنها بدور تركى قطرى.

أما إسرائيل، فدائما ما تبدأ عدوانا كهذا وعينها نصب أقرب توقيت ممكن لإنهاء العملية العسكرية نظرا لمحدودية قدرتها على خوض حروب استنزافية طويلة، لذا فهى دائما ماتحتاج إلى وسيط يعود بالطرفين إلى هدوء ما قبل العدوان، فى تقليد رتيب يتكرر دوريا تهدف إسرائيل من ورائه إلى تقليم أظافر المقاومة بشكل منتظم لضمان عدم خروجها عن السيطرة.

لكن رغم أن التصعيد بالاجتياح البرى يهدف بالأساس إلى تقليل خيارات المقاومة، إلا أن إسرائيل وللمرة الثانية فى غضون عامين تفشل فى تقدير مناسب لحجم الإمكانيات القتالية لحماس وفصائل المقاومة، فالتطور الهائل لعمليات المقاومة أصاب الإسرائيليين بارتباك حقيقى، وتحديدا عمليات الإنزال خلف خطوط العدو التى تكررت بنجاح كبير أكثر من مرة، وساعدت فى تقويض حصر الصراع داخل قطاع غزة.

وحتى المعركة الإعلامية تخسرها إسرائيل خسارة فادحة، إذ لم تفلح كل أساليب التعتيم التى استخدمتها للتعمية على حقيقة خسائرها الميدانية بذريعة المحافظة على الحالة المعنوية لجنودها، بل بدت محاولاتها بدائية ركيكة ضخمت من حجم انجاز فصائل المقاومة وأتت بنتيجة عكسية.. إذ لم تعد الغلبة إعلاميا لمن يملك التأثير على ترسانة القنوات الإخبارية العالمية ويدفعها للتغطية الإعلامية المنحازة، بل استفادت المقاومة من شبكات التواصل الاجتماعى وكاميرات الهواتف المحمولة، لاسيما فى عملية اختطاف الجندى التى أنكرتها ابتداء وستضطر للاعتراف بها لاحقا.