العشق الممنوع فى سيناء - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العشق الممنوع فى سيناء

نشر فى : الإثنين 27 أبريل 2015 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 27 أبريل 2015 - 9:15 ص

تحولت ذكرى تحرير سيناء كل عام لمناسبة موسمية يعلن فيها المسئولون فى الحكومة عن عشقهم لكل حبة رمل فى سيناء، وكيف أنها أرض الفيروز التى ضحّى لأجلها الرجال، وأن أهالى سيناء فى «نن العين من جوا»، فى محاولة يائسة لإبراء الذمة والتغطية على تقصيرهم الفادح فى حق شبه الجزيرة وأبنائها.

وما يسبب الألم أن هؤلاء المسئولين الذين يذوبون عشقا فى رمال سيناء أمام الكاميرات لم يروا محبوبتهم.. لم يلتقوا بها وجها لوجه.. يحبونها من بعيد لبعيد.. بالمراسلة.. حب افتراضى.. «على الفيس بوك يعنى».

فنادرا جدا ما نرى وزيرا يزور العريش أو الشيخ زويد المرابطتين على خط النار فى مكافحة الإرهاب؛ لرفع معنويات الرجال الذين يبذلون العرق والدم، أو لإشعار المواطنين أن خلفهم دولة تتذكرهم، فى ظل حكومة أشبعتنا حديثا عن أهمية الجولات الميدانية للمسئولين وكيف أنها تذلل العقبات التى تعوق وصول الخدمات إلى المواطنين!

لم نشاهد وزير التربية والتعليم يقوم بجولة لمتابعة العملية التعليمية فى مدارس جفجافة وبغداد والحسنة والقسيمة والجدى ونخل وصدر الحيطان وغيرها.. ولم نسمع سوى صمت وزير الإسكان والكهرباء حيال أزمة مياه الشرب وانقطاع التيار التى تضرب شمال سيناء منذ عدة أشهر.

وفى الوقت الذى تشبعنا فيه هذه الحكومة من معسول الكلام عن البنية التحتية فى سيناء نجد أن طرقها هى الأسوأ فى مصر.. وأدعو وزير النقل للمخاطرة بأخذ جولة على الطريق الأوسط الرابط بين الإسماعيلية والعوجة شرقا على حدودنا الدولية، الذى يعد السير عليه أصعب من المشى على الحبال، شأنه شأن بقية الطرق الطولية والعرضية الممتدة على أرض الفيروز التى تبلغ مساحتها 61 ألف كيلومتر مربع (أكثر من ضعف مساحة فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر).

يبدو أن الحكومة ما زالت أسيرة اختزال سيناء فى شرم الشيخ، بدليل أنها تعتبر«وادى التكنولوجيا» الذى يقع شرق قناة السويس ببضعة كيلومترات فى اتجاه المعدية نمرة 6 بالإسماعيلية هو سدرة المنتهى فى علاقاتهم بشبه الجزيرة.. الأرض والبشر.

وهنا أسأل وزير الشباب المجتهد: هل الاحتفال بعيد تحرير سيناء بمشاركة 10 آلاف شاب وفتاة من مختلف المحافظات يكون فى سيناء أم فى القاهرة.. على الضفة الشرقية للقناة فى ساحة احتفالات الجيش الثانى الميدانى المهيبة والمؤمنة، التى يتوسطها ذلك النصب التذكارى الشامخ على شكل «سنكى» البندقية الآلية بجوار خط بارليف، تعبيرا عن اليقظة الدائمة والاستعداد لدحر أى عدوان.. أم فى ستاد القاهرة؟

وما زاد الوجع فى ذكرى تحرير سيناء هذا العام، تلك الدعوات المحمومة لتهنئة الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، بهذه المناسبة، رغم أنه أهمل تعمير هذه الأرض عامدا متعمدا، وعرقل المشاريع التى استهدفت الارتقاء بها ووصلها عمرانيا وبشريا بوادى ودلتا النيل، مثل «المشروع القومى لتعمير سيناء»، الذى كان يستهدف توطين ثلاثة ملايين مواطن فى أرض الفيروز بحلول 2017، وكذلك التوقف المفاجئ فى عهده لمشروع تنمية شرق خليج السويس، فى إطار تقديمه لمسوغات الحصول على لقب «الكنز الاستراتيجى» لإسرائيل، فضلا عن السياسة القمعية التى انتهجها نظامه بحق أبناء سيناء بعد تفجيرات طابا فى سنة 2004، وحملات الاعتقال العشوائية التى نفذها حبيب العادلى، دون أدنى مراعاة لحقوق هؤلاء المواطنين.

وكانت النتيجة الحتمية لسياسات هذا المخلوع تجاه سيناء أن أصبحت هذه الأرض المصرية بيئة خصبة للإرهاب، الذى نكافح للتصدى له أمنيا فقط، ويتحمل الجيش والشعب فى ثبات الآلام والتضحيات للقضاء عليه.

kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات