الذين يدمرون الحياة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الذين يدمرون الحياة

نشر فى : الأحد 23 نوفمبر 2014 - 8:05 ص | آخر تحديث : الأحد 23 نوفمبر 2014 - 8:05 ص

يوم الجمعة الماضى، وصلت سيارتا دفع رباعى يستقلهما أفراد ملثمون يحملون أسلحة رشاشة، ثم قاموا بزرع عبوة ناسفة أسفل خزان المياه الرئيسى فى قرية الضهير جنوب مدينة الشيخ زويد، وبعدها تم تفجيرها عن بُعد، مما أدى إلى تدمير الخزان، وطبقا لشهود عيان فقد هرب المسلحون إلى مناطق صحراوية جنوب المدينة.

انتهى الخبر الذى نقله زميلنا مراسل الشروق فى شمال سيناء مصطفى سنجر، وحتى هذه اللحظة أحاول أن أستوعب كيف يفكر هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل الوضيع والخسيس، ولم أصل إلى نتيجة.

يمكن فهم ـ وليس قبول ـ أن يقوم إرهابيون أو مسلحون أو غاضبون بالاشتباك مع قوات الأمن، لكن كيف يمكن تصور أن يقوم شخص طبيعى وعاقل ووطنى بتفجير خزان مياه يشرب منه أهالى القرية؟!.

السؤال الآخر: كيف يفكر هذا الشخص الذى اتخذ قرارا بتفجير خزان المياه؟. الذين نفذوا العملية ربما هم مغيبون ومضحوك عليهم وعقولهم تم سرقتها بالكامل وجرى لها عملية غسيل شاملة.. لكن ماذا عن الذى خطط واتخذ القرار؟!.

خزان المياه يشرب منه الأهالى وتكلفته عمليا يدفعها الأهالى وليس ضابط الشرطة أو الجيش أو حتى موظف الحى والمحافظ ووزارة الإسكان.

وبالتالى فعندما يقوم شخص بتدمير هذا الخزان فإنه عمليا يدمر ثروة قومية ولا يؤذى أجهزة الأمن، بل يحارب الناس عموما والبسطاء والفقراء منهم خصوصا فى أرزاقهم بل ويدمر حياتهم.

هذا الإرهابى الذى فجر خزان المياه فى الشيخ زويد ليس فردا بل تنظيما إجراميا بدأ يكثف هجماته وعملياته ضد مصالح المواطنين.

الأمر لا يقف على مياه الشرب وحسب تقرير صادر عن الإدارة المركزية لتخطيط وصيانة الوحدات المتحركة بهيئة السكك الحديدية فإن إجمالى القطارات التى تم استهدافها بلغ 12 قطارا أغلبها بخطوط الوجه البحرى، مما أدى إلى احتراق 26 عربة، والقضاء تماما على محتوياتها، وتوقف القطارات أكثر من عشرين مرة على مدى سبعة أشهر متتالية، والنتيجة أن الخسائر وصلت إلى 35 مليون جنيه لأن تكلفة إصلاح العربة الواحدة تصل إلى مليون ونصف المليون جنيه.

هؤلاء الإرهابيون استهدفوا لأوقات طويلة محطات وأبراج ومحولات الكهرباء، واستهدفوا أيضا محطات المياه، بل ومحطات الصرف الصحى.

والجديد فى الأمر أنهم بدأوا يستهدفون المواطنين مباشرة عبر وضع العبوات الناسفة فى القطارات ومحطات المترو، وهى أعمال لم يفعلها الصهاينة. وكل المؤشرات تقول بوضوح إن الإرهابيين يعملون لصالح هؤلاء الصهاينة سواء كانوا يدركون أم لا.

المنطقى أن هؤلاء المجرمين وهم يحاولون محاربة الحكومة وأجهزة أمنها يريدون أن يصلوا للحكم.. فكيف يمكنهم تصور أن يحكموا شعبا يقومون بقتله وتخريب منشآته الحيوية كل يوم؟!.

وإذا كان هؤلاء قد فقدوا كل ما تبقى من عقولهم، فكيف يرفع أنصار جماعة الإخوان أعلام داعش ويهتفون باسمها فى مظاهرات يوم الجمعة الماضى؟

أى منطق يجعل جماعة تقول عن نفسها إنها سلمية أن ترفع علم جماعة تكفر كل المجتمع وتستبيح دماءه وحرماته؟!.

المؤكد أن المجتمع سوف يدفع ثمنا باهظا جراء هذا الفكر الإرهابى وممارساته على الأرض، وأن هذا الأمر لن يتم بين عشية وضحاها، بل سيحتاج وقتا، لكن رب ضارة نافعة، والفرز الذى يتم على أرض الواقع له ميزة لا تقدر بثمن وهو أنه جعل الجميع يكشفون عن الأقنعة الحقيقية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي