بريطانيا هى أمى.. والتيمز هو دمى - حسام السكرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بريطانيا هى أمى.. والتيمز هو دمى

نشر فى : الأحد 23 نوفمبر 2014 - 8:05 ص | آخر تحديث : الأحد 23 نوفمبر 2014 - 8:05 ص

مبنى وستمينستر (البرلمان البريطانى)

ــ يا جماعة انا عايز اقول حاجة مهمة

ــ بليز يا هينَرى، اتفضل يا حبيبى

ــ معدلات البطالة بتعلى، وعندنا مشاكل فى توزيع الدخل، والرعاية الصحية، والتعليم.

ــ مش وقته يا هينَرى..

ــ ازاى بس؟! فيه عيلات كتيرة بتواجه مشاكل اقتصادية، ما بتعرفش تحلها غير بالانتحار، عدد البيوت اللى بيتحجز عليها بسبب الديون زاد. فقدنا مميزات تنافسية كبيرة أمام دول فى الاتحاد الأوروبى، وكمان..

ــ (تتصاعد الاعتراضات بين نواب البرلمان) حيلك يا هينَرى حيلك. انت ناسى خطر الإرهاب؟ ناسى إن المسلمين المتطرفين بيهددوا بريطانيا؟ أفكرك بالجندى «لى رجبى» اللى المتطرفين دبحوه قدام الناس فى ووليتش؟ افكرك بقنابل مطار جلاسجو؟ افكرك بتفجيرات مترو لندن؟ بريطانيا اللى العالم كان بيحسدنا على استقرارها بتواجه مؤامرة. أمريكا طلعت بتتجسس على ألمانيا وأكيد علينا، والفرنساويين عينهم تفلق الحجر.

ــ عارف والنعمة بس فيه أخطار كبيرة، لو سبنا كل القضايا علشان الإرهاب والمؤامرة، وحولنا الميزانية للأمن بس، الخطر هيبقى جوه مش برة. التفكير الأمنى بيهدد أمننا. شعبنا مش سهل. النهاردة يرقص لك فى ترافلجار سكوير، وبكرة يفرش لك الملاية فى نوتنج هيل! انتو نسيتو انتفاضة الشباب فى 2011؟

ــ انتفاضة؟ قصدك وكسة يناير؟ انت عارف انها كانت مؤامرة يا هينَرى. واللا عندك رأى تانى؟

ــ وكستنا كانت فى أغسطس يا جماعة. يناير دى بتاعة مصر.

ــ إسمع يا هينَرى الأخطار كتيرة وما نقدرش حتى نتكلم فيها علشان الأمن القومى البريطانى. الكلام بتاعك مالوش مكان، إحنا فى معركة ولا صوت يعلو فوق صوت الرئيس.. بتاع الوزراء. كلامك إهانة للجيش وللشرطة الباسلة، وبيتجاهل الأخطار اللى بيواجهوها. دم الجندى «لى» لسه ما نشفش على الأسفلت فى ووليتش يا هينَرى وانت بتكلمنا عن مشاكل الناس؟!! المملكة فى خطر وانت معندكش غير النقد؟! انظر للنصف الممتلئ من المركوب.. قصدى من الكوب!

ــ يا جماعة افهمونى. احنا رايحين فى البلالا!

ــ اخرس. استحملناك كتير. ثقتنا فى الملكة وفى رئيس وزرائنا مالهاش حدود..(ينهض ويهتف)

ــ كاميرووون رئيسى، قول له يا ميسى

(ينهض آخر ويهتف من آخر القاعة): كاميروون يا كايييدهم .. بكرة يموتو بغيييظهم)، كاميرون يا فلة.. إدى حسودك قُلة (القلة بتشديد اللام هى إناء فخارى يشرب فيها البريطانيون الماء)

يضيع صوت هينَرى وسط الصخب، يدفعه البعض للجلوس: بالراحة يا جدعان. أنا مش..

ــ اخص عليك!.. مين اللى بيمولك ياله؟ كنا فاكرينك بتحب بريطانيا.. لازم نديله درس فى الوطنية يا جماعة:

ينهض الجميع فى حركة واحدة، ويغنون فى صوت مرتفع ومتناغم، فيما يضبط رئيس البرلمان الإيقاع بعصاه، قبل أن يتركها ويحرك قبضة يده فى راحة اليد الأخرى كما لو كان يقو لهينَرى: «فلفل... شطة». يرتفع الصوت تحت قبة البرلمان:

بريطانيا هى أمى، التيمز* هو دمي، بيرتها فى حَمَاري، بطاطسها ف جوانحى،

حتى لونى أبيض مشرب بالحمرة، لون تلجك (لما بتنزل تلج ولو ان ده ما بيحصلش كتير).. يا بريطانيا..

بريطانيا.. بريطانيا..

...

(فصل من مذكرات النائب البريطانى هينَرى كليفتون ــ الطبعة المصرية)

التعليقات