•• الموضوع أساسا ليس المدرب وحده ولا هو شخص شوقى غريب وحده، فهذا إفلاس فى التلبيس.. «يعنى ترجمته بلغة أدق».. هو إفلاس فى تعليق الأخطاء والتدهور الذى تتعرض له كرة القدم فى مصر منذ سنوات طويلة بغض النظر عن البطولات الإفريقية التى أحرزها المنتخب، فاللعبة فى مصر لا تقتصر فقط على المنتخبات الوطنية.. اللعبة كما قلنا مرارا وتكرارا هى المسابقات المحلية وقوتها وانتظامها، وهى الملاعب والاستادات، والبهجة فى المشاهدة، والتسويق الذى يثرى الأندية، وفصل أنشطة كرة القدم عن الرياضات الأخرى فى الأندية.. واللعبة أيضا هى الحكام والجمهور..

•• وعندى سؤال مهم وقاطع وواضح: هل الاستعانة بمورينيو أو فان جال تعنى ضمان وصول المنتخب إلى كأس العالم؟ طيب فان جال يعانى مع مانشستر يونايتد وهو واحد من أشهر وأبرع المدربين فى العالم؟

•• نعم شوقى غريب وقع فى أخطاء وكانت تصريحاته كرة من الأخطاء، كما وضعته الظروف فى دائرة أخرى من السلبيات، لكن تسريب أخبار عن انقسام أو صراع فى الاتحاد من دلائل سوء الإدارة، كأن هناك أشخاصا يعلن كل منهم أنه مع مدرب بعينه، إما إرضاء للمدرب أو ظنا بأنه إرضاء للرأى العام.. ولو سألتم الرأى العام عن رأيه فلن تعجبكم إجاباته إطلاقا..؟

•• أيضا بقدر أهمية التأهل لكأس العالم وكذلك بطولة الأمم الإفريقية التى استعصت على المنتخب ثلاث مرات، هناك ما هو أهم.. إنه نسف الحمام القديم تماما، وتغيير الأسلوب الإدارى للعبة، وتطهير كرة القدم من أوجه الفساد والمصالح، وإلغاء فكرة إشراف أعضاء فى الاتحاد على المنتخبات، فى ظاهرة غير مفهومة، كأنه توزيع مغانم، وهو أمر غير مقبول على شخصيات رياضية معروفة فى العمل التطوعى..

•• أزيد بالإشارة إلى ما جاء فى كتاب اعترافات الحكم السابق السنغافورى ويلسون راج بيرومال فى «ملوك الغش» الذى أثار ضجة كبيرة عند صدوره، ويعترف فيه الرجل بتلاعبه فى نتائج المباريات، ومنها مباراة مصر واستراليا الودية فى نوفمبر 2011 حيث قدم رشوة للحكم البلغارى الذى أدار اللقاء ليفوز المنتخب بثلاثة أهداف نظيفة.. ألا يستفزكم هذا؟ ألا يدفعكم الأمر لإجراء تحقيق فى هذا الفساد الذى وقع فى فترات سابقة، لأن ويلسون بيرومال تحدث عن رجل خفى يعمل معه فى مصر، ويعاونه فى أعماله، ولم يكشف عن اسمه فى كتابه.. ألا تخشون أن يكون هذا الرجل مازال موجودا فى شارع الكرة المصرية، يلعب ويتلاعب كما يحلو له، وهو الكلب الخفى الذى يبدو مثل تفاحة، لكنها عفنة، أفسدت صندوق التفاح، أو صندوق الحرنكش؟!

و.. وها نحن نعود ونؤذن فى قبرص مرة أخرى..؟!