تعجبت قليلا من إطلاق سوزوكي لعدد من الطرازات الجديدة «دفعة واحدة» في سوقنا المحلي خلال الأسابيع الماضية!.. أعاد المشهد علي ذاكرتي إطلاق طراز SX4!.. السيارة التي اعتبرها من الأفضل في فئتها ولكن كما نقول باللغة الدارجة «حظها قليل»!.. استطاعت أن تحقق مبيعات «جيدة» لعلامة سوزوكي في مصر وكانت على وشك أن تُحدث طفرة حقيقية وترتقي بسمعة الشركة!.. فليس سرا أن تركيز سوزوكي في مصر خلال السنوات العشرة الماضية اقتصر على طرازات «رخيصة» يتم استيرادها من الهند!.

ما حدث وما لم أكن أتوقعه من الوكيل المصري وقتها هو أنه بعد شهور قليلة جدا من إطلاق SX4 بدأت مشاكل العملاء تتفاقم بشكل لم أشهد له مثيلا في سوقنا المحلية!.. قطع غيار أساسية ليست متوفرة!!.. ولا يمكن شرائها بأي شكل قانوني من خلال الوكيل لأنه لم يقوم باستيرادها أساسا!.. حتى أنني تابعت بعض الشكاوى بشكل شخصي لأسابيع طويلة ثم شهور!.. وحتى يومنا هذا لم يتم استيراد قطع الغيار المطلوبة!.. بل والذي يعرفه مالكي تلك السيارة والذي لن تتوقعوه أيضا أن «الوكيل» قام بالفعل ببيع قطع غيار غير أصلية لأحدا من المالكين!!.. وأكد مسئول المبيعات في منفذ قطع الغيار للعميل أن القطعة مطابقة رغم أنها تحمل أسم شركة منافسة لسوزوكي!.. أي أن الوكيل تورط في «غش تجاري» أيضا!.. المفاجأة هنا أن قطع الغيار التي أتحدث عنها هي: «فلتر هواء وبوچيهات وتيل فرامل»!!.. وهي ما نسميها أيضا قطع غيار أساسية ولا نشك مطلقا في توافرها لأي سيارة يتم إطلاقها محليا من خلال «وكيل معتمد»!.. في الحقيقة كان إطلاق SX4 فرصة حقيقية لوكيل سوزوكي للارتقاء بالعلامة التجارية في مصر!.. ولكن كان أداؤه محبطا جدا!.. الآن تقدم سوزوكي ثلاثة طرازات جديدة للعميل المصري!.. لا أدري إن كانت قطع الغيار متوفرة أم لا!.. ولكني قبل كتابة هذه السطور اتصلت بأحد من أصحاب مشكلة SX4.. رأيت أن أسأله أولا فربما تكون المشكلة قد انتهت!.. وكان نص المكالمة بعد التحية كالأتي:

حضرتك لقيت قطع الغيار بتاعت عربيتك ولا لسه؟!

أيوه جبتها خلاص، شكرا لاهتمامك.

طيب الحمد لله ان الشركة جابتها.

لا ياباشا الشركة ماجبتش حاجه واحد صاحبي بعتهالي من السعودية.

أتمني أن يفتح جهاز حماية المستهلك تحقيق موسع لدراسة تأثير فضيحة شركة Takata على سوقنا المحلية!.. الشركة المتخصصة في توريد الوسائد الهوائية لعدد كبير من شركات السيارات العالمية.. فبعد حصر الطرازات المعيبة من المنطقي أن تمتد المشكلة التي تهدد حياة الركاب للسيارات التي تم بيعها في سوقنا المحلية!.. ورغم أن الأزمة انفجرت منذ ما يقرب من سبعة أيام إلا أننا لم نرى أي رد فعل من أي شركة سيارات في مصر حتى الآن!.. وربما لن نرى أي رد فعل إذا لم يتحرك جهاز حماية المستهلك بالتحقيق في القضية!.. بعض الجهات الرقابية في عدد كبير من الأسواق العالمية تقوم الآن بحصر الطرازات المعيبة والتعرف على سنوات صنعها وأرقام الشاسية الخاصة بها وهو ما يجب أن يتم أيضا في بلدنا لأن الأخطار التي قد تنجم عن هذا العيب قد تكون قاتلة!.. من ناحيتنا سوف نبدأ خلال الأسابيع القادمة بنشر قوائم لأسماء الطرازات وموديلاتها.. وكما نتمنى أن يتحرك جهاز حماية المستهلك نتمنى أيضا أن تبادر الشركات التي تستخدم هذا النوع من الوسائد الهوائية بإصدار بيانات صحفية تحمل أسماء الطرازات المعيبة إن وجدت!.. لا أدرى إن كانت الشركات سوف تتخذ هذه الخطوة أم لا!.. ولكن من ناحيتنا سوف نقوم بنشر تلك القوائم لنضعها تحت تصرف الجهاز وسوف نرشد أيضا مالكي السيارات إن ثبتت المشكلة عن الخطوات التي يجب اتباعها.. تابعونا.