ماذا سيفعل شفيق إذا عاد؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماذا سيفعل شفيق إذا عاد؟

نشر فى : الخميس 28 مايو 2015 - 9:35 ص | آخر تحديث : الخميس 28 مايو 2015 - 9:35 ص

هل هناك خلاف بين الفريق أحمد شفيق وبين الدولة الجديدة فى مصر؟!.

الإجابة هى نعم، لكنه خلاف من نوع آخر مختلف تماما عن الخلاف بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين، بل ومع بعض الأحزاب المدنية الأخرى.

أى كلام غير ذلك فهو للاستهلاك المحلى والعلاقات العامة ودفن الرءوس فى الرمال.

البعض تشكك فى القصة، التى نشرتها «الشروق» للزميلة دينا عزت فى عدد الاثنين الماضى، وخلاصتها أن بعض الجهات الحكومة رفضت عودة شفيق للقاهرة، ومستاءة من ممارسات بعض أنصاره.

لمن لايزال يتشكك فى صحة هذه المعلومات نضيف أن المشكلة موجودة منذ سقطت جماعة الإخوان. شفيق تصور بداهة أنه يجب ان يعود لمصر عودة الظافرين المنتصرين وينبغى استقباله كبطل، لكن ذلك تكسر على نصال الدعاوى القضائية التى طاردته.

كان الرجل ــ وهذا حقه الطبيعى ــ يعتقد أنه مع نهاية الدعاوى القضائية سيعود، لكن «شيطان التفاصيل» كان يظهر له كل مرة ويعطل العودة، وحتى هذه اللحظة فإن اسمه لايزال موجودا على قوائم ترقب الوصول، وليس معلوما بالضبط سبب هذا الإجراء.

قبل أيام ظهرت ملصقات وبوسترات غريبة فى شوارع القاهرة، تتبناها حملة «أنت الرئيس» تطالب بعودة شفيق. الرسالة التى وصلت لبعض أهل الحكم، أن هذه الحملة تجاوزت الكثير من الخطوط الحمراء من أول اسم الحملة نهاية بتحركاتها.

المعلومات شبه المؤكدة تقول إن حزب الحركة الوطنية الذى يتزعمه شفيق، غير راض عن هذه الحملة، وطلب بوضوح من شفيق أكثر من مرة بأن يصدر بيانا يتبرأ فيه من ممارساتها، لأنها تسىء إليه وتدخله فى صدام غير مطلوب مع بعض أهل الحكم.

لكن شفيق رفض بإصرار إصدار هذا النفى. وأرسل الحزب رسائل واضحة لكل من يهمه الأمر بأنه غير مسئول عن الملصقات. وكان ملفتا تلميح رئيس الحزب يحيى قدرى لأحمد موسى فى «صدى البلد» أنه يرفض أى عودة لشفيق، بعيدا عن الطرق الشرعية.

قبل ذلك بذل الحزب جهودا مكثفة لينهى أزمة عودة شفيق، وتواصلوا مع بعض المسئولين، وطلبوا وساطات آخرين.

قبل نحو شهر فاتحت شخصية مهمة أهل الحكم لإنهاء الأزمة، لكنها تلقت إجابة، خلاصتها أن الموضوع فى يد القضاء أولا، وأنهم غير متحمسين للملف ثانيا. الرسالة التى وصلت إلى الفريق وحزبه هى أن عودة الفريق غير مستحبة حتى تنتهى الانتخابات النيابية.

مصدر مطلع على تفاصيل القضية ومصنف كمحب للفريق شفيق، قال لى إن حقيقة الأزمة تكمن فى أن شفيق لايزال يتعامل مع الوضع المصرى وكأنه مجمد عند اليوم الذى غادر فيه البلاد عقب إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة عام ٢٠١٢ وحصوله على نحو ٤٨٪ من أصوات الناخبين.

يعتقد الرجل أن نصف الشعب لايزال معه، لكنه ينسى أن كل الذين انتخبوه وفوقهم كثيرون قد انتخبوا السيسى، وأعطوه من الشعبية ما لم يحصل عليه أحد من قبل ربما باستثناء عبدالناصر.

يضيف هذا المصدر أن بعض الشخصيات التى تتواصل مع شفيق لعبت دورا سلبيا فى الحالة التى وصل إليها الرجل، حيث تصور له الأمور على أساس أن الملايين ستنتظره فى المطار، وبالتالى فإن أقرب وصف لحالة شفيق بالتعبير الكروى أنه فقد حساسية المباريات السياسية، بسبب وجوده خارج المشهد السياسى المصرى منذ نحو ثلاث سنوات.

المرجح أن الحكومة الحالية لا تود أن ترى شفيق رمزا انتخابيا فى البرلمان، لأنه فى هذه الحالة سيعزز الفكرة القائلة بأن عصر مبارك قد عاد فعليا، وهو الأمر الذى ينطبق تماما على حكاية أحمد عز، رغم الفوارق الكثيرة بين الشخصين سواء على صعيد السمعة، أو الشعبية حيث لايزال شقيق يتمتع بشعبية أكبر كثيرا مقارنة بعز.

الخلاصة سواء عاد شفيق بعد أسبوع أو شهر أو سنة، فالقضية ليست متى بل ماذا سيفعل عندما يعود؟!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي